الملك: لن ندخر جهدا للحد من معاناة الشعب السوري

58

33787_1_1371767384

 تناول جلالة الملك عبدالله الثاني، خلال لقائه في لندن أمس مجموعة من القيادات السياسية والفكرية والأكاديمية البريطانية، القضايا والتحديات غير المسبوقة التي تواجه منطقة الشرق الأوسط في المرحلة الراهنة.

وأكد جلالته أن الأردن يعمل بكل طاقاته وبالتعاون والتنسيق مع دوائر صنع القرار المؤثرة في العالم للتعامل مع هذه التحديات بهدف حماية المصالح الأردنية، وترسيخ أمن واستقرار المنطقة.

وشرح الموقف الأردني من تطورات الأزمة السورية، محذرا من تداعياتها الخطيرة على دول الجوار والمنطقة ككل في ظل التدهور المستمر وتصاعد حدة العنف والاقتتال، ما فاقم من معاناة الشعب السوري.

وشدد على ضرورة تكثيف مختلف الجهود والإسراع في التوصل إلى حل سياسي انتقالي شامل للأزمة، مؤكدا أن الأردن، وفي الوقت الذي يبذل فيه جهودا كبيرة لتقديم خدمات الإغاثة للاجئين السوريين الذين زاد عددهم على نصف مليون، سيواصل مساعيه وبالتعاون والتنسيق مع المجتمع الدولي لإنهاء الأزمة ووقف تداعياتها وبما يحافظ على وحدة سورية وتماسك شعبها.

وفيما يتعلق بجهود تحقيق السلام وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أكد جلالة الملك مجددا على مركزية القضية الفلسطينية، بالرغم من الظروف السائدة في المنطقة، وضرورة دعم ومساندة كل الجهود لحلها بشكل عادل ودائم يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة ويلبي تطلعاته في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وفق حل الدولتين.

ولفت إلى الجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية والتي يقودها وزير الخارجية جون كيري لكسر الجمود في عملية السلام ومساعدة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لاستئناف المفاوضات التي تعالج جميع قضايا الوضع النهائي.

وطالب جلالته إسرائيل خلال اللقاء بوقف سياساتها الأحادية، بما يساعد على تهيئة الظروف المناسبة لتحقيق دفع في العملية السلمية، محذرا من أن الاستمرار في هذه السياسات يقوض مساعي وفرص تحقيق السلام، ما سيكون له عواقب ومضاعفات خطيرة على دول المنطقة وشعوبها.

واستعرض جلالته خلال اللقاء مسيرة الإصلاح في الأردن، والمراحل التي قطعتها بدءا من التعديلات الدستورية التي شملت نحو ثلث الدستور، وتطوير القوانين الناظمة للحياة السياسية، وتشكيل هيئة مستقلة للانتخاب، وإنشاء المحكمة الدستورية، وما تبع ذلك من انتخابات نيابية جرت بكل شفافية ونزاهة مطلع العام الحالي، تعزيزا للنهج الديمقراطي والتعددية.

ولفت إلى أن الأوراق النقاشية التي طرحها مؤخرا تمثل محاولة لطرح مختلف القضايا على الساحة المحلية على طاولة النقاش والحوار، وتشجيع مختلف قوى المجتمع على الانخراط في مسيرة الإصلاح وصولا إلى توافقات تحظى بالأغلبية. وأعربت القيادات البريطانية التي حضرت اللقاء عن التقدير لدور وجهود جلالة الملك المستمرة لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، وتعامل الأردن العقلاني والحكيم مع مختلف التحديات في الشرق الأوسط، ورؤية جلالته الإصلاحية نحو أردن حديث ومتطور وديمقراطي.

وأشادوا بقدرة ومرونة الأردن بقيادة جلالة الملك على التعامل مع التحديات بما يحمي مصالح الشعب الأردني، ويحقق مستقبلا أفضل له.

وحضر اللقاء رئيس مجلس النواب سعد هايل السرور ورئيس الديوان الملكي الهاشمي فايز الطراونة ووزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري والسفير الأردني في لندن مازن الحمود والسفير البريطاني في عمان بيتر ميليت.

قد يعجبك ايضا