جلالة الملك يؤكد أهمية تأسيس مراكز تميز في الأردن
حصاد نيوز – واصل جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم الأربعاء، زيارة العمل التي يقوم بها الى العاصمة اليابانية طوكيو، بلقائه نخبة من القيادات الاقتصادية اليابانية، وكبار مسؤولي إدارة مجموعة شركة ميتسوبيشي.
وأكد جلالته، خلال اللقاء الأول مع نخبة من القيادات الاقتصادية اليابانية، التي تضم رجال أعمال، وممثلي كبريات الشركات والبنوك في اليابان، التي تعمل على مستوى دولي، “حرص المملكة على توسيع آفاق التعاون مع اليابان في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والصناعية والطاقة البديلة والأسمدة والسكك الحديد والبنية التحتية والمياه، خصوصا وأن البلدين يرتبطان بعلاقات شراكة استراتيجية يمكن البناء عليها في المستقبل”.
وأعرب جلالة الملك عن اعتزاز الأردن بمستوى التعاون بين البلدين، حيث بلغت قيمة الاستثمارات اليابانية في المملكة في قطاعات حيوية مختلفة، نحو 100 مليون دينار، مشدداً جلالته على أهمية تعظيم شراكة الأردن الاستراتيجية مع اليابان بما يعود بالنفع على الجانبين، خصوصاً وأن الاقتصاد الأردني يوفر مزايا وفرصا استثمارية عديدة على مستوى الإقليم.
وشدد جلالته على أهمية التعاون بين مجتمع الأعمال في البلدين للبناء على العلاقات السياسية المتقدمة، واستثمارها لتعزيز علاقات التعاون الاقتصادي في شتى القطاعات، وبما يعود بالنفع على الشعبين الصديقين، مشيرا جلالته إلى الفرص الاقتصادية والاستثمارية المتوفرة في المملكة، خاصة في القطاعات الناشئة، “والتي تعد أبرز نقاط القوة لدينا”.
وأشار جلالة الملك إلى اهتمام الأردن بجذب الاستثمارات في مشروعات حيوية عديدة، والعمل على إزالة مختلف العقبات أمام رجال الأعمال الراغبين بالاستثمار في هذه القطاعات، وتطوير التشريعات الاقتصادية اللازمة والبيئة المحفزة لذلك، بما يعزز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، الذي ينظر إليه الأردن بوصفه شريكاً في عملية التنمية الشاملة.
واستعرض جلالته، خلال اللقاء، المزايا التي يتمتع بها الأردن، باعتباره بوابة لمنطقة الشرق الأوسط، وحلقة وصل بين قارات ثلاث، وما يتمتع به من ميزة الأمن والاستقرار، وقوى عاملة مدربة ومؤهلة، إضافة إلى ارتباطه باتفاقيات تجارة حرة إقليمية ودولية، ما جعل منه حاضنة للاستثمارات وقاعدة للانطلاق إلى أهم الأسواق الاستهلاكية في العالم.
وأشار جلالة الملك إلى أهمية تأسيس مراكز تميز في الأردن، لتكون نقطة انطلاق في المنطقة، وضرورة استخدام الأيدي العاملة الأردنية في هذه المراكز، مبينا جلالته أن الأردن رغم إمكاناته المحدودة، إلا أن لديه كفاءات بشرية مدربة ولها سمعة كبيرة على مستوى الإقليم.
ولفت جلالته إلى التحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط وتأثيرها على الأردن، خصوصا في الجانب الاقتصادي من حيث ارتفاع فاتورة الطاقة وأعباء استضافة اللاجئين السوريين على أراضيه.
وجدد جلالته، في هذا الصدد، تأكيده على أن الأردن يتميز بنعمة الأمن والاستقرار، ولن يسمح للظروف الإقليمية المحيطة بأن تؤثر على مسيرة التحديث والتطوير والتنمية والبناء فيه.
وأشار جلالة الملك، الذي استعرض دور الشباب الأردني في دعم مسيرة التنمية، إلى الاصلاحات التي نفذها الأردن خصوصا في الجانبين الاقتصادي والتشريعي.
وتحدث جلالته، خلال اللقاء، عن التحديات التي تواجه المملكة، لا سيما التحدي الأكبر وهو التحدي الاقتصادي، مشيرا جلالته إلى الخطة العشرية، التي ستمكن الأردن من التعامل مع هذه التحديات.
ولفت جلالة الملك إلى تميز المملكة على مستوى المنطقة في قطاع تكنولوجيا المعلومات، وإلى السمعة العالية التي تتمتع بها في قطاع البنوك، الذي يتبع أفضل الممارسات العالمية.
واستعرض جلالته، الذي أكد حرص الأردن على زيادة تنافسيته بين الأسواق، “مزايا قطاع الأدوية الأردنية لكونه من القطاعات الواعدة، حيث أنها تصل إلى أكثر من 30 دولة”.
وتحدث جلالة الملك، خلال اللقاء، عن المشاريع الجديدة في ميناء العقبة، مثلما استعرض الميزات التي يمتلكها الأردن في مشاريع الطاقة الشمسية، والمحطات الكهربائية.
ويحرص الأردن على استقطاب مشاريع الطاقة والمحطات الكهربائية، حيث توجت بافتتاح جلالة الملك عبدالله الثاني، الشهر الماضي، مشروع توليد الكهرباء الخاص الرابع (IPP4) بالشراكة بين القطاعين العام والخاص، والذي نفذته شركتا ميتسوي اليابانية و (أيه.أي.إس) الأميركية، على نموذج البناء والتمليك والتشغيل لمدة 25 عاما، في منطقة شرق عمان، بطاقة 241 ميجا واط، وبتكلفة تقدر بنحو 360 مليون دولار.
ويغطي المشروع حوالي 8 بالمئة من احتياجات المملكة للطاقة الكهربائية، فيما توفر إلى جانب مشروعهما الأول في شرق عمان نحو 25 بالمئة من الاحتياجات الكلية للطاقة الكهربائية.
بدورهم، عبر رجال الأعمال وممثلو الفعاليات الاقتصادية اليابانية عن اهتمامهم الكبير للاستثمار في الأردن خصوصا في قطاع الطاقة البديلة ومحطات الطاقة والمياه والنقل والاستشارات المالية والكيماويات والتأمين.
وأبدوا رغبتهم في التعرف على المناخ الاستثماري في المملكة والتواصل مع رجال الأعمال الأردنيين لفتح آفاق جديدة من التعاون وإقامة مشروعات مشتركة، وتعزيز تبادل الخبرات في البحث والتطوير ونقل المعرفة في شتى الميادين.
وثمنوا جهود الأردن الكبيرة لاستقطاب الاستثمارات اليابانية، وتطوير الاقتصاد الوطني والاستفادة من النموذج الياباني في هذا المجال، لافتين إلى المزايا التي يوفرها الاقتصاد الأردني أمام المستثمرين، وتشجيعهم على إقامة المشاريع الحيوية، التي تسهم في إيجاد فرص العمل، وتعزز التبادل التجاري بين البلدين، فضلاً عن الاستفادة من موقع المملكة الجغرافي لتعزيز حركة تبادل السلع والخدمات.
وضم اللقاء ممثلين عن مجموعة شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة والكيماويات والمحركات والكهربائية، ومؤسسة تشيودا، ومجموعة ميتسوي، ومجموعة نيبون يوسن، ومجموعة توريه، ومجموعة طوكيو البحرية، ومؤسسة سومي تومو، ومجموعة تميورا للضمانات، وشركة أي توشو. وتجدر الإشارة إلى أن عددا من هذه الشركات تعمل في الأردن، فيما تتطلع الأخرى للبدء بالعمل في عدد من القطاعات الحيوية بالمملكة.
ويميل ميزان التبادل التجاري بين البلدين لصالح اليابان، التي يصدر الأردن إليها أسمدة وفوسفات خام، فيما يستورد سيارات ومعدات وأجهزة كهربائية.
من جانب آخر، التقى جلالة الملك عبدالله الثاني في العاصمة طوكيو مسؤولي مجموعة شركة ميتسوبيشي موتورز، حيث اطلع جلالته على أحدث التقنيات والنماذج، التي تنتهجها الشركة على المستوى التجاري بما يخص سيارات الكهرباء.
واستمع جلالة الملك، خلال اللقاء، من مسؤولي الشركة بمختلف قطاعاتها، عن التكنولوجيا الجديدة التي تستخدم في صناعاتها، خصوصا في قطاع صناعة وصيانة السيارات الكهربائية، وتطلعهم للتعاون مع الأردن في هذا المجال.
وحضر اللقاءين الوفد المرافق لجلالة الملك.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، قال مدير عام شركة ميتسوبيشي موتورز ميتسورو أيكوا إن جلالة الملك أوضح خلال لقاء اليوم “كيف أن الأردن يوفّر بوابة تجارية لأسواق الإقليم، وهذا هو فعلاً الأساس الذي انطلقنا منه في التعامل مع مبيعاتنا في الأردن”.
وأعرب عن تطلعه إلى “التوسع في مبيعات الشركة عبر الانفتاح على باقي أسواق دول الإقليم من خلال البوابة الأردنية”، مبينا أنه وبالرغم من تواضع حجم المبيعات في الأردن، إلا أننا نتطلع إلى تحسنها مع تقدم الوقت، حيث بلغت مبيعات الشركة العام الماضي، والتي يعود تاريخها في الأردن إلى مطلع السبعينيات، أكثر من 1600 مركبة غالبيتها من الدفع الرباعي. –