الفنان نصر عبد العزيز في غاليري بنك القاهرة عمان
حصاد نيوز – يقيم غاليري بنك القاهرة عمان يوم الثلاثاء الموافق السابع والعشرين من هذا الشهر و في السادسة مساء , معرضا استعاديا للفنان الرائد نصر عبد العزيز, والفنان عبد العزيز هو واحد من جيل المؤسسين للحركة التشكيلية الاردنية عمل في مجال الرسم لاكثر من خمسين عاما اضافة الى دراسته لفن السينما في كل من مصر وموسكو وعمله لسنوات طويلة في مجال تصميم المناظر للدراما العربية في دبي , واعماله الفنية مقتناة في المتاحف , ومنتشرة لدى المقتنين في مختلف دول العالم .
جاء في كلمة الغاليري في معرض تقديم الفنان نصر عبد العزيز :
ينتمي الفنان نصر عبد العزيز لجيل السبعينات في الحركة التشكيلية الاردنية ،هذا الجيل الذي اسس للوحة المسندية محلياً ،وهم كوكبة من الفنانين وقع على عاتقهم تقديم تجاربهم الفنية الى جانب معركتهم المجتمعية في انتزاع شرعية المشاهدة والعرض، ولا ابالغ عندما اقول ان هذا الجيل هو الذي اسس القاعدة الصلبة , للأجيال اللاحقة، واختصر عليها طريقاً لم يكن معبداً بالورود، طريقاً صعباً، كانت اللوحة الفنية حكراً على مجموعة ضيقة من المقتنين ومتابعي التشكيل , اضافة الى محدودية وسائل العرض وقلة الاماكن باستثناء المراكز الثقافية الاجنبية، التي كان لها الفضل في احتضان فناني الاردن الاوائل وعرض تجاربهم.
ونحن نقدم الفنان نصر عبد العزيز، انما نقدم واحدة من ابرز التجارب الاردنية، وفناناً ظل على مدار سنوات انهماكه في الابداع، عنيداً، لم يساوم يوماً على لوحته , وظل وفياً لأسلوبه الخاص في الرسم، وهو الواقعي التعبيري، والذي انطوى على مساحات رمزية نجدها بوضوح في الكثير من اعماله , التي عبر فيها ولا يزال عن ذاكرة الوطن، ففلسطين بكل تفاصيلها وحياتها اليومية، كانت حاضرة دائماً في لوحة نصر عبد العزيز , وكان مخلصاً في سعيه للتعبير عن القضية ورصد تحولاتها في شخوصه وألوانه الترابية المشحونة بالأحمر واصفر الشمس .
نصر عبد العزيز في هذا المعرض المميز هو ضيف غاليري بنك القاهرة عمان، فارساً من فرسان اللون ووفياً للرسم وعبر ما يزيد على نصف قرن منذ بداياته الاولى وحتى الآن .
سعداء بتقديم نصر عبد العزيز لجمهور قاعتنا، وفي سياق الوفاء للتجارب الاولى، كما هي تقاليد الغاليري منذ تأسيسه عام 2008 .
وفي شهادته وتقديمه لعمل الفني يقول الفنان نصر عبد العزيز في سرد تاريخي انطوى على معلومات نعرفها للمرة الاولى عن الفنان :
في القاهرة بدأت الرحلة الحقيقية . وفي السنة الأولي في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة اشتركت في صالون القاهرة السنوي بلوحتين وكان الاشتراك في صالون القاهرة ولا زال يعتبر خطوة غير سهلة . فهم يدققون كثيرا قبل الموافقة على إشراك أي فنان حصلت لوحتي ( موت قطة صغيرة ) على جائزة اقتناء . بمعنى أن الدولة هي التي اشترت اللوحة . وكان هذا منتهى أمل كل فنان في مصر في نصف القرن الماضي. وهو عمر صالون القاهرة في ذلك الوقت . وطبيعي أن يكتب بعض النقاد عن اللوحة كما كتب البعض الآخر عن اللوحة الثانية . لا اذكر أسماء النقاد ولكن اذكر عن يقين جريدة المساء الثقافي . ومجلة الإذاعة والتلفزيون
في مصر عشت عبق الفن الإسلامي . فلا زالت القاهرة متحفا حيا لهذا الفن الإنساني العظيم . كما انها لا زالت هي العاصمة الثقافية للعرب عامة وليس للمصريين منهم فقط . وفي مصر تعرفت على الفن الفرعوني في مواقعه الأصلية في الأقصر . وعرفت عن يقين ما كنت احسـه من قبل . وهو ان لا سبيل للامساك بالزمن في الفن . بل ولا ضرورة لذلك . فهو إما زمن مضى ولا يمكن استرجاعه . أو زمن آت ولا يمكن استعجاله . أو زمن حاضر ينفلت من بين أيدينا ولا سبيل إلى الإمساك به . وهذا كان مدخلي لفهم الفنون الشرقية عامة . والفنين الفرعوني والإسلامي بشكل خاص . فالفنان هنا يرسم ما يعرفه وليس فقط ما يراه . وبذلك تقاس قيمة اللوحة ليس فقط بمقدرة الفنان المهنية . وانما أيضا بثقافته وفهمه للموضوع . والاهم بهدفه غير المعلن من الرسم
كان معرضي الأول في الأردن سنة 1969 بلوحات أحضرت معظمها من القاهرة . وفي السنة التالية اشتركت في بينالي دول البحر الأبيض المتوسط الذي أقيم في الإسكندرية . وحصلت على جائزة اقتناء من محافظة الإسكندرية . وفي السنة التالية حصلت على بعثة من وزارة الإعلام البريطاني لدراسة التصميم وذلك بترشيح من التلفزيون الأردني الذي كنت اعمل فيه مصمم ديكور. قضيت في لندن ستة اشهر تعرفت خلالها على مقتنيات المتحف الوطني البريطاني ومتحف تيت غاليري . ودرست فن الصور المتحركة والذي لم أمارسه عمليا من يومها إلى الآن . وبعد عودتي إلى الأردن أقمت معرضا مشتركا مع الخزاف محمود طه والمصور يسري الدويك . ثم معرضا شخصيا
في بداية السبعينيات كلفت بالتدريس في المعهد الأردني للفنون وكان اسمه في ذلك الوقت معهد الموسيقى والرسم . ولاحظت ان الفنان عندما يكلف بالتدريس . فانه يستفيد من العملية اكثر من الطالب نفسه السبب انني كنت مضطرا الى اعادة البحث في مدارس الفن على اتساع العالم وعمق التاريخ . ثم ترتيب أفكاري عن الموضوع في لغة عربية بسيطة قابلة للفهم من التلاميذ وبعضهم كان في المرحلة الثانوية . وكان من نتيجة التدريس في المعهد . أن كلفتني وزارة التربية والتعليم الأردنية بالتدريس الصيفي في معهد عجلون لمدرسات الفنون . ثم كلفتني بكتابة المادة المقررة على معاهد المعلمين في مادة الفنون
ويعتبر هذا المعرض الاستعادي هو الاشمل في تاريخ الفنان وهو المقل في اقامة المعارض منذ تخرجه في ستينيات القرن الماضي وفيه يقدم مجموعة من الاعمال الفنية القديمة والجديدة ولا سيما جدارية القدس الاكبر في تاريخه الفني والتي عبر بها عن قدسية المدينة واظهر مكانتها الخاصة في قلوب ووجدان الامتين العربية والاسلامية .