التحولات الدولية الصينية الروسية وتعزيزها للقدرات السورية

46
113645_12_1413187972

حصاد نيوز-یتساءل الكاتب السیاسي (بابیھ ایسكوبار) المحلل الاستراتیجي في 
مجلة (آسیا تایمز) الإلكترونیة: ھل ستتمكن روسیا والصین ومعھما ألمانیا في تشكیل تحالف تجاري استراتیجي لمنافسة الولایات المتحدة وقد أصبحت عجوزاً أمام دول صاعدة مثل ھذه الدول الثلاث؟ وھذا التساؤل یدور أیضاً في رأس الإدارة الأمیركیة التي تعرف أن وحرمان بقیة الدول من القدرة على التحرر من ضغوطھا وخصوصاً دولاً أوروبیة وآسیویة لا ترغب باستمرار ھیمنتھا على العالم
ولذلك یرى (ایسكوبار) أن انضمام الھند وإیران إلى دول (منظمة شانغھاي للتعاون) بقیادة بكین وموسكو سیحقق إنجازاً ألمانیا وھذا ما یجعل المعركة مكشوفة للاعبین الأساسیین فیھا.
كبیراً واستراتیجیاً إذا أصبحت ألمانیا جزءاً من تحالف تجاري مع بكین وموسكو. ویلاحظ الكثیرون في الوقت نفسھ أن
الوضع الجیوسیاسي للساحة (الایرو آسیویة) تطرأ علیھ تغیرات لن یقبل أصحابھا القطبیة الواحدة العظمى للولایات المتحدة
بعد أن فرضت نظاماً عالمیاً غیر متوازن من ناحیة مصالح اللاعبین الكبار في الساحة الدولیة.
وكان الكثیرون یلاحظون أن روسیا یھمھا من نواٍح إستراتیجیة إیجاد علاقات تجاریة وتكنولوجیة وسیاسیة متقدمة معھا وقد
حاول بوتین الرئیس الروسي وما یزال العمل على فتح بوابة (دول البریكس) الخمس وتحویلھم إلى ست دول بانضمام
ألمانیا إلى ھذا التحالف السیاسي وھذا ما یؤكده (ایسكوبار). وكان من الملاحظ أن الصین وروسیا معاً فتحا كل المجالات
للتجارة والأعمال مع ألمانیا في السنوات الخمس الماضیة ولو لم تسارع الولایات المتحدة بافتعال أزمة أوكرانیا مع روسیا
وأزمة داعش في الشرق الأوسط وإشغال أوروبا وألمانیا بالذات في تداعیات ھاتین الأزمتین لازدادت صلات التقارب
والمصالح المشتركة بین روسیا والصین من جھة وألمانیا من الجھة الأخرى.
ویلاحظ (ایسكوبار) أن إستراتیجیة الصین اتجھت نحو تشكیل شبكة متداخلة في خمس مناطق أساسیة ھي: 1- روسیا
(الجسر الأساسي بین آسیا وأوروبا)، 2- ودول آسیا الوسطى مع دول جنوب غرب آسیا (بدور رئیس لإیران وسوریة
والعراق)، 3- القوقاز، 4- وشرق أوروبا بما فیھا روسیا البیضاء ومولدافیا، 5- الھند وباكستان وأفغانستان (طریق الحریر
الموسع) ولاشك أن الصفقة الروسیة- الصینیة بقیمة (400) ملیار دولار لتزوید الصین بالغاز الروسي ھي صفقة العصر
التي تجعل التحالف الاستراتیجي الروسي الصیني من أھم قواعد النظام العالمي المناھض لنظام القطب الواحد الأمیركي
ومن أھم عوامل الاستقطاب لدول كثیرة تجد مصالحھا مناقضة للمصالح الأمیركیة، وھذا ما تدركھ الإدارة الأمیركیة وتعمل
على مجابھتھ عن طریق خلق (جدار حدیدي) حول أوروبا وحول دول كثیرة من آسیا بھدف محاصرة روسیا والصین ومنع
التمدد الروسي الصیني.
ویشیر (ایسكوبار) إلى وجود دول مثل إیطالیا وھنغاریا تمیل إلى روسیا وإذا ما حسمت ألمانیا موقفھا فسوف تنقسم أوروبا
بطریقة تقلل النفوذ الأمیركي فیھا وخصوصاً إذا حققت روسیا حلاً لأوكرانیا یشبھ حل (فینلاندا) المتاخمة لحدود روسیا
وھو حل لا یسمح لأوكرانیا بالانضمام إلى حلف الأطلسي ویحافظ على استقلالیة أو حكم ذاتي للمناطق التي تعیش فیھا
أغلبیة روسیة.
وھذا الصراع المكشوف في عصر الاتصالات والمعلومات ونتائجھ أصبحت إیران وسوریة والعراق جزءاً بارزاً فیھ یعزز
قدرة سوریة وإیران بشكل خاص على حمایة استقلالھما والانتصار على المخططات الأمیركیة التي تستھدفھما فقد أصبحت
سوریة وإیران وحلفاؤھما في المنطقة من أھم مفاتیح استقرار الشرق الأوسط بالنسبة لروسیا والصین ودول البریكس
وأصبحت المحافظة على قدراتھما العسكریة وتعزیزھا جزءاً من الاستراتیجیة الروسیة الصینیة الشاملة لھذه المنطقة.
فالعالم أصبح في مرحلة حرب باردة دفعة واحدة دون مقدمات ومراحل في أعقاب التطورات التي وقعت في الشرق الأوسط
بشكل خاص.
والتحولات المحتملة لن تسمح للولایات المتحدة بتحقیق خطتھا ضد حلفاء روسیا والصین.
قد يعجبك ايضا