بالاسماء .. بدء عملية “عاصفة الحزم” ضد الحوثيين بمشاركة 10 دول من بينها 5 دول خليجية عدا عُمان
حصاد نيوز – وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ببدء عاصفة الحزم ضد الحوثيين عند الساعة 12 ليلاً بتوقيت الرياض.
حيث بدأت عشر دول، بينها خمسة خليجية، في عملية عسكرية موسعة أطلق عليها “عاصفة الحزم”، حيث بدأ الطيران الحربي السعودي بشن غارات جوية في الساعات الأولى من فجر اليوم الخميس.
وأعلنت مصادر سعودية أن القوات الجوية السعودية تسيطر حالياً على الأجواء في اليمن، بعد أن شنت سلسلة غارات على أهداف للحوثيين، في حين أعلنت عن أجواء اليمن منظمة محظورة.
وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية دعمها للرياض في هذه الحرب، كما أعلنت مصر استعدادها للمشاركة في الحرب براً وبحراً وجواً.
تحركات مسبقة
فبعد احتلال مليشيا الحوثي للعاصمة صنعاء، وفرار الرئيس المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي إلى عدن، وصدور قرار من مجلس الأمن يدعم شرعيته، أسقط في أيدي جماعة الحوثي، وبقايا نظام على عبد الله صالح، ودولته العميقة، ومن وراء الجميع إيران، فكان القرار الاستباقي لهؤلاء مجتمعين، اجتياح عدن، واحتلال سائر اليمن، وما هي إلا أيام حتى بلغ التحالف القوي عدن، وبات الرئيس مطارداً، لا أحد يعرف مصيره.
هنا جاءت الاستغاثة اليمنية لتقرع طبول الحرب إقليمياً، وتطالب بتدخل عربي لا أحد يعرف هل سيكون ومتى وكيف؟!
الرئيس المطلوب
جماعة الحوثي التي تسيطر أعلنت عن مكافأة قدرها 20 مليون ريال يمني (نحو 93 ألف دولار) لمن يلقي القبض على الرئيس عبد ربه منصور هادي.
فهل غادر هادي “عدن”، المدينة التي أقام فيها مؤخراً، إلى خارج البلاد، أم أنه ما يزال في اليمن؟ لم يجد أي طرف يمني إجابة على هذا السؤال حتى الآن، لكن ما يُقال إنه مؤكد، أنه “في منطقة آمنة”، بحسب وسائل إعلام ومصادر محلية.
سقوط عدن الوشيك
تصاعدت وتيرة الأحداث في اليمن اليوم، عقب سيطرة الحوثيين على مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج (جنوب)، وقاعدة “العند” الجوية في المحافظة، قبل أن يختطفوا وزير الدفاع محمود الصبيحي، ومسؤول عسكري آخر بارز في المحافظة نفسها.
وبسيطرتهم على الحوطة من جهة، والمقار الأمنية والحكومية في تعز (وسط)، وتقدمهم نحو الضالع (جنوب) من جهة أخرى، أصبح الحوثيون يضيقون الخناق على عدن التي أعلنها هادي في وقت سابق، عاصمة مؤقتة للبلاد إلى حين انتفاء الأسباب التي أدت إلى رحيله عن صنعاء في 21 من الشهر الماضي، بعد سيطرة الحوثيين عليها في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي.
السعودية على خط المواجهة
في الأثناء، بدأت السعودية تحرك معدات عسكرية ثقيلة قرب حدود اليمن مستشعرة الخطر القادم من إيران، في محاولة لتدارك الأزمة، مما يزيد مخاطر انجرار المملكة إلى الصراع المتفاقم في اليمن.
وقالت مصادر بالحكومة الأمريكية، لرويترز: “إن المدرعات والمدفعية التي تحركها السعودية قد تستخدم لأغراض هجومية أو دفاعية”.
وأضافت: “إن حجم الحشد العسكري السعودي على حدود اليمن كبير، وإن السعوديين ربما يستعدون لشن ضربات جوية للدفاع عن هادي، إذا هاجمه الحوثيون في مدينة عدن بجنوبي البلاد”.
وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، قال الاثنين الماضي: “إن الدول العربية ستتخذ الإجراءات الضرورية لحماية المنطقة، من عدوان جماعة الحوثي إذا لم يمكن التوصل لحل سلمي للفوضى في اليمن”.
كما استضافت الرياض، السبت الماضي، محادثات رفيعة المستوى مع جيرانها من دول الخليج العربية، التي تدعم هادي كرئيس شرعي لليمن وعرضت الجهود كافة للحفاظ على الاستقرار في البلاد.
وتحاول السعودية “جارة اليمن” من خلال جهودها الأخيرة، استعادة نفوذها الذي كان فيما سبق واسعاً وممتداً داخل اليمن، والذي أجهضته إيران البعيدة جغرافياً وسياسياً، بعد فشل المبادرة الخليجية في حل الأزمة في البلاد، إضافة إلى أن تفكك البنية السياسية والمجتمعية في صنعاء، والذي ساعد إيران على فتح جبهة جديدة.
تدرك المملكة أن خياراتها الآن في اليمن أصبحت صعبة ومحدودة، فيما يبدو أنها تتجه إلى تصعيد إقليمي ودولي بعيد عن خطاب السياسة الذي لم يجد مؤخراً، رغم الكثير من التصريحات الدولية والتحركات التي تحاول أن تردع الحوثيين، دون نتائج، وفي ذلك مؤشر على أن المملكة فوجئت كبقيّة الدول بأنّ ما حصل ميدانياً قد تجاوز كل الاحتمالات الموضوعة مسبقاً، وأنّه أصبح يشكّل خطراً على أمنها.
ويرى مراقبون أن الرياض قد تضطر إلى دعم فكرة الاستعانة بقوات عسكرية إقليمية أو دوليّة، تحت عنوان مساعدة الحكومة اليمنية في استعادة سيطرتها، إذا ما استمرّت أوضاع اليمن في التدهور في ظلّ تمدّد الحوثيين، واستمرار النفوذ الإيراني، إضافة إلى تصاعد نشاط تنظيم القاعدة على الجانب الآخر.