يحدث في الاردن .. الدفع قبل الدفن !

35

imgid200825

حصاد نيوز -قبل أيام توفى مواطن سبعيني ممن يعدون من الفقراء ويسكن باحدى مناطق عمان الشرقية، بعدما قضى أعواما صعابا على فراش المرض، وعندما شرع أهله الى الاعداد لدفنه في مقبرة سحاب، فوجئوا باعتراض إدارة المقبرة ورفضها دفن المرحوم قبل دفع رسم مالي واجب التحصيل قبل أن يوارى الثرى.

«قلة حيلة» أهل الميت تسببت في تأجيل دفنه من صلاة الظهر الى ما بعد صلاة العصر، وسط حالة من الحيرة والارباك والقلق أصابت عائلة المرحوم، ولولا تدخل اهل البر والخير الذين تبرعوا بكلفة دفن المرحوم، لبقيت الجثة ملقاة في ثلاجة الموتى، تنتظر قدرها التالي.

هذه الحال أثار ردود فعل منفعلة وغاضبة في نفوس أهالي المرحوم واخرين بلغهم هذا الخبر على حدا سواء، لما وصل اليه حال الموت في عمان، فهل أصبح ممنوعا على الفقراء في حال موتهم أيجاد قبر لهم في مدينتهم.

ولأن المرحوم فقير ومعدم، فان موته كان محيرا وثقيلا على إدارة مقبرة سحاب، فماذا لو سمحت التشريعات بمراعاة ظروف الموتى من طبقة الفقراء والمعدمين ؟، وهذا السؤال نفرده عرضا وطولا أمام وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية وأمين عمان.

لربما، حلحلة ذلك السؤال تكون رحمة على الميت في كفنه، ويسرا على أهله في حيرتهم وقلة حيلتهم، قصص كثيرة مشابهة يتكرر وقوعها، أبطالها موتى نعموا بالدنيا بشرور الفقر والعوز والتهميش، وفي موتهم عانوا من ذات شرور الجفاء.

ادارة المقبرة، وحتى نضع الامور في نصابها عملها محكوم باوامر إدارية لا يُسمح بتجازوها مهما كانت الظروف والاحوال، ومن يخالف ذلك من عمال بالمقبرة فانه يتحمل بشكل مباشر مسؤولية وخيمة، تصل عقوبتها الى حد الطرد من العمل.

تلك القصة بكل آلامها، تفضح مأسأة موت الفقراء والمحتاجين والمعدمين في بلادنا، وكيف تتعرض كرامتهم وفي كفن الموت الى إهانة ربما لا تقصدها مؤسسات بعينها، بقدر ما هي مشتقة عن معاناة لا ترحم تلاحق الفقراء حتى في موتهم.

باختصار وبساطة أشد، ليس ثمة اعتراض على قدر الله، فالموت حق، وعلى المعنيين في وزارة الاوقاف والجهات الاخرى التفكير في حلول ناجعة تواجه بكل مرونة إدارية رحيمة وعادلة ظروف وأحوال هكذا موتى. ( فارس حباشنة – الدستور )

قد يعجبك ايضا