لماذا سرب حزب الله خبر توقيف قياديه العميل؟
حصاد نيوز-أسئلة كثيرة تطرح بشأن القيادي في حزب الله العميل محمد شوربا الذي جنده الموساد الإسرائيلي وتعمد الحزب تسريب الخبر بعد ثلاثة أشهر من توقيفه، وتتراوح التقديرات بشأن المنصب الذي شغله شوربا في وحدة العمليات الخارجية والتي ترتبط بالأمن العسكري للحزب.
غير أن الأكيد أن الرجل شغل منصبا قياديا في هذه الوحدة المسؤولة عن عمليات حزب الله في الخارج، وهو من المستوى الذي يعد خرقه أمرا خطرا جدا للبنية الداخلية للحزب، حيث تفيد معلومات مقربين من الحزب بأن شوربا أحبط أكثر من محاولة للوحدة لتنفيذ عمليات للثأر للقيادي في الحزب عماد مغنية الذي اغتيل بدمشق في فبراير/شباط 2007.
وتحدثت بعض الروايات عن أن عملية بورغاس في بلغاريا -والتي قتل فيها خمسة إسرائيليين- جرت بعلم الموساد الإسرائيلي بهدف رفع أسهم العميل شوربا داخل الحزب.
واللافت كانت الأنباء التي سرت كالنار في الهشيم عن أن شوربا كان مسؤولا عن أمن الأمين العام للحزب حسن نصر الله، وطرحت تساؤلات عن أسباب عدم اغتيال تل أبيب نصر الله طالما كان أمنه الشخصي مخترقا، إلا أن مصادر الحزب نفت للجزيرة نت هذا الأمر، وأكدت أيضا أن لا دور له باغتيال القيادي بالحزب حسن اللقيس عام 2013.
تسريب مقصود
وكعادته لم ينف الحزب أو يؤكد أيا من هذه الروايات، لكن سياق الأحداث يشير إلى أن تسريب الخبر حصل بإرادة حزبية كاملة، ولأهداف تتعلق بالحرب الاستخباراتية مع إسرائيل وبالبيئة الحاضنة للحزب.
ومن مؤيدي هذا التوجه الخبير الإستراتيجي المقرب من الحزب العميد المتقاعد أمين حطيط الذي يؤكد أن التسريب حصل بعدما استكمل الحزب “تنظيف” كل الخلايا الداخلية التي دخل إليها “سرطان العمالة”، وجاء الكشف “ليفهم الموساد أن العميل الذي زرعه جرى اقتلاعه من جذوره مع جهازه”.
وأضاف للجزيرة نت أن الحزب يهتم دائما “بمصداقيته أمام بيئته” وبالتالي كان عليه أن يكشف الأمر قبل أن يكشفه أي طرف آخر، وهي “سياسة ذكية يرصد من خلالها ردود فعل بيئته إضافة إلى الناس الذين هم خارج الحزب”، حسب حطيط.
ويوافق الصحفي والخبير في شؤون حزب الله علي الأمين على أن التسريب كان متعمدا من قبل الحزب الذي ذهب إلى أنه حاول عبر أحد المواقع الإلكترونية المقربة منه تصوير العميل على أنه هبط إلى مركزه القيادي من أعلى الهرم، ولم يمر عبر الإجراءات الحزبية التي يمر بها جميع المنتسبين.
ولا تزال المدة التي شغلها شوربا في عمله مع الموساد الإسرائيلي غير واضحة في وقت تشير بعض التقديرات إلى أنه جرى تجنيده عام 2007.
غير أن العميد حطيط يؤكد أن العملاء الذي كشفهم الحزب في وقت سابق وصولا إلى شوربا لم يتعدوا السنوات الخمس في العمالة، وهو يعتبر إنجازا على مستوى العمل المخابراتي لأن الكشف حصل قبل وصول العميل إلى مرحلة الإنتاج الحقيقي.
ويلفت الى أن مسألة زرع العملاء طبيعية جدا، خصوصا أن أكبر الجيوش في العالم اخترقت عبر التاريخ، وكانت إسرائيل أعلنت قبل مدة توقيف 12 شخصا يعملون مع الحزب.
استياء بالقيادة
وانخرط الحزب منذ أواخر عام 2011 علنا بالحرب في سوريا، حيث يعتقد أنه أرسل آلاف العناصر للقتال بجانب الجيش السوري، وهو ما يعني فتحه جبهتين بوقت واحد.
ويعتقد الصحافي الأمين أن القتال في سوريا أرهق الحزب نتيجة انتشار عناصره على الجغرافية السورية، مما أدى إلى انخراط أعداد كبيرة في صفوفه من دون المرور بالتجهيز الذي كان يعتمده مع عناصره قبل 2006.
ويتابع أن الحزب بعد 2006 وجه طاقته إلى الداخل ليصبح جزءا من الصراع السياسي لمزيد من الإمساك بالوضع الداخلي، وهذا خلق له شبكة مصالح ومنتفعين من حوله أدت إلى هشاشة بنيته الداخلية، وأدخل الفساد بشكل واضح إليه وهو أمر لم يكن موجود سابقا، وخلق حالة استياء في صفوف كوادر كبيرة داخله اعتبروا أن الحزب لم يعد نفسه الذي انخرطوا فيه وضحوا فيه لسنوات.
أما حطيط فلا يعتقد أن للحرب السورية علاقة بالعميل شوربا كونه تجند أصلا في الموساد قبل بدء الأزمة السورية، معتبرا أن الأمر مرتبط إما بطابع الضعف عند العميل أو الطمع الإنساني أو سوء التقدير الذي أوقعه في فخ الموساد.