الموبايل والواتس اب وراء ثلث حالات الطلاق في الأردن
حصاد نيوز – أثارت أسباب الطلاق في الاردن جدلاً قانونياً، ففي الوقت الذي يؤكد فيه قانونيون ان اسبابا جوهرية ومبررة وراء معظم حالات الطلاق يرى آخرون ان عدداً كبيراً من الحالات لاسباب تافهة.
المحامية المتخصصة في القضاء الشرعي سميرة زيتون قالت ان ثلت قضايا الطلاق حاليا بسبب الموبايل واستعمال الواتس اب، دون أن تعطي أرقاماً لهذه الحالات.
وأشارت زيتون إلى ان الموبايل ادخل خلافات عديدة على الاسر الاردنية، منوهة بان استعمال الواتس اب بكثرة شكك بعض الازواج في سلوك زوجاتهم من جهة وجعل الزوجة تهمل في واجباتها الاسرية من جهة اخرى.
وقالت ان ثلث النساء اللواتي اقمن دعاوى طلاق في الآونة الاخيرة كانت اسبابهن “تافهة” ابرزها عدم تسفيرها في نزهة خارج البلاد او عدم تنزهها داخل البلاد أو بسبب كثرة اعباء الرجل الامر الذي تعتبره بعض النساء اهمالا لها او بسبب ظروفه المالية وهذا ما تعتبره تقصيرا منه.
وخالفتها الرأي المحامية وفاء مصطفى التي اكدت ان غالبية اسباب الطلاق في الاردن تكون لاسباب جوهرية ومبررة.
وقالت رغم وجود بعض حالات الطلاق التي تتم لاسباب تافهة لكن اغلب الحالات تكون لاسباب مبررة وجوهرية ويكون فيها الطلاق الوسيلة الوحيدة لحل الخلافات.
وبينت المحامية زيتون ان بعض النساء لا يفهمن ما معنى مؤسسة الزواج ولا تعلم حجم الاعباء الملقاة عليها امام اولادها ونفسها ومجتمعها لذلك في حالات كثيرة يكون قرارها بطلب الطلاق مدمر لها ولاسرتها دون وجود اسباب جوهرية.
المحامية فتحية منصور المستشارة القانونية في اتحاد المرأة قالت ان مجتمعنا الذكوري يجعل الرجل يتعامل مع المرأة على انه “سي السيد” اذ يحلل لنفسه الكثير ويحرم عليها الكثير.
ولفتت المحامية منصور الى تدخلات الاهل الامر الذي يزعج المرأة كثيرا ويجعلها في كثير من الحالات تلجأ لطلب الطلاق.
وحملت المحامية وفاء مصطفى الظروف الاقتصادية مسؤولية العديد من حالات الطلاق في المملكة.
وقالت المحامية مصطفى ان اختلاف مفاهيم الزواج وراء العديد من حالات الطلاق فبعض الرجال ينظرون للمرأة على انها وسيلة لمساعدته ماليا في اعباء الحياة الزوجية حتى ان بلغ الامر في بعض الاسر ان راتبها ينزل بحساب زوجها او تسلمه اياه مباشرة بعد استلامها له.
ولفتت إلى ان عمل المرأة خارج البيت ادى الى اهمال بعض السيدات العاملات لواجباتهنّ وخلق لدى بعضهن نوعا من التمرد على الحياة الزوجية نيجة تغير المفاهيم الزوجية.
وأشارت المحامية زيتون إلى وجود حالات لسيدات طلبن الطلاق بسبب عدم شراء زوجها لها موبايل وقالت ان احدى السيدات ذكرت ان زوجها استبدل موبايله بآخر حديث بينما لم يشترِ لها موبايل حديثاً لها، متسائلة هل ُتختصر مؤسسة الزواج بمتطلبات الحياة العصرية؟
ولفتت إلى أن أحد الرجال تقدم بدعوى طلاق ضد زوجته وان الزوجة دافعت عن نفسها بان سبب كل الخلافات بينهما يعود لان زوجها لا يشتري للبيت الا الطعام الذي يحبه هو ولا يهتم برغباتها هي في اختيار نوع الطعام كما يطلب منها ان تطبخ الطعام الذي يريده هو فقط وقالت تراضينا على اعطائها ثلثي مؤخر مهرها وطلقها.
واضافت : نحن لا نقول انه النساء لا يظلمن في بعض الحالات فهناك من السيدات اللواتي صبرن لسنوات على تعذيب وضرب زوجها لها وشربه للمشروبات الروحية وزواجه عليها من اخرى وصبرت من اجل اسرتها واولادها ولم تتقدم بطلب الطلاق الا بعد عناء سنوات طويلة. ولكن ما نخشاه هو تغير المفاهيم عند الزوجين لمفهوم الزواج وتحمل كليهما لاعباء الحياة خاصة بعدما اصبحنا نشاهد شابات صغيرات في السن يطلبن الطلاق لعدم شرائه فستاناً لها فتجعل من بيتها جحيما وتبدأ بافتعال المشاكل حتى تصل بها الى خلافات يصعب حلها وتنتهي بالطلاق فكثير من الخلافات البسيطة ترتقي بالنهاية الى قضايا حقيقية في الشقاق والنزاع.
من جهتها قالت المحامية مصطفى ان عمل المرأة خارج البيت اثر على بعض الاسر ولا نقول جميعها.
وطالبت النساء العاملات بألا يؤثر عملها خارج البيت على كونها زوجة واماً داخل منزلها، مشددة في الوقت ذاته على عدم بقاء المرأة على المفاهيم القديمة باضطهاد الزوجة.
كما دعت الازواج إلى مراعاة الاعباء الملقاة على عاتق المرأة خصوصاً اذا كانت المرأة عاملة وقالت عليه ان يتحمل فيما اذا حدث بعض التقصير، لافتة إلى قيام بعض الازواج بضرب زوجاتهم، مؤكدة ان هذه العادة السيئة لم تنقرض لكن اعدادها انخفضت في السنوات الاخيرة.