فيلادلفيا تشارك في ورشة التسامح الانساني
حصاد نيوز – شارك الاستاذ الدكتور عصام نجيب الفقهاء – عميد كلية العلوم المالية والمصرفية في جامعة فيلادلفيا في الورشة التدريبية :”قوة التسامح ” التي نظمتها الجمعية الثقافية للشباب والطفولة ورابطة الاعلام البيئي والمؤسسة الدولية للشباب والتنمية خلال الفترة برعاية وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية. وقدم الدكتور عصام نجيب ورقة عمل بعنوان “التسامح: مقاربات مفاهيمية واشكاليات التعميم”.
وقال الدكتور عصام في ورقته: إن قيمة ” التسامح ” لم تتشكل بين عشية وضحاها، بل جاءت نتاج تطور تاريخي طويل في العلاقات الإنسانية، بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية. فلدى تتبع الجذور الأولى للتسامح قبل تشكل العلاقات الاجتماعية المتشابكة والمعقدة، يظهر أنه كان في مفهومه المبسط قيمة أخلاقية تحكم العلاقات بين أفراد المجتمع الواحد.
ومع تطور المجتمعات ، وما نتج عن ذلك من بناء الحضارات القديمة، تطور مفهوم التسامح ليأخذ بعداً أخلاقياً وفلسفياً معاً.
وقد ساهمت الحضارات القديمة في تطوير هذا المفهوم، ليشمل كلاً من التسامح في مجال الأمن الثقافي والعقائدي والفكري، فضلاً عن التسامح في مجال الحفاظ على الأمن الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.
واشار الى ان “التسامح قيمة أخلاقية واجتماعية وسياسية ودينية وقانونية أساسها مبادئ حقوق الإنسان، وفي مقدمتها التعددية واحترام المعتقد والرأي والعدل. وتقوم هذه القيمة على مبدأ الانسجام في الاختلاف، بهدف تحقيق السلم والأمن والتقدم الاقتصادي والاجتماعي للأفراد والشعوب.” ويعني ذلك أن التسامح يتضمن الاحترام المنضبط دون شطط، والقائم على التعامل بالمثل، والانفتاح الفكري، وبقدر معين من التحفظ الذي لا يشكل أية خطورة على الذات أو المجتمع ومؤسساته.
فالتسامح قيمة أخلاقية لا يمكن فهمها إلا كنقيض للتعصب. وقيمة فلسفية صقلتها تجارب التعايش الإنسانية. وقيمة دينية لا يمكن استيعابها بعيداً عن مفهوم المحبة والإخاء. وقيمة سياسية تقبل بالحجة والاختلاف. وقيمة حقوقية تُشَرِّعُ لعدم التمييز وتحدد الحقوق والواجبات في إطار المواطنة. وفق هذه المقاربة الاجتهادية لتعريف مفهوم التسامح، يظهر أنه يتضمن مجموعة من القيم الأخلاقية، والفلسفية، والدينية، والحقوقية.
ويقف مفهوم “التسامح” في مواجهة ضدية مع مفهوم “التعصب” بأبعاده الاجتماعية والسياسية والدينية والثقافية. ففي حين يرتكز مفهوم التسامح، بما يحمله من قيم الخير، في معانيه المبسطة على صفة “الصفح”، يقوم مفهوم التعصب، بما يحمله من قيم الشر، على “الانتقام” والكراهية والجحود والعدوان.
وفي حين يقوم التسامح في تجليات معانيه الأولى على مبدأ الحوار الذي يتسع للرأي والرأي الآخر، يقوم التعصب على مبدأ احتكار الرأي الأوحد ورفض الرأي الآخر. فمفهوم التسامح الذي يستخدم الحوار أسلوباً وحيداً بين بني البشر، بحيث يتسع لمختلف وجهات النظر المتداولة بين الناس، وبما يفسح المجال لتصارع الأفكار بشكل سلمي، مما يؤدي إلى تحقيق التعايش والسلم الاجتماعي داخل المجتمع الواحد، بغض النظر عن عدم تجانسه، وتنوع انتماءاته العرقية أو الدينية أو الثقافية. وبالتالي، فإنه يحقق التعايش والسلم بين الشعوب أيضاً