د.محمد نوح القضاة يكتب ..خطر بات في عقر دارنا … متى سنقلق!!
حصاد نيوز – في الوقت الذي تتصدر فيه الاخبار المتناقلة عمّا تقوم به بعض الجماعات المسلحة باسم الاسلام وهي اخبار تروق للبعض فئات الشباب لأنها تحاكي البطولات التي يرونها في أفلام العنف اليومية التي تُغذي عقولهم من جهة و من جهة اخرى يرون فيهم خُلقا غير مألوف لدى مسؤوليهم و هو العناد و الرفض و التحدي و الاقدام.. الخ قائمة المصطلحات التي تستهوي الشباب، في ظل هذه المعطيات مازال الاعلام يتحدث بطريقة غريبة تأخذ منحيان: الاول: ترديد عبارة ( الاسلام بريء من هذه التصرفات، الاسلام لا يُقرّ هذه الأفعال ).. الخ هذه الأسطوانة التي لا تُقنع من تُثيره بحماسةٍ مشاهد القتل والسلاح المدجج على أكتاف المقاتلين. الثاني: أنها لا تُقدم البديل لهذا الفكر ولا تغير منهجها الإعلامي في مخاطبة الشباب لتحصينهم ممن يتربص بهم ليجذبهم الى صفوفه.
عندما يكون من مهمة وزارة الصحة ان تراقب الأمراض السارية او الوافدة لتتصرف بما يجب لحماية المواطنين يأتي السؤال الأكبر ماذا قدّم الاعلام لوقاية عقول الشباب من الخطر القادم؟ ماهي خطتنا الفكرية والإعلامية؟ وهل مجرد وصف تصرفات الآخرين انها لا تمت للإسلام بصلة مقنع لعدم اتباعها من قبل شباب لم يتفقه في الاسلام ، وينظر بنوع من الإعجاب لبعض التصرفات؟ وإذا كانت الحرب الدائرة تتم باسم الاسلام فماذا قدم اعلامنا لإظهار الاسلام الذي نصف الآخرين انهم لا يمثلونه؟ جاء أسر طيارنا – حفظه الله من كل سوء- ليشكل صدمة لشبابنا الذين كانت تُعجبهم بعض التصرفات واليوم أستشعر أن الصدمة بدأت تتلاشى وأن الهجوم الفكري المعاكس بدأ على العقول من جديد بطرح سؤال عن مهمة طيارنا اصلاً ! بدلا من التعاطف الصادق معه !مما يدل أن الآسرين لهم بيننا من يروج فكرهم في ظل إعلام تائه.
خلاصة القول أن شبابنا في ظل التغييب المقصود للمعلومة الدينية اسهل للاصطياد ، و ان طمر الرأس بالرمل من قبل الجهات المعنية لا يعني غياب الخطر، و أن فراغ بطاريات ساعتك لا يعني توقف الزمن! نحن اليوم بأمس الحاجة لوضع خطة دينية فكرية وطنية يُسخّر لها الاعلام بكل صنوفه لتوعية شبابنا و وقايتهم من خطر بات في عقر دارنا، ولا ادري متى سنقلق!!