11 سفيرة معتمدة في الأردن.. سر الدبلوماسية الناعمة

26

98325_1_1419718907

حصاد نيوز  –  استوقفت نعومة الدبلوماسيات الممثلات لدولهن في الاردن المنظمات النسائية الاردنية والعالمية، على اعتبار ان تطور الحياة السياسية في الاردن لا يميز بين الرجل والمرأة.

ولوحظ هذه النعومة النسائية والحضور البهي للسفيرات عندما تجمعن تحت قبة مجلس الامة يستمعن لخطاب العرش السامي بداية الشهر الماضي.

وجود احدى عشرة سفيرة عربية واجنبية مُعتمدة في الاردن من مناطق متعددة من بلدان العالم له دلالات عديدة على الصعيد المحلي، وتحديدا على واقع المرأة الاردنية ونظرة الدول اليها، وهذا العدد لم يأت من فراغ بحسب مراقبين، فهم يرون ان وجود هذا العدد من السفيرات يعكس اهمية الخطاب السياسي الاردني لدى الغرب فيما يتعلق بأهمية المرأة وتمكينها في المجتمع. ويدلل مراقبون ان وجود احدى عشرة سفيرة في الاردن على ايمان الدول الغربية بتطبيق المساواة الحقيقية في الاردن، وان دور المرأة الاردنية الصاعد الذي لا يستطيع احد ان يشكك بمقدرتها الانجازية، هو اهم عامل لذلك، خاصة لما استطاعت ان تُثبته في فترة قصيرة بأنها قادرة على الانجاز جنبا الى جنب مع الرجل.

في المقابل هناك ثلاث سفيرات اردنيات في كل من استراليا، واشنطن ونيويورك بالاضافة الى اثنتين في وزارة الخارجية برتبة سفير.

العين اسمى خضر ترى ان وجود احدى عشرة سفيرة اجنبية في الاردن يأتي انسجاما بأخذ المرأة سواء العربية ام الاجنبية بفرص متكافئة مع الرجل في بلدانها، ووصلت نسبة مشاركتها لما يتجاوز الـ30 % في مختلف المواقع.

وتعتقد خضر ان وجود هذا العدد من السفيرات يعكس اهمية المرأة في تلك البلدان الذي اصبح لديهم نسب عالية في مشاركة المرأة بمواقع صنع القرار بما فيها المواقع الدبلوماسية.

للمرأة الاردنية انجازات لا يستهان بها حسب خضر خاصة في مجال التعليم الذي يُعد مفتاح كل فرصة للتقدم، وفي المقابل ترى خضر ان نقطة ضعفنا ما زالت في الجانب الاقتصادي وتدني نسبة مشاركة النساء في سوق العمل، ولهذا اسباب متعلقة بعدم وجود فرص عمل كافية وبالتالي ارتفاع نسبة البطالة، بالاضافة الى عدم وجود خدمات مساندة وكافية وذات جودة عالية لمساعدة المرأة العاملة بالتوفيق بين مسؤولياتها.

تطمح خضر بأن ينقل هذا العدد من السفيرات الصورة الحقيقية للمرأة الاردنية المنتجة، التي تحدت كافة المعوقات التي كانت في طريقها وقيدت من دورها، ولكنها استطاعت تجاوز كافة الصعوبات واثبات نفسها في المجتمع.

من جانبها ترى النائبة السابقة وامينة عام حزب حشد عبلة ابو علبة ان وجود ثلاث سفيرات اردنيات ايضا بينهن مندوبة الاردن لدى هيئة الامم المتحدة، يُعد مصدر اعتزاز لنا جميعا، وان وجود احدى عشرة سفيرة في الاردن يدلل على تطور نظرة العالم تجاه قضية المرأة في العقود الثلاث الاخيرة، ولكن بتفاوت حسب الاوضاع والقوانين والنظم السياسية والاجتماعية في كل بلد.

واجابت ابو علبة عن استفسار اذا كان جانب الاهتمام بالمرأة مُترجما فعليا في الواقع الاردني الذي اعتبرته ابو علبة بأنه لا يندرج تحت بنود التقدم المأمول وذلك حسب وثائق هيئة الامم المتحدة وعمليات الرصد والاحصاء الوطني.

اذ تبين حسب ابو علبة ان نسبة مساهمة المرأة الاردنية في قوة العمل هي الادنى بين النساء العربيات!! وفي نفس الوقت هناك نسبة بطالة مرتفعة بين الشابات القادرات على العمل، تضيف بانه وفي المؤسسات التمثيلية المنتخبة هناك ايضا ما يلفت النظر حول قلة عدد النساء في مجالس النقابات المهنية، بينما ارتفع عدد النساء في البرلمان بفضل نظام الكوتا.

تطمح ابو علبة دائما للافضل فيما يخص اوضاع المرأة في البلاد، وذلك لأنه يعطي مؤشرا قويا على التمسك باتجاهات الاصلاح والمدنيّة والحقوق المتساوية للمواطنين.

وشددت على انه علينا استخدام اداة قياس اشمل، بحيث يتم رصد وجود النساء في مواقع القرار، السياسي او غيره، وبنفس الوقت يجب ان تُرصد بدقة اوضاع عموم النساء ضمن الفئات الشعبية المتوسطة والفقيرة، ومراجعة كل القوانين الناظمة للعلاقات الاجتماعية لضمان المساواة والعدالة في الحقوق والواجبات، وتنقية هذه القوانين من المواد التمييزية. نطمح دائما لتقديم صورة حقيقية، تأخذ بالاعتبار التطورات والاصلاحات التي وقعت فيما يخص اوضاع المرأة في بلادنا ولا تنكر في نفس الوقت الاستعصاءات الجدية التي لا تزال قائمة وبحاجة الى حلول بحسب ما اشارت اليه ابو علبة. مقرر لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان النائب الدكتور هايل الدعجة يرى ان وجود احدى عشرة سفيرة في الاردن يعكس اهمية الخطاب السياسي الاردني لدى الغرب الذي ينطوي على عدد من الايجابيات بحق المرأة.

اشار الدعجة في حديثه الى ان دليل احتواء الخطاب السياسي على ايجابيات عديدة تمثل اهمها بوجود نظام “الكوتا” النسائية بالاضافة الى وجود ثلاث نائبات في البرلمان من خلال التنافس العادي. واكمل الدعجة حديثه بالاشارة الى وجود نسبة من النساء في مجلس الاعيان، ويلاحظ ان المؤشر فيما يخص تولي المرأة الاردنية مواقع متقدمة هو في تصاعد مستمر بحسب الدعجة، وفيما يتعلق بالحياة التشريعية فيرى ان المرأة الاردنية تقترب من النسبة العالمية. وأوضح الدعجة ان وجود هذا العدد من السفيرات الاجنبيات في الاردن يعكس ايضا ما وصلت اليه المرأة الاردنية من مراحل متقدمة في التعليم والثقافة، وتوليها مواقع سياسية مهمة وسيرها الى الامام في كافة الامور سواء السياسية او الاجتماعية او غيرها. وتحدث الدعجة عن التقائه عددا من السياسيين الاجانب الذين يرون بالاردن المجتمع المنفتح الذي يُراعي اهمية المرأة وقيمتها في المجتمع، لذا ومن هذه الزاوية تحديدا لا يخشى الدعجة على قضية المرأة في أن تتبوأ المواقع التي تستحق، فإن المسألة مسألة وقت فقط واننا نسير في الاتجاه الصحيح لتحقيق ذلك بحسبه.

يُذكر ان الاحدى عشرة سفيرة المعتمدات في الاردن هن من النمسا، استراليا، الفيلبين، اليونان، فرنسا، تونس، لبنان، السويد، الاتحاد الاوروبي، النرويج وامريكا.

الوقائع

قد يعجبك ايضا