المقابلة الملكية .. جلالته يعيد ترسيم أولويات الأردن والإقليم

35

113859_1_1429129163

حصاد نيوز – تعوض التصريحات الملكية، الفاقد من الصمت الحكومي، وهو ما جاء واضحا في مقابلة جلالته أول من أمس مع قناة “فوكس نيوز” الأميركية.

المقتطفات التي بثتها القناة للقاء الملك حملت في طياتها، تصريحات ملكية ومعلومات مباشرة حيال الموقف الرسمي من ملفات المنطقة والإقليم.

وإذا كانت السياسة الخارجية، ملفا يمسك بزمام إدارته الملك، فإن حكومته بدت غائبة، عن توضيح ما أوضحه الملك مؤخرا.
فالمقتطفات، التي بثتها القناة، حملت مواقف رسمية أردنية حازمة، حيال ملفات الحرب على “داعش”، والموقف الرسمي من عاصفة الحزم على اليمن، والنظرة إلى إيران، ونفوذها في المنطقة، فيما لخص الملك الأزمة الوطنية الأردنية الراهنة بالأزمة الاقتصادية.

وبعيدا عن تأويل تصريحات الملك، فإن وضوح الأولويات في الموقف الرسمي الأردني، كشف عن تمييز واضح بين سياسات المملكة، مع سياسات وقرارات دول مؤثرة عربية وغير عربية.

هذا التمييز والوضوح في الرؤية الاردنية، التي عبر عنها الملك، بديا واضحين من خلال الأولويات في المصلحة الوطنية الأردنية، والأوليات عند تلك الدول.

وعلى رأس تلك الأولويات لدى المملكة، الحرب على “داعش”، بصفتها اليوم أولى من الحرب ضد النظام السوري، فـ”داعش”، وفقا للملك، “هي المشكلة الرئيسية حاليا”، والحرب على “الخوارج” كما وصفهم الملك، هي حرب يجب أن “تأخذ منهجا شموليا خلال العام الحالي”.
وفيما تحدث الملك عن بقاء الأردن منفردا على الجبهة العربية، في مواجهة “الخوارج” في سورية والعراق، فإنه يكشف لأول مرة عن انحسار الدور العربي والإقليمي في الحرب عليهم، بعد إعلانه أن الأردن الدولة الوحيدة التي تساند الولايات المتحدة الأميركية في الحرب على “داعش” حاليا.

كما يقدم الملك وصفا لجانب مهم من دعم الأشقاء العراقيين، في معركتهم ضد التنظيمات الإرهابية، معلنا أن “الأردن سيزيد وتيرة عملياته دعماً للعراقيين”، تاركا الحديث عن شرق سورية من غير التفاصيل، وهو ما ينبئ عن دور استخباراتي طليعي للمملكة.

من زاوية أخرى، قدم الملك نصيحة للتعامل مع الأزمة اليمنية، والحرب على الحوثيين، مسترشدا بخبرته العسكرية خلال قيادته للقوات الخاصة، وتطبيقه لبرامج تدريب القوات الخاصة في اليمن، قائلا: “أدرك حجم التعقيدات هناك، وباعتقادي أنه من الأفضل أن نجد حلاً سياسياً لهذه المسألة”.

في الموضوع الإيراني، قدم الملك تفسيرا لانفتاح الأردن الرسمي على طهران، وأكد مناقشة المملكة لتخوفاتها من النفوذ الإيراني في العراق وسورية ولبنان واليمن.

وفي وقت اعتبر فيه الملك أن إيران تستطيع أن تشكل عامل استقرار باستمرار المحادثات، فإنه شدد على أن تكون المباحثات مع طهران شاملة لنقاط عدم الاستقرار في المنطقة، من زوايا وحدود مختلفة.

ويلخص الملك عناصر عدم الاستقرار، التي تتسبب فيها إيران، بورقة الملف النووي، التي تحمل قدراً من الأهمية للولايات المتحدة، ودور إيران في العراق، وقدرتها على التأثير هناك، ودعمها للنظام في سورية، ودعم حزب الله في لبنان، ووجودها في اليمن، والقرن الأفريقي، وتأثيرها في أفغانستان، وبعض التوتر بينها وبين باكستان على الحدود.

ويشدد الملك على أهمية التعامل مع إيران، مع الأخذ بكل الأوراق بعين الاعتبار لتفهمها جيدا، والربط بين النقاط جميعا.
فكل مسألة من المسائل السابقة، هي عناصر عدم استقرار، وبالتالي يجب مناقشتها مع الإيرانيين، وعدم التعامل مع كل مسألة على حدة.

التصريح اللافت لجلالة الملك في مقابلته مع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية، التي بث منها مقتطفات، هو إعادة تنظيم العلاقات مع الدول الصديقة، فتحدث الملك: “أجد في الربيع العربي درساً لنا جميعاً في المنطقة في كيفية التعامل مع أصدقائنا”.

كما جاء في اللقاء حديث ملكي اتسم باستقلالية الرؤية والتحليل والقرار، وهو ما عبر عنه الملك بالقول: “كنت قد حذرت أكثر من مرة في السابق مما يحدث الآن، ولم أعد الآن أنتظر رداً كما كنت أفعل في السابق، لأن الأمور تحدث بشكل متسارع وعليك التصرف بسرعة”.

وفي موضع آخر، يشدد الملك على أهمية الإمساك بزمام الأمور، واتخاذ “قراراتنا بأنفسنا بشكل مباشر وبحزم أكثر”، ويضيف “في نهاية المطاف، أنني أدرى بمصلحة بلدي وهذه المنطقة، وأعتقد أن نقاشاً صريحاً مع الأصدقاء أفضل دائماً من المواقف الضبابية”.

قد يعجبك ايضا