“محمد أوكو” مغربي مختفٍ في الأردن منذ 22 عاما… واهله يبحثون عنه

21

105997_1_1424632408

حصاد نيوز – منذ آخر رسالة توصّلت بها أسرته عام 1993، انقطعت أخباره إلى حد الآن، تاركًا خلفه مساحة من الترّقب بين صفوف أسرته التي لا تدري هل لا يزال على قيد الحياة، أم أنه رحل عن الدنيا ككّل وليس فقط عن المغرب.

حُرم ابنه عبد الرزاق من رؤية وجه والده إلّا من صورة قديمة تختزل شبابه في العقود الأولى لزواجه. أحد إخوة الأب المفقود بدأ رحلة البحث عنه قبل سنوات، غير أنه لم يصل لأيّ نتيجة، ليتسلم عبد الرزاق مشعل البحث، ويبدأ في التواصل منذ أشهر مع القنصلية المغربية بالأردن علّه يصل إلى خيط ما يدّله أين يعيش والده، أو.. أين يقف قبره.

سافر محمد أوكو إلى الأردن قبل 33 عامًا لأجل العمل في مهنة قيادة الشاحنات، بعدما راكم تجربة مهمة مع شركة الأشغال الكبرى للطرق المغربية، كان يخطط في البداية للسفر إلى فرنسا التي كانت تستقطب في ذلك الوقت السائقين المغاربة، إلّا أنه لم ينجح في مسعاه، لتكون الأردن هي نقطة الوصول، وبالضبط إلى منطقة أبو علندا، شرق العاصمة عمان، إذ كان من أوائل السائقين المغاربة الذين ينتقلون للعمل في هذا البلد.

بعد مرور خمس سنوات على سفره، عاد محمد إلى طاطا سنة 1985 ليستنشق عبير الوطن لأشهر معدودة، وبعدها ركب الطائرة مرة ثانية نحو عمله بالأردن، ثم تتكرّر زيارته للمغرب بداية التسعينيات، كانت آخر مرة يطأ فيها أرض الوقت قبل اختفائه بشكل نهائي.

رأى عبد الرزاق نور الحياة بعد بضعة أشهر على رحيل والده، إذ لم يتسنّ لهذا الأخير رؤية ابنه الأخير، عكس ابنيه الآخرين اللذان قضى برفقتها القليل من الوقت قبل السفر الأخير. تلّقى الأب خبر ازدياد ابنه بكثير من الفرح في رسالة توّصلت بها عائلته، وبعدها بسنتين، جاءت رسالة أخرى من لدنه تسأل عن الحال والأحوال، كانت آخر رسالة يكتبها للأسرة قبل أن تنقطع أخباره.

منذ ذلك الحين والأسرة تنتظر عودة مُعيلها دون جدوى، ترك محلًا تجاريًا بسيطًا لم يكفِ لمواجهة ضروريات الحياة، ومنزلًا يسكن فيه أبناؤه الذين ترعرعوا بعيدًا عن حنان الأب. حاول شقيقه البحث عنه وأصدر نداءً في القناة الثانية قبل خمس سنوات لعلّ محمد يلتقطه، غير أنّ النداء كان كصرخة في وادٍ عميق، لم تأتِ بشيء غير صداها.

بعد استكمال دراسته، قرّر عبد الرزاق نذر حياته للبحث عن الوالد. يراسل بملفٍ يتكوّن من نسخٍ من جواز سفر الأب وشهادة إقامته بالأردن كلّ من بإمكانه مساعدة الأسرة على إيجاد الأب: وسائل الإعلام المغربية والأردنية، القنصلية الأردنية بالمغرب، القنصلية المغربية بالأردن، سلطات مدينة أبو علندا..، فرغم أنّ الأخبار لم تأتِ بأيّ جديد، إلّا أنّ عبد الرزاق مُصمم على الاستمرار في الرحلة.. رحلة البحث عن أبٍ اختفى بشكل غامض أثناء كدّه لتحصيل لقمة عيش أبنائه.

قد يعجبك ايضا