الجيش الأردني لن يكون طرفا في الحرب البرية ضد داعش
حصاد نيوز – فيما فتح رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي، الباب أمام دور عسكري أميركي أكبر في العراق، بتأكيده أنه في وقت ما “ستفكر بلاده بإرسال قوات أرضية لمحاربة (داعش) في العراق”، أكد أن هذا الوجود الأرضي، سيقتصر على “قوة متواضعة الحجم”.
وبينما رأى خبير في السياسة الدولية، أن الأردن، وانطلاقا من الحفاظ على مصالحه، “قد يستجيب للتغيرات التي ستطرأ على الموقف الأميركي، وسيتكيّف معها”، أشار إلى أن سمعة الحزب الديمقراطي الأميركي الحاكم أصبحت على المحك، بعد سيطرة الجمهوريين على الكونغرس، وانه تبعا لهذا قد يقدم الرئيس باراك اوباما على “قفزات في سياسته الخارجية، عبر خلق ظروف على الأرض لتغيير موازين القوى لإجبار، النظام السوري على الدخول في عملية سياسية لانتقال السلطة”.
وفي الوقت، الذي تزامن فيه حديث ديمبسي أمام لجنة التسليح في الكونغرس الخميس الماضي، مع “تسريبات صحفية” في ذات اليوم، حول طلب أوباما من فريقه للأمن القومي تقديم مراجعة أخرى لسياسة الولايات المتحدة تجاه سورية، “بعد أن أدرك عدم امكانية هزيمة “داعش” بدون انتقال سياسي في سورية، وإزالة الرئيس الأسد”، رأى محللون، تحدثت معهم “الغد”، أن مثل هذه التسريبات هي تخصص وكالة المخابرات الاميركية “سي اي ايه”، لقياس ردود الفعل.
واتفق هؤلاء المحللون على أن تغيير الاستراتيجية الأميركية سيؤثر على الأردن، بما انه شريك في التحالف الدولي، بقيادة اميركا ضد “داعش”، الا انهم استبعدوا ارسال الأردن، لقوات أرضية الى سورية او العراق.
وردّا على ذلك، اكتفى مصدر حكومي، بالتذكير بالموقف الأردني، الذي “وضع الأردن كمشارك بالائتلاف العربي والدولي في الحرب على الارهاب”، وقال المصدر لـ”الغد” ان “العمل البري الميداني سيقوم به الجيش العراقي، وقوات البشمركة الكردية، والمعارضة السورية”.
الى ذلك، اكدت مصادر سياسية مطلعة وقريبة من جلسات مغلقة في مطبخ القرار، ان “الأردن لن يرسل قوات برية الى الخارج، بأي حال من الأحوال”.
ويلخّص أستاذ العلاقات الدولية الدكتور حسن المومني، التغيير الطارئ على سياسة اوباما، بقوله ان “استراتيجية اوباما المعلنة هي احتواء “داعش” والقضاء عليها، وخطته بخصوص العراق واضحة لغاية الآن: ضربات جوية ومستشارون على الأرض والعمل مع القوات العراقية والحلفاء الإقليميون”.
أما حول موضوع سورية، فالاستراتيجية تختلف، وتتضمن “تأهيل وتسليح المعارضة المعتدلة، لاستخدامها في الحرب على “داعش” وللضغط على النظام”. ويرى الأستاذ في كلية الدراسات الدولية بالجامعة الأردنية المومني، انه، فيما يبدو للكثيرين وجود رابط بين موضوعي العراق وسورية، فان اوباما امامه ثلاثة خيارات للقضاء على “داعش”.
“اولها انه لا بد من التعامل مع نظام الأسد، وهذا الخيار خطير، وله عواقبه، فاذا تعاملت معه الادارة الاميركية، فانها ستثير حفيظة حلفائها الاقليميين والجانب السني” حسب تقديره.
اما الخيار الثاني، بحسب المومني، فهو “محاربة “داعش” والنظام السوري بذات الوقت، وهذا بحد ذاته يشكّل معضلة لدى المجتمع الدولي، وهو اسقاط النظام بدون ايجاد بديل، من المعارضة المعتدلة المؤهلة لإدارة سورية”.
الخيار الثالث هو “الحل السياسي لسورية، بتوافق بين اميركا والقوى الاقليمية والدولية، فالأمر يتطلب توافقا مع روسيا، وان تكون ايران موجودة، وبالنسبة لروسيا فلا يبدو على المدى المنظور، انها ستتعاون بخصوص سورية، اما ايران فموقفها مرتبط بنتائج الاتفاق النووي”.
ويشير المومني إلى أنه مع التغيير، الذي طرأ على السياسة الداخلية الأميركية، نتيجة سيطرة الجمهوريين، فإن أوباما يريد التعامل مع هذا الكونغرس، في الفترة المتبقية من رئاسته، وهي عامان، وبما ان قدرته على اتخاذ القرارات قلت، الا ان سمعة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية المقلبة، هي ما يهمه الان.
وبهذا الخصوص، فان اوباما قد يقدم على اتخاذ “موقف صقوري تجاه الأسد، والعمل على خلق ظروف على الأرض، لتغيير موازين القوى، بحيث لا يصبح امام النظام السوري سوى الدخول في عملية سياسية لانتقال السلطة”.
ويرى المومني انه ليس شرطا ان يكون التغيير هو ارسال قوات برية، بل يمكن الموافقة على انشاء مناطق عازلة، واستهداف قوات النظام السوري بحجة حماية المدنيين، من البراميل المتفجرة وغيرها، و”يمكن التسريع بتسليح المعارضة وخلق ظروف على الأرض تضطر النظام للدخول بحل سياسي”.
وعن تأثيرات ذلك على الأردن، فان “المملكة جزء من الحرب على “داعش”، وبحكم المشاركة، سيكون هناك تأثير بلا شك”، كما ان الأردن حليف لأميركا، وهو الأقرب جغرافيا واجتماعيا لسورية، ولا يستبعد المومني ان يدخل الأردن في مرحلة معينة في عملية ما، وليس شرطا ارسال قوات ارضية، الا انه انطلاقا من الحفاظ، على مصالحه، فقد “يستجيب للتغيرات التي ستطرأ على الموقف الأميركي وسيتكيّف معها”.
محلل سياسي، فضّل عدم نشر اسمه، اشار الى ان استراتيجية اوباما، التي اعلنها قبل شهرين، “لن تنجح بدون وجود قوات برية، في كل من سورية والعراق، وبدون التفاهم مع الأسد على تسوية سياسية، يرحل بموجبها، لتتمكن قوات المعارضة المدربة، من اخذ زمام محاربة الجماعات المتطرفة، بالتعاون مع التحالف الدولي”.
يشار الى ان اوباما يخطط لتعزيز المستشارين العسكريين الأميركيين في العراق، وصولا الى 3100، فيما يتواجد حاليا حوالي 1400 منهم، ما يعني أكثر من ضعف العدد.
وفي مقال بمجلة “الاتلانتك”، تساءل الكاتب آدم شاندلر، حول “ما سيحدث لو غيرت الولايات المتحدة المسار؟”، واعتبر أن هناك فوائد استراتيجية لإزالة الأسد من السلطة بطبيعة الحال، إلا أنه “لا يوجد نهاية للتعقيدات السياسية والعسكرية ايضا”.
وقال، في مقاله الذي نشر قبل يومين، وحمل عنوان: “هل تستطيع الولايات المتحدة هزيمة “داعش” بدون إزاحة الأسد؟”، ان “التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة استهدف جوّا قوات ومنشآت الدولة الإسلامية في سورية، من دون الاضطرار إلى مواجهة قوات الأسد الجوية الضخمة”.
وزاد تبعا لهذا، فإذا “وضعت الولايات المتحدة النظام السوري في مرماها، فان مهمتها في سورية، ستصبح شائكة إلى حد كبير، على الأرجح”.