بالصور.. تفاصيل مثيرة في حياة صدام حسين ..وساطة الملك الحسين لدية لوقف تنفيذ اعدام ابنه ..ومحاولة خطفه وتسليمه الى ايران
حصاد نيوز – صدام حسين عبد المجيد التكريتي ولد في 28 أبريل 1937- وعاش حتى 30 ديسمبر 2006) يعتبر رابع رئيس لجمهورية العراق في الفترة ما بين عام 1979م وحتى 9 أبريل عام 2003م , وخامس حاكم جمهوري للجمهورية العراقية. ونائب رئيس الجمهورية العراقية بين 1975 و1979.وسطع نجمه إبان الانقلاب الذي قام به حزب البعث – ثورة 17 تموز 1968 – والذي دعى لتبني الأفكار القومية العربية والتحضر الاقتصادي والاشتراكية.
ولعب صدام دوراً رئيسياً في انقلاب عام 1968م والذي وضعه في هرم السلطة كنائب للرئيس اللواء أحمد حسن البكروأمسك صدام بزمام الأمور في القطاعات الحكومية والقوات المسلحة المتصارعتين في الوقت الذي اعتبرت فيه العديد من المنظمات قادرة على الإطاحة بالحكومة.
وقد نمى الاقتصاد العراقي بشكل سريع في السبعينات نتيجة سياسة تطوير ممنهجه للعراق بالإضافة للموارد الناتجة عن الطفرة الكبيرة في أسعار النفط في ذلك الوقت.وصل صدام إلى رأس السلطة في العراق حيث أصبح رئيساً للعراق عام 1979 م بعد أن قام بحملة لتصفية معارضيه وخصومه في داخل حزب البعث .وفي عام 1980 م دخل صدام حرباً مع إيران استمرت 8 سنوات من 22 سبتمبر عام 1980م حتى 8 أغسطس عام 1988م.وقبل أن تمر الذكرى الثانية لانتهاء الحرب مع إيران غزا صدام الكويت في 2 أغسطس عام 1990. والتي أدت إلى نشوب حرب الخليج الثانية عام 1991م.
ظل العراق بعدها محاصراً دولياً حتى عام 2003 م حيث احتلت القوات الأمريكية كامل أراضي الجمهورية العراقية بحجة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل ووجود عناصر لتنظيم القاعدة تعمل من داخل العراق حيث ثبت كذب تلك الادعاءات بل إن السبب هو النفط .
قبض عليه في 13 ديسمبر عام 2003م في عملية سميت بالفجر الأحمر.تم بعدها محاكمته بسبب الجرائم التي اتهم بها وتم تنفيذ حكم الإعدام عليه في 31 ديسيمبر عام 2006 م.
النشأة
ولد صدام حسين في قرية العوجة التي تبعد 23 كم عن مدينة تكريت شمال غرب بغداد التابعة لمحافظة صلاح الدين لعائلة تمتهن الزراعة توفي والده قبل ولادته بستة أشهر وتعدد الأقاويل التي فسرت سبب وفاته ما بين وفاة لأسباب طبيعية أو مقتله على أيدي قطاع الطرق. بعدها بفترة قصيرة توفي الأخ الأكبر لصدام وهو في الثالثة عشرة بعد إصابته بالسرطان.
كانت العوجة التي تبعد 8 كيلو متر جنوب تكريت في شمال وسط العراق عبارة عن بيوت وأكواخ من الطمي يسكنها أناس يعيشون في فقر مدقع المياه الجارية والكهرباء والطرق الممهدة لم تكن معروفه ونسبة الوفيات بين الأطفال مرتفعة وكان سكانها يعملون في الفلاحة أو كخدم في تكريت ولما لم تكن هناك مدارس في العوجة فإن الآباء القادرين يرسلون أبنائهم للدراسة في تكريت وكانت تشتهر بأنها ملاذ لقطاع الطرق.
ولد صدام في بيت يملكه خاله خير الله طلفاح وينتمي إلى عشيرة البيجات السنية إحدى فخوذ قبيلة أبو ناصر التي كانت مهيمنة في منطقة تكريت. وفي الثلاثينات كانت القبيلة معروفة بفقرها وبميلها إلى العنف وكان زعمائها يفاخرون بتصفية أعدائهم لأتفه الأسباب.كانت صبحة والدة صدام تعاني من العدم فقد كان عملها الوحيد قراءة الطالع وكان سكان في تكريت يذكرونها كامرأة بملابس سوداء على الدوام وجيوبها مليئة بالأصداف التي كانت تستخدمها في مهنتها وكانت تتلقى بعض الدعم المادي من شقيقها خير الله طلفاح الذي كان يسكن في تكريت وتكفل بتنشئة صدام.
أكاديمية بغداد العسكرية
كان الانخراط في القوات المسلحة ربما هو الطريق المتاح لمثل من هم في مكانة صدام حسين لتحسين مواقعهم الاجتماعية ليس لأنهم كانوا فلاحين فقراء فحسب بل كونهم من السنة أيضاً والذين كانوا يعتبرون في العراق الجديد أقليه إذا ما قورنوا بالأكراد والشيعة. كان طموح أي شاب عراقي ميال للخدمة العسكرية الالتحاق بأكاديمية بغداد العسكرية التي أسسها البريطانيون لتخريج ضباط جيدي التدريب وموالين.
وقد تطلع صدام الذي كان يمتلك بنية قوية تؤهله لخوض الحرب لانضمام للأكاديمية لكن لم يكن يمتلك أي مؤهلات علمية.مما أدى إلى عدم نجاحه في اختبار القبول الخاص بأكاديمية بغداد العسكرية التي كان تواقاً إلى الالتحاق بها وقد شعر بالإهانة لرفض طلبه ونظراً أيضاً لنقص وزنه ثلاثة كيلو غرامات.وبعد أن تعزز موقفه في الحكومة عين نفسه برتبة لواء فخري ومنح نفسه رتبة مهيب ركن أعلى رتبة في الجيش العراقي بعد أن أصبح رئيساً.
تحصيله الدراسي
أكمل الدراسة الإعدادية في ثانوية الكرخ وماتزال وثائقة الدراسية محفوظة هناك، أكمل صدام دراسة الحقوق في بغداد، دخل الكلية العسكرية العراقية عام 1969 وتخرج منها عام 1973، دخل كلية الأركان العراقية وفي 1 شباط عام 1979 حصل على شهادة ماجستير بتقدير امتياز في العلوم العسكرية مع شارة الركن، وفي 17 تموز عام 1979 تم ترقيته إلى رتبة مهيب ركن، منح في عام 1984 درجة دكتواره فخرية من قبل جامعة بغداد، له دراسات في العلوم العسكرية وأعمال فكرية عديدة في السياسة والاقتصاد والاجتماع والجوانب التربوية ترجمت إلى لغات العالم.
إسقاط الملكية العراقية وبداية الجمهورية
كان إسقاط الملكية العراقية إبان ثورة عام 1958 م واحداً من أكثر الأحداث دموية في التاريخ الحديث للشرق الأوسط ففي وقت مبكر من صباح يوم 14 يوليو عام 1958 م اقتحمت وحدات من الجيش القصر الملكي العراقي في قصر الرحاب تطلق على نفسها اسمالضباط الأحرار بقيادة عبد السلام عارف وعبد الكريم قاسم للإطاحة بالملك فيصل الثاني حيث دمرت المدفعية الجزء الأعلى من المبنى وأجبروا الملك فيصل الثاني والوصي وأسرهم على الهرب من المبنى إلى ساحة القصر حيث أحاط بهم الضباط ودونما أي اعتبار للنساء والأطفال تم قتلهم جميعاً فقد كان قادة الانقلاب مصممين على أن لا يتركوا أي أثر للعائلة العراقية الملكية أو أي نواة في المستقبل. أما مكان وجود صدام أثناء ثورة عام 1958 م فلم يكن معروفاً لكن يمكن القول أن البعثيين قد أيدوا بكل ما يملكون في الانقلاب العسكري وكانوا مصممين على إنجاحه.
اغتيال عبد الكريم قاسم
في عام 1959 م شارك صدام مع مجموعة بعثية في محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم الرئيس العراقي حينها بعد ظهر اليوم السابع من أكتوبر وخلافاً للترتيبات وبسبب الانفعال سحب صدام مدفعه الرشاش من تحت معطفه وفتح النار على سيارة قاسم قبل الوقت المقرر وقبل أن يتمكن الآخرون من فتح النار تمكن حراس قاسم من مواجهة الموقف وقتل سائق السيارة الذي أصيب في ذراعه وكتفه كما قتل أحد أفراد مجموعة الاغتيال وأصيب صدام في ساقه على يد أحد زملائه.
تمكن أعضاء فريق الاغتيال من الفرار إلى أحد مخابئ الحزب في العاصمة بغداد أما عبد الكريم قاسم فقد نقل إلى المستشفى وأجرى له العلاج اللازم وتم استدعاء الدكتور تحسين الملا وهو أحد الأعضاء المؤسسين لحزب البعث لمعالجة صدام وقال :«أنه لم يكن سوى جرح بسيط عبارة عن كشط.» وقد تم مداهمة المخبأ الذي لجأ إليه فريق الاغتيال إلا أن صدام استطاع الفرار إلى سوريا حيث قضى هناك ثلاثة أشهر قبل أن ينتقل إلى القاهرة حيث انضم إلى نحو 500 شاب من البعثيين الذين اجتمعوا في العاصمة المصرية وكانت الحكومة السورية قد أرسلت هؤلاء إلى مصر بهدف استكمال تعليمهم.
نائباً لأحمد حسن البكر
صدام حسين مع الرئيس أحمد حسن البكر.بدأ صدام يجمع السلطة في يده بطريقة حثيثة فحينما كان مسئولا عن الأمن كان مسئولا أيضاً عن إدارة الفلاحين وسرعان ما وضع التعليم والدعاية تحت نطاق سيطرته وما لبث أن تولى رسمياً منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في سبتمبر عام 1968 م وبعد ذلك بدأ وصف صدام باسم السيد النائب.
بداية ظهور صدام حسين
كانت ثورة الأكراد في شمال العراق عام 1974 م ضد الحكومة العراقية فرصة لتنامي سيطرة صدام حسين على الأمور في العراق فقد كان هناك نزاع على شط العرب بين العراق وإيران وكانت إيران في عهد الشاه تساعد الأكراد مما ساعد على تفاقم القتال وموت مائة ألف عراقي من الأكراد والعرب ما بين عامي 1974 م إلى 1975 م وتدخلت الجزائر وتم توقيع اتفاقية الجزائر عام 1975 م بين إيران والعراق كان بنودها تقسيم شط العرب بين الطرفين وامتناع إيران عن مساعدة الأكراد وأن تقوم العراق بطرد الخميني من النجف ووقع الاتفاق عن الجانب العراق صدام الذي كان وقتها نائباً لرئيس الجمهورية.
اهتم صدام وبتشجيع من البكر بالبنية الأمنية الداخلية لحزب البعث لكونها الهيئة التي سيرتقي من خلالها للسلطة وقد تأثر صدام إلى حد بعيد بجوزيف ستالين الذي قرأ حياته وأعماله أثناء وجوده بالقاهرة وكان صدام يسمع كثيراً وهو يردد مقولة ستالين :«إذا كان هناك إنسان فهناك مشكلة وإذا لم يكن هناك إنسان فليس هناك أي مشكلة.
تمكن صدام حسين من إحكام قبضته على السلطة من خلال تعيين أقاربه وحلفائه في المناصب الحكومية المهمة بالإضافة إلى مراكز التجارة والأعمال وهو ما تمكن معه في نهاية عام 1970 م من أن يحتكر السلطة فعلياً في العراق تمهيداً للاستيلاء عليها نهائياً في يوليو عام 1979 م حيث اضطر البكر إلى الاستقالة وكان السبب الرسمي المعلن للإستقاله العجز عن أداء المهام الرئاسية لأسباب صحية وسلمت كل مناصبه لصدام حسين الذي أعلن نفسه رئيساً للجمهورية ورئيساً لمجلس قيادة الثورة وقائداً عاماً للقوات المسلحة.
وقابل صدام استقالة البكر بتحديد إقامته في منزله إلى أن توفى في أكتوبر عام 1982 م كان صدام يعمل في ذلك الوقت من 14 إلى 16 ساعة يومياً ومن بين أهم الأعمال التي لاقت ترحيباً من العامة والتي قام بها صدام في بداية توليه السلطة الإفراج عن الآلاف المعتقلين وقال كلمة صاحبت هذا الحدث جاء فيها :
«إن القانون فوق الجميع وأن اعتقال الناس دون إعمال القانون لن يحدث ثانية أبداً.»ليس هذا فحسب بل عمد صدام إلى التقرب إلى الشعب العراقي وللمواطن البسيط حتى وصفه أحد المعارضين الكبار بقوله :«لقد أبدى صدام تفهماً حقيقياً لأحوال الناس البسطاء أكثر من أي زعيم آخر في تاريخ العراق.
بالرغم أن صدام كان نائباً للرئيس أحمد حسن بكر إلا أنه كان الطرف الأقوى في الحزب. كان أحمد حسن البكر الأكبر سناً ومقاماً ولكن وبحلول عام 1968م كان لصدام القوة الأكبر في الحزب. في عام 1979م بدأ الرئيس أحمد حسن البكر بعقد معاهدات مع سوريا التي يتواجد بها حزب البعث كانت ستقود إلى الوحدة بين الدولتين. وسيصبح الرئيس السوري حافظ الاسد نائباً للرئيس في ذلك الإتحاد ولكن قبل حدوث ذلك استقال أحمد حسن البكر في 16 يوليو عام 1979م وأصبح صدام بشكل رسمي الرئيس الجديد للعراق. بعد ذلك بفترة وجيزة جمع قياداتحزب البعث في 22 يوليو عام 1979م بقاعة الخلد ببغداد وخلال الاجتماع الذي أمر بتصويره قال صدام بأنه وجد جواسيس ومتآمرين ضمن حزب البعث وقرأ أسماء هؤلاء الذين كانو ارتبطوا سراً مع حافظ الأسد. وتم وصف هؤلاء بالخيانة وتم اقتيادهم واحدا تلو الآخر ليواجهوا الإعدام رمياً بالرصاص خارج قاعة الاجتماع وعلى مسامع الحاضري.
حرب الخليج الأولى
في عام 1979م قامت الثورة الإسلامية في إيران وإطيح بنظام الشاه محمد رضا بهلوي وأقام الإسلاميون في إيران جمهورية إسلامية بقيادة الخميني.
وفي أثناء ذلك تصاعدت الخلافات العراقية الإيرانية وتبادل البلدان طرد السفراء وبدأت الاشتباكات الحدودية بين البلدين لعشرة أشهر حول الأحقية بمعبر شط العرب المائي المختلف عليه حيث ألغت العراق من طرف واحد عام 1980 اتفاقية الجزائر المعقودة مع شاه إيران عام 1975 م حول شط العرب وأعلن صدام حسين سيادة العراق عن كامل أراضيه ومياهه. ومع اشتداد الاشتباكات الحدودية قامت إيران بعدة هجمات على القرى الحدودية بين الفترة من 13 يونيو عام 1979وحتى آخر هجوم بالطيران يوم 4 سبتمبر عام 1980 فما كان من العراق بعد تدارس الوضع ومراسلة مجلس الأمن الدولي إلا أن قام باسترجاع القرى التي احتلتها إيران في 17 سبتمبر 1980 وبعدها تصاعد القصف الإيراني ليطال مدن بأكملها فكان الرد العراقي يوم 22 سبتمبر 1980 والذي يفصل بين البلدين. فقصفت الطائرات العراقية مطار ميهراباد قرب طهران ودخلت القوات العراقية إلى المنطقة خوزستان الإيرانية الغنيةبالنفط في 22 سبتمبر عام 1980.
في الأيام الأولى من الحرب كان هناك قتال شديد على الأرض حول الموانئ الإستراتيجية وبدأ العراق هجوماً على الأراضي الإيرانية وإحراز تقدم كبير حتى بدأت القوات الإيرانية بإعادة تنظيم صفوفها حتى مايو1982 إذ تمكنت القوات الإيرانية من استرجاع أغلب الأراضي التي أحتلتها القوات العراقية ووصلت إلى الحدود الإيرانية العراقية وأصبحت إيران تبحث عن طريقة لإنهاء الحرب.
انتهت الحرب عام 1988 بخسائر مادية وبشرية فادحة للطرفين ولعل مجموع القتلى وصل إلى مليون قتيل من الطرفين بالإضافة إلى الأسرى والجرحى من الجانبين. الخسائر الاقتصادية لكلا البلدين تقدر بمئات المليارات البلدان الذان كانا قويين ومتوسعين تحولا إلى دمار. وأصبح العراق مدينا بتكاليف الحرب. وهذا ما شكل احراجاً كبيراً لصدام الذي كان يريد تطوير قوته العسكرية. وواجه صدام الذي إقترض من الدول العربية أيضاً مبالغ ضخمة من الأموال أثناء الثمانينات لقتال إيران مشكلة إعادة بناء البنية التحتية العراقية فحاول الحصول مرة أخرى على الدعم المالي هذه المرة لأجل إعمار ما دمرته الحرب.
الغزو العراقي للكويت
هو بمثابة هجوم شنه الجيش العراقي على الكويت في 2 أغسطس 1990 استمرت العملية العسكرية يومان وانتهت باستيلاء القوات العراقية على كامل الأراضي الكويتية في 4 أغسطس ثم شكلت حكومة صورية برئاسة العقيد علاء حسين خلال 4 – 8 أغسطس تحت مسمى جمهورية الكويت ثم أعلنت الحكومة العراقية يوم 9 أغسطس 1990 م، ضم الكويت للعراق وإلغاء جميع السفارات الدولية في الكويت إعلان الكويت المحافظة 19 للعراق وتغيير أسماء الشوارع والمنشآت ومنها تغيير اسم العاصمة الكويتية. في الطائف بالمملكة العربية السعودية تشكلت الحكومة الكويتية في المنفى حيث تواجد أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح وولي العهد الشيخسعد العبد الله الصباح والعديد من الوزراء وأفراد القوات المسلحة الكويتية. استمر الاحتلال العراقي الكويت لمدة 7 شهور، انتهى الاحتلال بتحرير الكويت في 26 فبراير1991 بعد حرب الخليج الثانية.
غزو العراق
في عام 1998م أقر الكونغرس الأمريكي بشن هجوم عسكري على العراق لكونه يملك أسلحه الدمار الشامل ولكونه يشكل خطراً على المنطقة. وبعد تولي الرئيس السابق جورج بوشالرئاسة فقد بدء عندها عهد جديد تحولت فيه السياسة الأمريكية من المساعدة المادية والدعم اللوجستي للقوى المعارضة العراقية إلى التدخل العسكري المباشر متحالفة مع بريطانيا.
ولكن أحداث 11 سبتمبر كانت قد دشنت عهداً جديداً في أمريكا وأصرت الإدارة الأمريكية على إسقاط نظام صدام وفي 20 مارس عام 2003م تحركت القوات الأمريكية البريطانية في سعيها نحو ما تم تسميته بحرية العراق 9 إبريل عام 2003م.
ما بعد سقوط بغداد
بعد سقوط نظام صدام حسين على يد القوات الأمريكية ظلت أخبار صدام مجهولة في الأسابيع الأولى بعد سقوط النظام وانتهاء العمليات الرئيسية للحرب. وتم التبليغ عن عدة مشاهدات لصدام بعد الحرب ولكن أيا منها لم يكن مثبتاً. وظهرت سلسلة من التسجيلات الصوتية المنسوبة له تم نشرها في أوقات مختلفة ولكن مصداقية هذه التسجيلات لا تزال محط تساؤل.
تم وضعه على قمة لائحة المطلوبين وتم اعتقال العديد من أفراد نظامه السابق ولكن الجهود الحثيثة للعثور عليه بائت بالفشل. قتل أبنائه عدي وقصي في 23 يوليو 2003م أثناء اشتباك عنيف مع القوات الأمريكية في الموصل. قام الحاكم المدني في العراق بول بريمر بالإعلان رسمياً عن القبض عليه وتم القبض عليه بحسب ما ذكرت السلطات الأمريكية بحدود الساعة الثامنة والنصف مساء بتوقيت بغداد بتاريخ 6 ديسمبر عام 2003م في مزرعة قرب تكريت العملية المسماة بالفجر الأحمر بعد أن أبلغ عنه أحد أقربائه حيث كان مختبئاً في إحدى المناطق النائية.
ونفى الطبيب الخاص أن يكون لصدام حسين أي شبيه لسبب مهم هو أن صدام لا يثق بأحد وبالتالي لا يثق حتى بأن يكون له شبيه. حيث يقول علاء بشير حسب معلوماتي لم يكن له أي شبيه على الإطلاق ولم أرى له أي شبيه ولو كان هناك أي شبيه لصدام لكنت بالتأكيد عرفت ذلك. ليس له شبيه لسبب بسيط جداً وهو أن صدام لا يثق بأي إنسان على الإطلاق.
السجن
قال ممرض عسكري أمريكي إن صدام حسين كان يسقي الزرع في حديقة سجنه ويشرب القهوة وهو يدخن السيجار للابقاء على ضغط دمه منخفضاً. وأشار إلى لمحات نادرة في السنوات الأخيرة في حياة صدام حسين. وكان الممرض يعنى بالرئيس العراقي السابق الذي دعوه فيكتور خلال عامي 2004 م و2005 م في معسكر قرب بغداد. وقال
«كان من النادر أن يشكو صدام خلال فترة أسره وإن الأوامر له كانت صارمة للقيام بكل ما هو ضروري للابقاء عليه حياً وإن كولونيلا قال لي إن صدام لا يجب أن يموت وهو قيد الاعتقال الأمريكي.»
وقال إن صدام كان محتجزاً في زنزانة مساحتها 1.8 متر في 2.4 متراً بها سرير ومنضدة وكرسيان من البلاستيك وحوضان للاغتسال. وقال كان صدام يحتفظ بفتات الخبز من طعامه وعندما يخرج من زنزانته كان يطعم الطيور كما كان يسقي الأعشاب في حديقة السجن. وأضاف قائلا «قال إنه كان مزارعاً في طفولته وهم لم ينس أبدا أصله.» وأردف قائلاً إنه لم يسبب لي أي متاعب ونادراً ما كان يشكو.
وكان صدام يتحدث عن اعتياده قراءة قصص قبل النوم لأطفاله الصغار وكيف كان يقدم الدواء لابنته عندما كانت تعاني ألماً في المعدة ولم يكن صدام يتحدث عن الموت ولم يندم على نظامه قائلاً إن ما فعله من أجل العراق وقال إن صدام سأله ذات يوم لماذا قامت القوات الأمريكية بغزو العراق بينما كانت القوانين عادلة ولم يعثر المفتشون الدوليون على شيء وذكر الممرض العسكري البالغ من العمر 56 عاماً إنه كان يفحص صدام مرتين يومياً وقال لم أكن أمثل تهديداً في الواقع كنت هناك لأساعده وقد احترم ذلك وعندما كان على الممرض المغادرة لأن شقيقه كان يحتضر ضمه صدام قائلاً إنه سيكون شقيقه.
محاكمة صدام حسين
حوكم صدام وبعض اعوانه بتهمة الإبادة الجماعية في قضية الدجيل ودافع عن صدام كل من نجيب النعيمي وزير عدل دولة قطر السابق ورمزي كلارك وزير عدل الولايات المتحدة السابق والمحامي العراقي خليل الدليمي والمحامية اللبنانيةبشرى الخليل والمحامي الأردني عصام الغزاوي.
وتم تغيير القضاة ثلاث مرات ولم يعترف صدام بداية بالمحكمة وطعن في شرعيتها وقال إن النتائج معلومة والمراد جلي ولكن لاحقاً بدأ بالدفاع عن نفسه والتعاون التام مع المحكمة.
وفي يوم الأحد الخامس من نوفمبر لعام 2006م حكم على صدام حضورياً في قضية الدجيل بالإعدام شنقاً حتى الموت بتهمة ارتكابه جرائم ضد الإنسانية. وتمت محاكمة صدام حسين وعدد آخر من اعوانه في قضية أخرى هي تخطيط وتنفيذ حملة الانفال التي راح ضحيتها الآلاف من الاكراد.
وكانت محكمة عراقية حكمت على صدام البالغ من العمر 69 عاما بالإعدام شنقا في 5 نوفمبر الماضي لدوره في قضية الدجيل التي لقي فيها 148 من الشيعة حتفهم في بلدة الدجيل في الثمانينيات وجرائم ضد الإنسانية.
وأقرت المحكمة أيضا حكما بالإعدام على برزان التكريتي الأخ غير الشقيق لصدام حسين. وقد صدر الحكم على صدام حسين بالشنق رغم ما كان قد ابداه خلال جلسات المحاكمة من رغبته في أن يتم إعدامه رميا بالرصاص في حال صدور حكم بإعدامه. وكان الحكم قد نال استحسان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإن تحفظ الأخير على عقوبة الإعدام باعتباره لا يقرها كعقوبة.
وقالت محكمة التمييز العراقية ان الحكم بإعدام صدام ينبغي أن ينفذ خلال الأيام الثلاثين المقبلة بينما قالت الرئاسة العراقية إن تنفيذ حكم الإعدام لا يستلزم موافقتها.وكان محامو صدام قد تقدموا بالاستئناف خلال الثلاثين يوما التي اعقبت صدور حكم الإعدام في الخامس من نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي وفق ما ينص عليه القانون العراقي.
ويتعلق الحكم بأحداث وقعت في بلدة الدجيل عام 1982 م واتهم فيها صدام حسين وعدد من اعوانه بالتسبب في مقتل 148 من سكان تلك البلدة الشيعية عقب تعرض الرئيس السابق لمحاولة اغتيال فيها.
تنفيذ الإعدام
نفذ حكم الإعدام فجر يوم السبت الموافق 30 ديسمبر 2006م في بغداد الموافق العاشر من ذي الحجة الموافق لأول أيام عيد الأضحى. تمت عملية الإعدام في مقر الشعبة الخامسة في منطقة الكاظمية.
الدفن والتأبين
دفن صدام بمسقط رأسه بالعوجة في محافظة صلاح الدين في مدينة تكريت حيث قامت القوات الأمريكية بتسليم جثمانه لعشيرته من المحافظة.واقام ذووه عليه مجالس العزاء بما فيهم ابنته رغد صدام حسين التي قامت بتأبينه في الأردن حيث تسكن.
من مذكراته: كيف منع ملك الأردن صدام حسين من إعدام نجله ‘عدي’ .. وتفاصيل خطة هروب الرئيس العراقي بعد اعتقاله .. وسر رسالة ‘بوش’
نسبت مذكرات إلى الرئيس العراقي السابق صدام حسين قوله إنه قرر إعدام ابنه عدي عندما قتل أحد مرافقيه، لكنه تراجع بعد وساطة من ملك الأردن الراحل الحسين بن طلال.وحسب المذكرات، التي جمعها محاميه خليل الدليمي، فقد طلب صدام من القضاء أن يقول كلمته «لكنني وجدت أن وزير العدل والقضاء العراقي كان محرجا أمامي فقررت إعدامه». ونسبت المذكرات إلى صدام قوله «لكن أم عدي ارسلت مبعوثا من دون علمي إلى الملك الحسين بن طلال، …وفوجئت به يطلب مني العفو عن عدي». ووفقا للمذكرات، الصادرة في 480 صفحة عن دار المنبر للطباعة في الخرطوم، تحت عنوان «صدام حسين من الزنزانة الاميركية…هذا ماحدث» قال صدام «اضطررت وفقا للتقاليد العربية العفو عن عدي شرط أن يعفو عنه أهل الضحية». وكشفت مذكرات صدام حسين انه اعد خطة سرية للهروب من المعتقل الاميركي وكان يحلم بالعودة مجددا الى السلطة التي ازاحته القوات الاميركية عنها بعد غزو العراق في 2003.
وقال صدام في الجزء الاول من مذكراته انه اعد «خطة كاملة للهروب من السجن بمساعدة فصائل من المقاومة العراقية وقوة خاصة اسست قبل اعتقاله من افراد حمايته وحدد لها واجب وهو اقتحام سجنه اذا ما وقع في الاسر».
وبحسب المذكرات، تنص الخطة التي كان من المفترض تنفيذها صيف 2006 على ان «تقوم قوة باغراق المنطقة الخضراء بوابل من القصف لاشغال العدو، ثم تقوم قوة اخرى بقصف مقر قوات المارينز في المطار للمشاغلة فيما تقوم سرية بغلق مخارج الطرق ومداخلها التي سيسلكها الرئيس بعد تحريره».
(خطأ غزو الكويت)
ويعد الكتاب مرجعا تاريخيا ووثائقيا مهما، حيث استعرض الكثير من مفاصل الحدث سواء داخل او خارج العراق ، ومن أبرزها ملابسات الدخول العراقي للكويت وما تبعه من قرارات عراقية لاحقة ، واعترف الرئيس العراقي بخطأ دخول الكويت واستعجال القرار بالدخول حيث يقول: كان ينبغي علينا معالجة الموضوع بشكل آخر، وما جوبهنا به من مقاومة بعض قطعات الجيش الكويتي جعلنا مسرورين وقلنا وقتها إن أشقاءنا الكويتيين من العسكريين كانوا شجعانا .
(المملكة بذلت جهوداً لتجنب الحرب)
ويذكر صدام حسين في هذا المحور أن المملكة العربية السعودية بذلت جهودا مضنية لتجنب الحرب، وكان موقف الملك فهد رحمه الله واضحا في هذه القضية، وكذلك موقف الملك عبدالله الذي كان وقتها وليا للعهد، ويذكر صدام حسين أن هنالك رئيسا عربيا كان يدفع باتجاه معاكس، ولكن أمريكا استطاعت أن تخدع الجميع والرأي العام العالمي، وتؤلب علينا الدول العربية والإسلامية الشقيقة والصديقة.
ويصف الرئيس نفسه بأنه رجل دولة حازم ودقيق ويخشى التاريخ أكثر مما يخشى الحاضر ويقول: أعرف السياسة ولكني لا أحبها وحتى وأنا أمارس القسم الأقل نجاسة منها، وأنا كريم مع الكرماء شديد مع اللئام،ويؤكد أن نهجه دائما كان عدم زج الدولة في المذهبية منذ توليه الحكم وحتى رحيله، ويضيف: ليس عيبا أن تُحتل البلدان ولكن العيب أن لا تقاوم وتتحرر، وبغداد لم تسقط ولكنها احتلت ولازالت تقاوم، والمعركة مستمرة مع العدو منذ عام 1990 وحتى الآن.
ويذكر صدام حسين أنه تلقى رسالة من بوش الابن إبان الحرب الأخيرة على العراق مفادها “إن لم تنسحب من السلطة وتترك العراق سأفنيك وأفني عائلتك”.
(سقوط بغداد)
وعن سقوط بغداد واحتلالها ذكر صدام حسين أن عدم تكافؤ القوتين واستخدام العدو أسلحة محرمة دوليا أضعفا الدفاعات الأمامية العراقية التي كانت بدون غطاء جوي، حيث استخدمت القوات الأمريكية أسلحة متطورة، صهرت الحديد وأذابت البشر، “خصوصا بعد أن أبدنا قواتهم في معركة المطار” ودارت معركة شرسة بين كر وفر، وأنا بنفسي دمرت ثلاث دبابات أمريكية بواسطة ال(آر بي جي) وقاتل الحرس الجمهوري قتالا مستميتا في القتال التقليدي والمتطوعون العرب أبلوا بلاء حسنا في المعارك الشرسة، ولكن كانت هناك بعض الثغرات المهمة ساعدت على تفوق العدو مع ثلة من الخونة وضعاف النفوس، وكان لجهاز (الثريّا) دور سلبي في احتلال البلاد حيث استخدم لرصد وتحديد إحداثيات الأهداف العسكرية واختراق بعض الأجهزة الأمنية”.
(اعتقال صدام)
وحول اعتقاله أكد صدام حسين انه تم عصر يوم الجمعة قبل صلاة المغرب في 12 / 12 / 2003م، ويقول: عندما أتيت منهكا ومتعبا بعد تفقدي لقطعات المقاومة، حيث كنت أتردد على أحد الأصدقاء في قضاء الدور في محافظة صلاح الدين وكان صاحب الدار صديقا أثق به ثقة كبيرة، وهو قيس النامق، وكنت إذ ذاك اكتفي باصطحاب اثنين من أفراد حمايتي كي لا أثقل على صاحب الدار، وكنا قد قمنا بوضع دراجة نارية وحصان وزورق مائي جاهز للإبحار قرب الدار على نهر دجلة لنستخدمها في الهرب، فإذا جاء الأمريكان من جهة الصحراء نقوم باستخدام الزورق للفرار وإذا جاؤوا من جهة النهر أو الشارع نستخدم الحصان ونهرب من جهة الأراضي الزراعية وإن أتوا من جهة الأراضي الزراعية نستخدم الدراجة النارية عبر الطريق الصحراوي، ثم زيادة للحذر قمنا بإنشاء ملجأ تحت الأرض للجوء إليه في الحالات الطارئة وكان يشبه الملاجئ التابعة للجيش العراقي، وقد كنت عائدا للتو من تفقد بعض فصائل المقاومة، وأنا منهك من التعب وكان الوقت عصرا فأخذت المصحف الشريف وقرأت بعض الآيات وبقيت حتى الغروب وكانت زوجة هذا الصديق تعد لنا الطعام وعندما حان وقت صلاة المغرب أغلقت المصحف واتجهت إلى مكان الصلاة، وإذ بصاحبي يركض باتجاه الدار صائحاً: “لقد جاؤوا، لقد جاء الأمريكان”، وعلى الفور نزلت إلى الملجأ إلا أن الجنود الأمريكيين ا تشفوا مكاني فقبضوا علي وعندها سمعت أحدهم يقول: “الرئيس بوش يسلم عليك”، ثم قام مترجم أمريكي يتحدث اللهجة العراقية وانهال علي بالضرب المبرح والعبارات البذيئة، وقام الجنود الأمريكان بضربي بأعقاب البنادق، ولم يكن ذلك الموقف سهلا أبدا، وما دعاني للتشكيك في صاحب الدار،انه قبل أسبوع من الاعتقال بدا شارد الذهن وبدأ وجهه يتغير وتصرفاته أصبحت غير طبيعية وبدا لي خائفا ومرتبكاً، فيبدو أنه ركب الهوى واتبع الشيطان، وربما غنم الغنيمة التي وعده بها الأمريكان، ويقول صدام حسين في قصته هذه: عليكم أن تخبروا العراقيين أن قيس النامق وأخوته هم الذين وشوا بي.
ويقول صدام حسين بحسب الكتاب: بعد عشرة ايام من الاعتقال جاءني جنرال أمريكي ومعه مترجم مصري، وقال لي: هل تريد أن تكون كنابليون بونابرت أو أن تكون كموسوليني، فانتفضت وقلت ألا خسئتم ولن أكن سوى صدام حسين. وانا أرفض المساومة ولا أطلب من شعبي أن يستسلم. بل سأحثهم على المقاومة والقتال.
(مقتل عدي وقصي)
وعن مقتل ولديه عدي وقصي، يقول صدام حسين إنه تلقى النبأ من أحد المواطنين العراقيين، حيث نقل لي أحد المواطنين العراقيين كان يستضيفني في شمال العراق: لدي خبر حزين ومزعج، ابنك عدي استشهد فسألته: هل قاتل، أجابني نعم، فقلت: (عفيه!) فقال لي ابنك قصي استشهد، فسألته: هل قاتل: أجاب: نعم، فقلت” (عفيه!) وكذلك كرر بالنسبة لحفيدي مصطفى الذي وصلني نبأ استشهاده. حيث قال صدام حسين: الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم ودفاعهم عن وطنهم.
(أسلحة الدمار الشامل)
وعن التحقيق معه، يذكر كتاب “صدام حسين هذا ما حدث” على لسان الرئيس العراقي: قام الأمريكيون بسؤالي عن مكان أسلحة الدمار الشامل فأجبتهم: لا توجد، ولو وجدت لأفنيتكم بها، وكانوا يكررون علي السؤال دائما أثناء التحقيق، لماذا قصفت “إسرائيل ب 39 صاروخاً وهي دولة لم تهددكم، فأجيبهم: إن إسرائيل كيان مسخ وأنتم من أوجده وهذا الكيان المسخ هو سبب كل مصائب المنطقة، وكذلك كانوا يسألونني عن سبب دعم الفلسطينيين ، ولماذا تمنح كل (إرهابي) يفجر نفسه مبلغ 25 أللف دولار، فأجبتهم: إن إمكانات العراق المادية والبشرية هي في خدمة قضايا الأمة وفي مقدمها قضية فلسطين، وإن الذي يموتون هم أبطال شهداء وليسوا انتحاريين إرهابيين كما تصفونهم.
ويذكر المحامي مؤلف الكتاب في إضافاته أنه كان ينقل رسائل شفهية من صدام حسين في معتقله إلى القادة العرب وكان يوصي بأن لا يتدخلوا لإنقاذ رقبته فهو قد سلمها للمولى، بل كان يوصيهم بالحرص على وحدة العراق الذي يذبح من الوريد إلى الوريد، حتى إن زعيما عربياً بكى ثلاث مرات لدى تلقيه رسائل صدام حسين من خلف القضبان.كما يتطرق الكتاب إلى مبادرة الشيخ زايد آل نهيان (رحمه الله) رئيس دولة الإمارات آنذاك، وزيارة بريماكوف لبغداد ولقاء جاك شيراك.
كما يذكر المؤلف إشادة الرئيس العراقي الراحل بمواقف الدكتور الشيخ حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين وقوله: سلموا لي عليه سلاماً كثيراً وحسناً فعل.
(صدام : لست عميلاً لأحد)
ويقول صدام حسين أنا لست عميلا لأحد ولو كان الأمريكيون هم من أتى بي إلى السلطة لفضحوني منذ أول يوم تصديت فيه لهم.وعن حكم الإعدام بحقه يقول : لقد استغربت استعجال صدور الحكم في قضية هامشية وتافهة، ولكنهم أرادوا طمس الحقائق خوفاً من دحض حججهم الواهية، ولم يتطرقوا حتى لقائد المجموعة التي استهدفتني وهو السيد الكربلائي وهو إيراني وليس عراقياً والذي قتل في الحال أثناء محاولة الاغتيال، وأنا أعرف أنهم يريدون إعدامي ولو وجدوا حكماً أقسى من الإعدام لنفذوه، ولكني استغربت نطق الحكم في هذه القضية البسيطة علماً أن طارق عزيز هو الذي لديه معلومات عن الأسلحة الكيماوية ويعرف من الذي استخدمها ولكنه لم يستدعَ في هذا الشأن.
كما يذكر المؤلف كيفية إعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في الكتاب فيقول قضى الرئيس ليلته الأخيرة على سريره كعادته يقرأ القرآن، بعد أن أبلغ أن تنفيذ الحكم سيتم صباح اليوم التالي ووضعوا حراسة مشددة عليه خوفا من إقدامه على شنق نفسه إلا أنهم تفاجأوا بموقفه الصلب وشكيمته القوية وتقبله للنبأ، حيث إنهم لا يعرفون أن الإسلام يحرم الانتحار، وفي الساعات الأولى من يوم الجمعة صبيحة يوم الإعدام اصطف بعض الضباط الأمريكان منهم قائد المعتقل وقاموا بتوديع الرئيس الذي طلب توديع أخويه برزان وسبعاوي، وتقدم قائد المعتقل من زنزانته واخبره بأنه سيتم تسليمه للعراقيين،وسأله ما هي مطالبه، توضأ صدام حسين وأخذ المصحف وقرأ ما تيسر له في ذلك الوقت القصير ثم طلب أن تسلم حاجياته الشخصية إلى محاميه ومن ثم الى كريمته رغد وطلب أن يبلغوا عائلته بأنه ذهب إلى ربه بضمير مرتاح ويد نظيفة وبصفته جنديا مقاتلا بذل نفسه لأجل وطنه ، وارتدى بذلته الرمادية مع قميصه الأبيض ومعطفه الأسود ووضع سيدارة بغدادية على رأسه (فيصلية)، ثم صعد وأفراد حراسته الأمريكان احدى العربات المخصصة وهي مدرعة تحمل علامة الصليب الأحمر الدولي، ثم نقل بعدها إلى إحدى طائرات (البلاك هوك)الأمريكية وقد طلب منهم عدم تغطية عينيه ليشاهد ويتأمل بغداد من الأعلى للمرة الأخيرة.
وفي الساعة الخامسة والنصف فجراً دخل مقر مكافحة الإرهاب وشاهد أقفاصا حديدية فيها رجال من العراقيين والمقاتلين العرب الصادرة بحقهم أحكام إعدام فنظر إليهم الرئيس وحياهم بابتسامة وحيوه بدورهم.
(محاولة خطف صدام وتسليمه لايران)
ويذكر الكتاب محاولة لاختطاف الرئيس صدام حسين وتسليمه لإيران مقابل مبالغ خيالية، وقد تدخل المالكي لدى مقتدى الصدر لتجنب التسبب بفضيحة مدوية والإحراج أمام الأمريكيين، ويذكر المؤلف أن تنفيذ الإعدام تأخر بعض الوقت ريثما يصل مقتدى الصدر إلى مكان الإعدام، وبالإضافة إلى الصدر حضر الإعدام كل من عبد العزيز الحكيم وموفق الربيعي وعلي الدباغ وسامي العسكري وبهاء الأعرجي ومريم الريّس، وكذلك منقذ الفرعون بالإضافة إلى ضباط إيرانيين يجيدون اللغة العربية، ومنهم الجنرال سليماني، وهؤلاء قاموا بالتحدث مع صدام حسين قبل صعوده إلى المنصة باللغة الفارسية لينقلوا له أن مصيره النهائي ومصير العراق قد أصبح بيد إيران بحسب الكتاب الذي يتطرق إلى عدة محطات ومواقف في عهد صدام حسين كموقف بعض الدول العربية من أزمة الكويت وموقف إيران، والانتفاضة الفلسطينية، وتفاصيل معركة المطار، وتفاصيل زنزانته في السجن، وأخطاء بعض اقاربه، وقصة البحث عن أسلحة الدمار الشامل.ودور الموساد في الاحتلال، وإضرابه عن الطعام، ولقائه وزيراً إيرانياً، وبعض المبادرات الهادفة إلى إطلاق سراحه، ورفضه لطلب جلال الطلباني، ورسائله المتبادلة مع نائبه عزة الدوري.