انقسام في سورية بعد فوز حازم الشريف بلقب “اراب ايدول”
حصاد نيوز -لم يرفع المشترك السوري حازم شريف علم بلاده لدى اعلان فوزه بمسابقة “اراب ايدول” الغنائية مساء السبت خوفا من تسييس هذا الفوز، الا ان الانقسام السوري طغى رغم ذلك على هذا الحدث الفني وسط تساؤلات حول الجهة التي يؤيدها الفائز: النظام، ام المعارضة.
وتفوق شريف في المرحلة النهائية من ثالث مواسم هذه المسابقة التي اقيمت في معظم فتراتها في لبنان وعلى مدى اربعة اشهر، على الفلسطيني هيثم خلايلي والسعودي ماجد المدني، بعدما نال نسبة التصويت الاعلى من الجمهور في مختلف انحاء العالم العربي.
وحصل الفائز على 250 الف ريال سعودي (حوالى 67 الف دولار) وعلى عقد فني اضافة الى هدايا اخرى.
وما ان اعلن مقدما البرنامج الغنائي الاشهر في العالم العربي والذي تعرضه قناة “ام بي سي” الفضائية السعودية عن فوز المشترك السوري، حتى سجد شريف على وقع صيحات الجمهور الذي ظل يهتف “سوريا، سوريا” لدقائق.
وعلى عكس المشتركين الاخرين، والفائزين في الموسمين الاول والثاني، لم يرفع شريف علم سوريا او علم المعارضة المسلحة التي تخوض منذ نحو اربع سنوات نزاعا داميا مع النظام قتل فيه اكثر من 200 الف شخص، بحسب ارقام المرصد السوري لحقوق الانسان.
لكن شريف ادى في الحلقة الاخيرة، التي تابعها نحو 100 مليون شخص عبر شاشات التلفزيون بحسب قيمين على البرنامج، اغنية “بكتب اسمك يا بلادي” للفنان اللبناني جوزف عازار واهداها الى بلده سوريا.
وقال شريف الذي حصل طوال مشاركاته على اعلى نسب التصويت وتميز بغناء القدود الحلبية، في مؤتمر صحافي عقب انتهاء الحلقة ردا على سؤال حول سبب عدم رفع علم بلاده “غنيت لسوريا ولكل سوري، عمري 21 سنة ولا اريد لفني ان يرتبط بالسياسة”.
واوضح من جهته مازن حايك مدير عام العلاقات العامة في القناة انه “ممنوع على المشتركين رفع اعلام بلادهم بعد فوزهم (…) والعام الماضي حصل خطا تقني”، في اشارة الى فوز المشترك الفلسطيني محمد عساف في الموسم الثاني ورفع علم فلسطين.
ولم يجب حايك على سؤال حول وجود اعلام لدول اخرى على المسرح مساء السبت، وبينها العلم السعودي الذي كانت تلوح به الفنانة الاماراتية احلام، احد قضاة “اراب ايدول”، النسخة العربية من برنامج المسابقات الغنائي العالمي “بوب أيدول”.
وانشغلت مواقع التواصل الاجتماعي فور اعلان فوز شريف بالتعليقات والتغريدات التي تمحورت في غالبيتها حول ما اذا كان الفائز الذي يعيش حاليا في لبنان مؤيدا للنظام السوري او للمعارضة المسلحة.
وقال “رييع″ في تغريدة على موقع “تويتر” ان “رد فعل السوريين الاول كان: حازم هل هو شبيح ام معارض؟”، فيما كتب عبدالله “حازم شريف يؤيد طاغية دمشق الذي يقتل الشعب السوري، تخيل الفلسطيني المشارك بالبرنامج يؤيد قتل اسرائيل للفلسطينيين”.
غير ان سوريين اخرين فضلوا الابتعاد عن السياسة، والتاكيد على ان فوز شريف حمل الفرح الى شعب يعاني من الحرب منذ نحو اربع سنوات.
وكتب الاعلامي احمد حسن على موقع “فيسبوك” “الحمد لله تذكرنا ان هناك اختراعا اكبر من النظام والمعارضة، اسمه سوريا”.
وفي سوريا، جابت سيارات شوارع العاصمة دمشق، وخرج من نوافذها شبان وشابات واطفال حملوا اعلاما سورية وهم يلوحون بها ويهتفون “سوريا”. وقد اعلنت وكالة الانباء الرسمية “سانا” فوز شريف، مشيدة بصوته.
وقالت يارا التي تابعت حلقة اعلان النتائج في مقهى المشرقة وسط دمشق لفرانس برس ان فوز شريف بالمسابقة “سيعطي نوعا من التفاؤل لاهل حلب ولكل اهل سوريا، تفاؤل بان هذا النصر سيتحول الى نصر اكبر”.
واعتبرت هالة من جهتها انه “ليس من المهم رفع العلم لانه مطبوع بقلوبنا، لكنهم لم يتمكنوا من منع الهتاف باسم سوريا، وهذا اقوى”.
ووضعت على طاولات المقهى اعلام سورية، وعند اعلان النتائج التي سبقها توتر وحماسة بلغت حد البكاء من قبل البعض، تعالى الصراخ وقفز بعض الزبائن من اماكنهم وقاموا بالرقص والغناء وهم يصفقون ويلوحون بالعلم السوري.
اما في حلب، فقد ارتفع الرصاص في الهواء ابتهاجا في الجهة الخاضعة لسيطرة النظام ما ان اعلن فوز شريف، فيما تعالى الصراخ من بعض المنازل وكذلك الزغاريد، بحسب احمد ابو زيد (24 عاما)، احد سكان هذه المنطقة.
وقال ابو زيد لوكالة فرانس برس برس الاحد عبر الهاتف “هذا الحدث يعني اننا ما زلنا موجودين، واننا نعيش، رغم ان الناس نسوا امرنا. انها ابتسامة نضعها على وجوهنا في خضم الحرب”.
واضاف “اقول للذين ينتقدون فرحنا هذا ويتهموننا باننا نسينا الشهداء: اتركونا نفرح لساعتين فقط. ثم هيا لنموت بفرح”.
ولم تكن ردة الفعل مماثلة في الجهة الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب، بحسب مراسل فرانس برس، حيث ان الكهرباء كانت مقطوعة في هذه المنطقة، وكثير من السكان لم يسمعوا بالبرنامج، او رفضوا التعليق على فوز الشاب السوري.