استخبارات «الدولة الإسلامية» بدأت تلفت الأنظار…وغرفة عمليات التحالف تدرس مقابلة «دابق» النادرة مع الكساسبة

19

99078_1_1420151087

حصاد نيوز-أطل العام الجديد 2015 على الأردنيين وهم معلقون ذهنيا وشعبيا بأمنية مركزية تحدثت عنها وكالات الأنباء تتمثل في الإفراج عن طيارهم الأسير لدى تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا معاذ الكساسبة وبصرف النظر عن كل الاعتبارات السياسية وحتى الأمنية والعسكرية.

في اتجاهات المزاج الشعبي ثمة سيناريوهات لا يمكن إسقاطها من الحساب فعائلة الكساسبة وعشيرته تتابع الأمر تفصيليا وخياراتها من الطبيعي ان تكون باتجاه التفاوض والمناشدة، الأمر الذي يبرر وصف العائلة لداعش بأنهم «إخوة « ووصف الأسير بأنه «ضيف عند إخوة في الدين».

كما يبرر مطالبة عائلة الأسير الكساسبة الحكومة بـ «الصمت» ورغبه أفراد فيها لإشراك قيادات سلفية بارزة مثل الشيخ أبو قتادة أو الشيخ أبو محمد المقدسي في مفاوضات واتصالات تنتهي بصفقة تبادل.

يمكن ببساطة هنا ملاحظة ان خطاب عائلة الكساسبة لا ينسجم مع خطاب الحكومة الرسمي وهذا مبرر برأي مراقبين سياسيين عند الطرفين لكنه يكشف عن مسألة في غاية الأهمية تنطوي على تنديد ضمني بخيارات وسيناريوهات التحالف والحرب على التنظيم.

عمليا لا يتعامل المزاج الشعبي مع حادثة الأسير باعتبارها محصلة لمعركة تحظى بالإجماع وأقل ما يمكن قوله بالسياق ان سقوط الطائرة الأردنية كشف عن هذه المسألة العميقة التي تظهر ان الخطاب الرسمي والحكومي في الأساس أخفق في إقناع الذهنية الإجتماعية بأن الحرب على التنظيم أردنية فعلا أو بأن «التحالف» صادق في معركته وغير مسيس لإن التنظيم برأي المئات من الأردنيين أسست ودعمت وسكت عنها من قبل المجموعة العربية والغربية التي تقود التحالف حاليا وهذا رأي يتبناه الكثير من الأردنيين في تقييماتهم.

ذلك يحصل بسبب إخفاق نخبوي مريع في مستوى صناعة توجيه الرأي العام ومخاطبة الشارع سببه على الأرجح غياب معايير مهنية عن خيارات النخب التي تتاح لها المسؤولية.

عمليا يكمن السؤال المزعج في مثل هذا التفصيل عندما يتعلق الأمر بالكشف الفعلي والواقعي عن كلفة شعار من طراز «هذه حربنا» وعن تنامي الشعور بأن الحرب برمتها بتقدير الاوساط الشعبية قد لا تحظى بالشرعية رغم الإنزعاج الكبير من تصرفات داعش وأخبارها.

يتحالف سؤال من هذا الطراز مع بروز إضافي ونمو في الملاحظات التي تطرق العقل الجمعي وهي تطرح على شكل تساؤلات محيرة ضمن سياق البحث في مسؤولية التحالف نفسه بكل ما حصل.

وهي تساؤلات من طراز: هل سقطت الطائرة الأردنية فعلا بصاروخ حراري أطلقه داعش أم أطلقه النظام السوري؟.. ماهو سر عدم قيام طائرة مساندة ضمن سرب التحالف بواجبها في التبليغ والإنقاذ؟.. لماذا بقي الطيار الأسير لمدة ساعة كاملة في مياه نهر الفرات بدون اي محاولة من التحالف لإنقاذه؟.

طبعا هذا النمط من الملاحظات «مناكف» ويتعلق بمسائل فنية ومهنية عسكرية بحتة قد يخفق الرأي العام في مناقشتها أو يخطئ المراقبون أصلا في طرحها ما دامت الرواية الكاملة لسقوط الطائرة الأردنية لم تجمع بعد وما دامت التحقيقات والتقييمات سرية ومتكتمة.

لكنها في كل الأحوال ملاحظات مناكفة نتجت عن الرواية التي تقدم بها الطيار نفسه عبر مجلة دابق على فرض ان المقابلة التي سجلت له أصلا صحيحة ودقيقة وهو يقول بأنه طائرته أسقطت بصاروخ حراري تصر غرف الاستخبارات على ان تنظيم الدولة لا يملكه في الواقع أو يقول بأنه بقي في المياه لمدة ساعة.

في السياق يتدارس الأردنيون وشركائهم في التحالف بدقة تحليل وقراءة مقابلة «دابق» مع الطيار الأسير لمعرفة الأسباب والخلفيات التي دفعت باتجاه مثل هذه المقابلة النادرة حيث كانت مكتوبة ومطبوعة ولم تكن متلفزة.

وتضمنت معلومات عسكرية الطابع وباللغة الإنكليزية وبالتاكيد رسائل تفيد بأن داعش لديها «خطة» بخصوص الطيار الأسير، وفوق ذلك والأهم منه لديها «جهاز استخبارات» بدورها تريد ان تقول عبره أنها تجمع المعلومات وتعرف ما الذي يحصل في ظروف إنطلاق طائرات التحالف.
 بسام البدارين

قد يعجبك ايضا