جــامعـــــة اليرمــــوك ….. إهـــانـــة الكبــــار بطريقة محزنـــة ومفجعــــة
حصاد نيوز – اسامة الرنتيسي –
مهما كانت المبررات الادارية، قانونية أم تعليمات، فلا يجوز بأي شكل من الاشكال أن يتم التعامل مع أحد رموز الاعلام الاكاديميين، الذي تربّى على يديه معظم العاملين الآن في حقل الاعلام الاردني، من خريجي دائرة الصحافة والاعلام في جامعة اليرموك، منذ عام 1980، التي قد تحولت الى كلية الاعلام قبل سنوات قليلة، والاستاذ الحاصل على اعلى رتبة اكاديمية في كلية الاعلام بجامعة اليرموك.
الاستاذ الدكتور عصام الموسى، لا يستطيع احد من خريجي الاعلام في جامعة اليرموك منذ 35 عاما، ان ينكر فضله الكبير الذي قام به في تأسيس جيل الاعلام الحالي، الذين يتبوؤون الآن أعلى المناصب في المؤسسات الاعلامية، وفي معظم وسائل الاعلام في الاردن.
الموسى من الاكاديميين الذين فرضوا حضورا مميزا في عقول طلاب الاعلام في جامعة اليرموك جميعا، فهو الاكثر جدية وعطاء ومتابعة ودراسة واجراء ابحاث بين الطواقم الاكاديمية التي مرت على الاعلام في جامعة اليرموك، وهو بالمناسبة من اكثر الاكاديميين بُخلا في العلامات، لكنه؛ كان ولا يزال يحظى باحترام طلبته وتقديرهم، الذين لا يذكرون سيرته معهم الا بالخير والتقدير.
الاستاذ الدكتور عصام الموسى، القامة الاكاديمية الكبيرة، المحترمة، مارست معه جامعة اليرموك جحودا لا يمكن تفسيره، ولا فهمه بأي شكل من الاشكال، فهو بالاحكام الادارية وصل الى سن التقاعد، مع ان له قصة مختلفة في قضية العمر، يعرفها رئيس الجامعة، واتفق معه على تصويب الاوراق الرسمية، وهذا ما فعله الموسى الذي ذهب الى المحاكم وبعد ذلك الى دائرة الاحوال المدنية وصوب أوضاعه، لكن الجامعة لم تلتزم معه.
لا يجوز بأي حال من الاحوال ان تصل الامور مع رمز من الرموز الاكاديمية الاعلامية في الاردن الى كتابة استدعاءات الى رئاسة الجامعة، من اجل الحصول على عقد عمل ليدرس تسع ساعات في الفصل الدراسي، ويشرف على طلبة الماجستير في الجامعة، وهو الذي تحتاجه كلية الاعلام بشهادة عمادة الكلية ورئاستها، حيث شرحت على استدعاء الموسى نحن “بحاجة ملحة وماسة له” وارسلته الى رئيس الجامعة، الذي وافق على ان يقوم الموسى بتدريس ثلاث ساعات فقط.
بعيدا عن التقدير لقامة اكاديمية كبيرة من وزن الدكتور الموسى، وبحسبة مالية بسيطة لاستاذ يدرس في الفصل ثلاث ساعات، فانه سوف يتقاضى مكافأة مالية في نهاية الفصل لا تتجاوز ألف دينار، اي بمعدل 250 دينار شهريا، لدكتور يسكن عمان ويريد ان يذهب ثلاث مرات في الاسبوع الى اربد.
هل بهذه الطريقة المحزنة والمفجعة نكرم رموزنا ومفكرينا واساتذتنا المحترمين، هل نغضب من الدكتور الموسى لانه قال كلامًا واضحًا وصريحًا في تحقيق في “العرب اليوم” بعد النتائج الكارثية لامتحان الكفاءة الجامعية وحصول كلية الاعلام في اليرموك على نتائج بائسة وفي أسفل ترتيب الجامعات الاردنية؟.
هل نعاقب الاستاذ الدكتور عصام الموسى الحاصل على منصب نائب رئيس اتحاد اساتذة الاعلام العربي خريجي الجامعات الاميركية، لانه غزير الانتاج، وصاحب جهد بحثي متواصل، واحد اهم المدرسين في المعهد الدبلوماسي في الفترة الذهبية له.
في الدول التي تقدر رموزها ومبدعيها ومفكريها وتحترمهم، تقوم مؤسسات اقتصادية ومالية بتعيين مفكرين وشعراء ضمن كوادرها، جزءا من المسؤولية الاجتماعية لها، فلماذا لا تقوم مؤسساتنا بذلك؟.
بالمقارنة، يُسجَّل للجامعة الاردنية انها حفظت كرامات كبار الاساتذة من وزن الدكتور علي محافظة، على سبيل المثال، بتخصيص مكتب محترم وعمل نوعي له تكريمًا لعطائه الاكاديمي، ولم تتركه مثل الدكتور الموسى يَعرِض ما وقع عليه من ظلم على مسؤولين في الدولة، وعلى نقابة الصحافيين باعتباره عضوا فيها، من أجل الحصول على كرامته الاكاديمية التي لم تزنها جامعة اليرموك جيدا.