أسرار وخفايا تراجع النسخة “البرية” لـ”عاصفة الحزم”… الأردن ضغط بشدة والإمارات لم تتحمس
حصاد نيوز – لا يخفف الإسناد الأردني القوي خلف الستارة والأضواء لفكرة التراجع عن «السيناريو البري» في الحرب السعودية الأخيرة على الحوثيين في اليمن من منسوب الارتباك الذي ينتجه إيقاع هذه الحرب بين عواصم المنطقة.
في قياسات المؤسسة الأردنية تحديدا تخطف «عاصفة الحزم» في اليمن الأضواء من المسرح الذي ينبغي التركيز عليه وهو ما يجري في العراق وسورية وسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على نسبة كبيرة من الأراضي في البلدين.
وفي القياسات نفسها الانتقال لمستوى الاشتباك البري الذي يبدو أن غرفة عمليات الرياض فكرت به لإخضاع الحوثيين على الأرض تماما كان سيقود إلى تعقيدات متعددة أشبه بورطة بالنسبة للتحالف السريع الذي شكلته السعودية مرة بسياسة الإقناع للشركاء ومرة بسياسة « تخجيل» الحلفاء.
في كل الأحوال انضم الأردن للتحالف السعودي لكنه نشط خلف الأضواء للحيلولة دون سيناريو الدخول البري الذي كان قد تفاعل معه قبل التحذيرات الأردنية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
بالتزامن والتنسيق دخل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الخط الإيراني ودعمت دول من بينها الإمارات الخط المخفف للحماس السعودي والداعي لتجنب إدخال قوات برية، وهو الأمر الذي نوقش في مقابلات لرؤساء الأركان العرب والحلفاء في الرياض.
يعتقد وعلى نطاق واسع بأن الزيارة التي قام بها مؤخرا للسعودية رئيس الأركان الأردني الجنرال مشعل الزبن جددت التأكيد على تضامن الأردن مع السعودية في كل الأحوال، لكنها أظهرت أو ألمحت للمحاذير الأردنية عندما يتعلق الأمر بالخط البياني لورطة من طراز سيناريو العمل البري.
يتردد أن مؤسسة القصر الملكي الأردنية نفسها نصحت وعملت في الاتجاه المعاكس لسيناريو الاشتباك البري وإدخال قوات برية إلى اليمن.
عمليا وحسب مصادر مغرقة في الاطلاع تشكلت في أروقة التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين وجهة نظر تعيد إنتاج المشهد على أساس هدف سياسي مرحلي يتمثل في دفع إيران للتفاوض على الوضع في اليمن وإخضاع الحوثيين وحليفهم علي عبدالله صالح للعودة إلى المسار السياسي وسحب المظاهر المسلحة.
يبدو أن وجهة نظر الأردن والإمارات حققت «تعديلا» مهما ومؤثرا في مسار الحرب السعودية على الحوثيين وشركائهم في اليمن، على أساس منح الحوثيين وصالح فرصة التأمل والتفكير بالعودة لطاولة الحوار بعدما فهم الجميع الممحو والمسكوت عنه والمخفي في عاصفة «الحزم» السعودية، وبعدما أبلغ اردوغان إيران بأن النظام السعودي أظهر وبكل قوة استعداده للقتال وبحزم في حال التحرش بمصالحه في اليمن أو عبر اليمن.
نصائح أردوغان للإيرانيين تحالفت فيما يبدو مع الموقف الميداني والعملياتي لدول مثل الأردن والإمارات في العمل على «اختبار» أجندة محددة للحرب وللتحالف قوامها العودة للرئيس الشرعي ولطاولة الحوار وانسحاب المظاهر المسلحة، مع حرص الرياض على أن يرتبط ذلك بأجندة زمنية محددة وينتهي بإبعاد الحوثيين عن التحكم بمفاصل السلطة ووقف شحنات السلاح الإيرانية لهم.
الجانب السعودي أقر إبعاد سيناريو الاشتباك البري مؤقتا على أساس اشتراطات محددة حسب المعلومات تبدأ بأن لا ينتهي المشهد بأي مكافأة من أي نوع للحوثيين وبأن لا يمتد الزمن طويلا في اختبار المقترحات الجديدة وأن لا يستبعد الخيار البري تماما.
بالنسبة لدولة كالأردن لا زالت الحرب على الحوثيين مباغتة ومفاجئة ولم يجر الاستعداد جديا لها، وانطلقت بدون تحضيرات أو مشاورات حقيقية مع الشركاء والأطراف.
الأهم في القراءة الأردنية لمسار الحدث هو الخشية من أن تؤدي الحرب على الحوثيين، وقد أدت فعلا، لتشتيت جهد الدول العربية والإسلامية المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة».