خالد التويجري رئيس “حكومة الظل” والرجل الغامض .. اين اختفى ؟ وهل غادر المملكة فعلا؟
حصاد نيوز – لم يكن من قبيل الصدفة ان يكون اول مرسوم ملكي يصدره العاهل السعودي الجديد الملك سلمان بن عبد العزيز بعد تثبيت الامير مقرن وليا للعهد، والامير محمد بن نايف وليا لولي العهد، هو عزل السيد خالد عبد العزيز التويجري رئيس الديوان الملكي والسكرتير الخاص للعاهل الراحل من جميع مناصبه، حتى وقبل ان تكتمل مراسم الدفن.
فالسيد التويجري كان رئيس وزراء “حكومة الظل” في السعودية والبوابة الرئيسية لوصول الى العاهل الراحل، ليس لانه سكرتيره الخاص، بل لانه هو الذي كان يقف خلف معظم قراراته بما في ذلك من يدخل اليه ومن لا يدخل من الامراء، كبارا كانوا او صغارا، كما كان هو من يقرر ايضا اي من الرسائل التي يجب ان يطلع عليها الملك، ويلعب دورا كبيرا في اختيار الوزراء وابعادهم.
هذه “القوة العظمى” التي كان يتمتع بها السيد التويجري خريج جامعة الملك سعود في الرياض (قسم القانون) وحامل الماجستير من جامعة جنوب كاليفورنيا في العلوم السياسية، استمدها من ثقة العاهل السعودي الراحل، وقرب والده عبد العزيز التويجري الرئيس المساعد للحرس الوطني من الملك عبد الله، والصداقة الوطيدة بين الرجلين على مدى عقود من الزمن.
لا احد يعرف اين اختفى السيد التويجري الذي ادرك ان حياته السياسية والعملية تنتهي فور الاعلان الرسمي لوفاة الملك عبد الله، لان العاهل السعودي الجديد وابناءه، وخاصة الامير محمد (34 عاما) الذي حل مكانه في رئاسة الديوان الملكي الى جانب تعيينه وزيرا للدفاع، لا يكنون له الكثير من الود بسبب “استيائهم” من هيمنته على الملك الراحل وقراراته، حسب ما قال مصدر مقرب منهم لـ”راي اليوم” لانه كان “يعرقل بعض “اوراقهم” و”مطالبهم” بالتنسيق مع صديقه وحليفه الامير متعب بن عبد الله رئيس الحرس الوطني (بمرتبة وزير) والنجل الاكبر للملك عبد الله.
تقارير شبه مؤكدة تقول ان السيد التويجري غادر المملكة قبل الاعلان الرسمي لوفاة الملك عبد الله بيوم، وقبل صدور قرار عزله، واتجه الى دولة اوروبية، واختفى عن الانظار.
ولم تملك شخصية سعودية من خارج الاسرة الحاكمة المناصب والصلاحيات التي كان يحملها السيد التويجري، فقد كان رئيسا للديوان الملكي، ورئيسا لديوان مجلس الوزراء، والسكرتير الخاص ومستشار الملك، وامين عام هيئة البيعة، وهناك من يؤكد لـ “راي اليوم” انه هو الذي اوحى للملك بهذه الفكرة.
مراكز القوة التي يتمتع بها جعلته موضع حسد وغيرة وكراهية الغالبية الساحقة من ابناء الاسرة الحاكمة، وكذلك المؤسسة الدينية المحافظة التي تتهمه بالليبرالية والعمل على “تغريب” المملكة.
امراء في الاسرة الحاكمة ناصبته العداء لانه متهم بعرقلة بعض مطالبها وطموحاتها المالية، وتخفيض مخصصاتها وامتيازاتها، اما رجال المؤسسة الدينية فقالوا انه وراء دعم الجناح الليبرالي في المملكة، وادخال المرأة الى مجلس الشورى، واقناع الملك عبد الله بإنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية التي كانت اول جامعة مختلطة بين الذكور والاناث في تاريخ المملكة وتمنح طلابها درجتي الماجستير والدكتوراة، ومضافا الى ذلك دعمه لفكرة تطوير القضاء السعودي ورصد اربعة مليارات دولار في هذه الصدد.
السيد التويجري كان يرفض الاضواء، والظهور على وسائل الاعلام ويفضل الصمت المطبق، كما انه ابتعد عن وسائل التواصل الاجتماعي مثل “التويتر” و”الفيسبوك” وفسر فتحه حساب على “التويتر” لرغبته قطع الطريق على كل من يحاول انتحال اسمه، وقد غير هذا الحساب قبل يومين والغى صفته الرسمية كرئيس للديوان الملكي، واستبدل بيان ملفه الشخصي بدعاء “اللهم اعِني على نفسي، وثبتني على طاعتك، ولا تكلني على نفسي طرفة عين”.
وكان السيد التويجري ظهر لمرة واحدة تقريبا على وسائل الاعلام على مدى اكثر من عشرة اعوام، عندما زار القاهرة والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مبعوثا من الملك عبد الله بن عبد العزيز في 21 كانون الاول (ديسمبر) الماضي بصحبة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مساعد وزير الخارجية القطري لاتمام خطوات المصالحة بين مصر ودولة قطر، وهي من المرات النادرة لمستشار العاهل السعودي الذي يفضل البقاء في الظل.
وانشأ مؤيدون هاشتاغا بعنوان “شكرا خالد التويجري”، مثمنين جهوده في خدمة بلاده، بينما انشأ معارضوه هاشتاغا مضادا وجهوا اللوم اليه في الكثير من الهنات والاخطاء.
وينتمي السيد خالد التويجري الى قبيلة الشعراء في السعودية، والشعر النبطي خصوصا، وكان يوقع قصائده باسم “ساري” وقد غنى الكثير من المطربين الكبار قصائده ابرزهم ماجد المهندس العراقي الذي حصل قبل عامين على الجنسية السعودية.