مطالبات بإغلاق مخيم الزعتري بالأردن بعد وفاة أسرة سورية تفحماً

30

107138_1_1425364434

حصاد نيوز – المصير الذي لقيته عائلة سورية كاملة مكونة من أربعة لاجئين بالموت تفحماً، صباح الاثنين، إثر حريق نشب في كرفانتهم، داخل مخيم الزعتري للاجئين في محافظة المفرق، أعاد الحديث مجدداً عن طبيعة الحياة التي يعيشها هؤلاء في المخيم.

الحادثة التي أدت إلى وفاة الأب والأم وطفلين (12 و8 أعوام)، نتيجة انفجار أسطوانة غاز كانت داخل خيمتهم، دفعت ناشطين أردنيين ومؤسسات حقوقية محلية للدعوة إلى إغلاق المخيم بشكلٍ نهائي، ونقله إلى جهةٍ تتوافر فيها الخدمات اللوجستية المطلوبة، لحين حل الأزمة السورية وعودة اللاجئين إلى ديارهم بعد ذلك.

الأردن يشكو

وتشكو السلطات الأردنية من التدفق الكبير للاجئين السوريين إلى الأردن، ومن ثَم فإن الجهات المعنية لن تستطيع تقديم الخدمات المطلوبة للاجئين في المخيمات، خاصة أن دراسة متخصصة حديثة، كشفت أن تدفق اللاجئين السوريين في الأعوام الماضية، رفع الضغط على سلع وخدمات النظام الاقتصادي.

“معاً لإغلاق مخيم الزعتري”

الناشط الحقوقي عاهد البزور من محافظة إربد، قال: إنه وبسبب تكرار حوادث الموت داخل مخيم الزعتري، الذي يعد الأكبر في الأردن، نتيجة حوادث هنا أو هناك بداخله، فإن مجموعة من الشباب رأت أن تؤسس حملة “وتعاونوا” لخدمة اللاجئين السوريين، موضحاً أن “هذه الحملة شبابية شعبية أردنية مستقلة، تنطلق من واجبها الشرعي، ولا تتبع لأيِّ جهة رسمية أو حزبية”.

وقال البزور: إن “مطالبنا واضحة وفق حملة إعلامية مستمرة عنوانها: “معاً لإغلاق مخيم الزعتري، ونقله إلى موقع يصلح للعيش”، فنحن لا نطالب بإسكان أشقائنا السوريين في المناطق الراقية في بلادنا، لكننا نطالب بإسكان إخواننا السوريين في أماكن تصلح للعيش الآدمي”.

زيارات عربية وعالمية

ويزور مخيم الزعتري بين الفينة والأخرى عدد كبير من الشخصيات العربية، لا سيما الخليجية منها، وكذا العالمية؛ لتقديم المساعدة للاجئين السوريين، تحديداً في مخيم الزعتري، وكذلك زاره مؤخراً المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنطونيو غوتيرس، للاطلاع على واقع الخدمات المقدمة للاجئين السوريين هناك، مطالباً المجتمع الدولي بتقديم الدعم والمساندة للأردن في استضافة اللاجئين، ومواصلة تقديم الخدمات الإنسانية العاجلة للاجئين السوريين في هذا البلد.

ويوجد في الأردن أربعة مخيمات غير “الزعتري”، هي المخيم الإماراتي الأردني “مريجب الفهود”، ومخيم الحديقة في الرمثا، أقصى شمال الأردن، ومخيم “سايبر سيتي” المخصص للاجئين الفلسطينيين الذين دخلوا البلاد ولم يسمح لهم بالإقامة في الأردن إلا من خلال هذا المخيم، الذي يؤكد القاطنون فيه من اللاجئين الفلسطينيين أنه أشبه بـ”المعتقل”.

ويضم الأردن مليوناً و500 ألف لاجئ سوري، ويزيد طول الحدود الأردنية السورية عن 375 كم، ويتخللها العشرات من المنافذ غير الشرعية التي كانت ولا تزال معابر للاجئين السوريين الذين يقصدون أراضيه؛ ما جعل الأردن من أكثر الدول تأثراً بالأزمة السورية التي اندلعت منذ قرابة أربع سنوات.

النساء والأطفال الأكثر تأثراً

تعتبر النساء والأطفال في مخيم الزعتري من أكثر الفئات تأثراً بالأوضاع المعيشية السيئة التي يعيشها اللاجئون هناك، لكن الجهات المختصة المشرفة على مخيم الزعتري أكدت وجود أطباء نفسيين داخل المستشفيات الميدانية، يتعاملون مع الحالات المكلومة، لا سيما من فئة النساء والأطفال.

وشدد مدير مخيم الزعتري العقيد عبد الرحمن العموش، أنهم يعكفون خلال الفترة القادمة لتهيئة مجمع تعليمي داخل المخيم يستوعب نحو خمسة آلاف طالب، مشيراً إلى جهود اليونيسف واليونسكو بتهيئة أماكن خاصة آمنة للأطفال داخل المخيم.

وقال العقيد العموش: إن “الخدمات المتوفرة في مخيم الزعتري من البنى التحتية والصحية والتعليمية وغيرها، جاءت لتحسين واقع الخدمات المقدمة لهم”.

لكن النساء والأطفال في المخيم يشتكون من معاناتهم المتكررة والمستمرة بلا حلول واضحة، خاصة أثناء فترة الشتاء والثلوج، أو من معاناتهم نتيجة الأتربة والغبار الكثيف الذي يؤثر كثيراً في الأطفال، خاصة ممن يعانون الربو وضيق التنفس، علماً بأن المخيم يقع في منطقة صحراوية.

فصل الشتاء الأكثر تأثيراً

ويتربص فصل الشتاء باللاجئين السوريين في مخيم الزعتري، ويثير ضعفُ الاستعدادات، لا سيما نقص الكرفانات وغياب وسائل التدفئة التي تلائم الخيام مخاوف اللاجئين، فالمخيم الواقع في بيئة صحراوية تعرف ببرودتها الشديدة ورياحها العاتية خلال الشتاء، فشل في أول اختبار عندما تطايرت الخيام مع أول هبات الرياح التي بدأت في سبتمبر/أيلول الماضي، ويتضاعف خوف اللاجئين من الأمراض المصاحبة لفصل الشتاء.

ناشطون تحدثوا يعملون في إغاثة السوريين، أكدوا “عدم مطابقة الخيام للمواصفات العالمية للتعامل مع الأحوال الجوية السيئة، إضافة إلى صعوبة تدفئتها باستخدام الوسائل التقليدية التي تزيد من خطر احتراقها”.

قد يعجبك ايضا