حسم المعركة في “كوباني” خلال 48 ساعة.. ما الذي يخبأه الرئيس الأسد..؟

46
تنزيل
حصاد نيوزأي جدیة لقوات التحالف یمكن تصدیقھا عندما یتحرك رتل من سیارات داعش المدججة بالتكفیریین و الأسلحة لإسقاط مدینة عین العرب المعروفة كردیاً بـ كوباني، المدینة الواقعة إلى الشمال من سوریا..؟. الجواب على ھذا السؤال یأتي من المرجعیة العملیاتیة لداعش، الذي تلقى أمر مباشراً من أمریكا –أو عبر الوسیط – لیتم عملیة عین العرب خلال الـ 48 ساعة القادمة قبل أن ینعقد اجتماع قادة جیوش الدول العشرین المتحالفة مع واشنطن، لتوضع على الطاولة صورة
الدولة السوریة شبھ منھار لیصار إلى تقدیم مشروع قرار إلى مجلس الأمن للتصویت علیھ للقیام بعملیة بّریة في داخل
سوریا بحجة حمایة الأقلیات من تمدد داعش، فالمخابرات الأمریكیة التي مكنت أبو بكر البغدادي من السیطرة المطلقة على
عناصره من خلال منحھ السیادة الدینیة و العسكریة اللازمة تسمح لھ بالدفع بمقاتلیھ وفق الھجمات الھمجیة التي ینفذھا قادة
تنظیم داعش المیدانیین دون أدنى تفكیر بمناقشة الغایة، وتحت شعار “الفتوحات الإسلامیة” لبناء دولة الخلافة المزعومة
یذھب القادة بمجموعاتھم نحو الھدف متحركین بغریزة القطیع وما دون ذلك یعتبر خروجاً عن طاعة ولي الأمر (أبو بكر
البغدادي) و ذلك وفق شریعة داعش یستوجب القتل.
و على ذلك فإن التسجیلات التي بثھا تنظیم داعش عبر مواقع التواصل الإجتماعي و تناقلتھ من بعده وسائل الإعلام لخلق
الذعر اللازم لإنھاء المعركة في عین العرب ضمن الوقت المطلوب أمریكیاً، تظھر حقیقة الموقف الرسمي في أمریكا من
التنظیم الأكثر وحشیة في العالم، وھو ھدم المنطقة عن بكرة أبیھا و إعادة ھیكلتھا وفق كیانات أقل ترابطاً، ضمن جو طائفي
مشحون، یضمن إبقاء المنطقة في حالة من الاقتتال الداخلي و یكون للولایات المتحدة الأمریكیة القدرة الأكبر على التحكم
بھذه الكیانات وفق ما یخدم مصالحھا، لتنھي القدرة الروسیة على الوصول إلى المیاه الدافئة في المتوسط و یعود لواشنطن
إنفرادھا بالقرار السیاسي العالمي دون منازع.
إن النظر إلى المعارك الدائرة في عین عرب المحاصرة من ثلاث محاور بداعش فیما تقوم تركیا بإكمال الطوق، من
الشق البّري من العملیة التي تستوجب وقتاً طویلاً لا تملك دمشق و لا الأكراد لتطھیر كامل الریف الشرقي لحلب انطلاقاً المنطقي بمكان أن یتسآل عن الدور السوري و غیابھ في جواً و براً، فإن كان واقع المنطقة المحیطة بعین عرب یرد على
من الریف الشمالي لحماة، فإن الشق المتعلق بالعملیات الجویة یجیب علیھ واقع أن تركیا تفرض منطقة حظر جوي على
المقاتلات السوریة من خلال استھدافھا لأي طائرة سوریا على طول الشریط الحدودي في محاولة من تركیا لجرجرة سوریا
إلى حرب مباشرة معھا، ومن خلف تركیا یقف الناتو متأھباً للقتال إلى جانب أنقرة التي تعد جزءاً منھ، وھذا یعني انتحار
یاسي و عسكري من قبل الحكومة السوریة، ونحر لسوریا بشكل عام، فأي مواجھة عسكریة مع تركیا أو إسرائیل أو
أمریكا ستعني حرباً من الجھات الأربعة للحدود السوریة، یضاف إلیھا وجود المیلشیات.
تدرك دمشق إن التحالف ما كان لیكون لو أن الوضع المیداني في سوریا یمیل لصالح المیلشیات التي تسمیھا أمریكا
“معارضة معتدلة”، و تتلقف واشنطن الرسائل السوریة القادمة من جبھات عدة كمحیط العاصمة بما تحملھ من رمزیة
سیادیة، وریف حلب و ریف حماة الشمالي و الشرقي، و ریف حمص و العملیات المستمرة في ریف اللاذقیة و إدلب و دیر
الزور و درعا، كما إن الإدارة الأمریكیة تدرك تماماً إن تماسك الجیش العربي السوري لمدة تزید عن الثلاث سنوات في
حرب مفتوحة على كل الاحتمالات ضد المیلشیات المسلحة بمختلف تبعیتھا.
و تدرك دمشق أیضاً إنھا تمتلك ورقة قویة لم تستخدم بعد وھي الاستعانة بالحلفاء على الأرض بواقع قتالي میداني، من
خلال الطلب رسمیاً من إیران أو روسیا التدخل لتأمین العملیات الجویة في عین عرب و الشریط الحدودي مع تركیا التي
لن تتدخل في ھكذا حالة، وعلیھ لماذا تأخرت دمشق إلى الآن بھكذا خطوة ..؟
یدرك الرئیس السوري بشار الأسد مفردات اللعبة تماماً في عین عرب، و تدرك أمریكا مدى ذكائھ و قدرتھ على اتخاذ
القرارات وفق معطیات الواقع لا المتوقع، مما یثیر أسئلة كبیرة في أروقة السیاسة و العسكر لدى قوات التحالفحول السبب
الذي لم یدفع الأسد إلى اتخاذ قرار المواجھة مع تركیا إلى الآن، أو لماذا یأتي الرد السوري من أھل السیاسیة في دمشق لا
من عسكریوھا، و لما لم تتحرك القوات السوریة إلى الآن إلى عین عرب .. خاصة و إن استراتیجة المعركة ھناك تستوجب
استخدام سلاح الصواریخ.
قرار سوریا المتروي في الذھاب عسكریاً عبر سلاح الصواریخ المتطور، یعود إلى سببین الأول ھو الموقف التركي
القضیة النازحین الأكراد من المدینة، فأنقرة تحاول قدر الإمكان الإبقاء على المدنیین داخل المدینة لیتحولوا إلى دروع
بشریة تقي داعش من الصواریخ السوریة التي قد توقع عدداً من الضحایا المدنیین، الأمر الذي یتصیده أعداء سوریا،
فالمدینة حّولت إلى حدث عالمي، عیون الإعلام علیھا و تصویر الدولة السوریة على إنھا دولة متوحشة وفاقدة للشرعیة
أحد أھم الأھداف التي یریدھا كل من أمریكا و حلفاءھا، لكن دمشق لا تتروى على أساس الخوف من الھجمات الإعلامیة
فالأمر بات معتاداً علیھ، لكن الخشیة على أمن و سلامة المواطن السوري أیاً كان عرقھ أو دینھ ھو الأولویة القصوى لذا
تحاول سوریا الوصول إلى حل ینقذ من في المدینة بأقل الأضرار الممكنة.
كما إن حشر الدولة السوریة في زاویة الحاجة إلى استخدام سلاح الصواریخ دون غیره من خلال استھداف نقطة لھا ھذه
الطبیعیة الاستراتیجیة في القتال أمر محسوب بالنسبة للتحالف للكشف عن طبیعة جزء من الصواریخ السوریة المصنعة في
معامل دفاعھا، أو تلك المستوردة و المطورة من قبل الخبراء السوریین، وھو أمر تحافظ دمشق على سریتھ و القرار المتخذ
على مستویات علیا في دمشق یحفظ ھذه السّریة التي تثیر مخاوف إسرائیل و تشغل بال مفكري أمریكا في ملف أمنالكیان
الصھیویني المحتل، وعلیھ فإن التروي السوري بالذھاب إلى ھذه المعركة عبر ھذه الصواریخ قرار یوازي في أھمیتھ
أھمیة النصر في المعركة ككل… لكن كیف سیتصرف الأسد في عین عرب..؟.
إن حرب الاستنزاف التي تخوضھا میلیشیا داعش ضد وحدات حمایة الشعب الكردیة لن تؤثر كثیراً على مجریات المعركة
بالنسبة للجیش السوري، الصاعد من الجنوب باتجاه معاقل التنظیم في الرقة و دیر الزور و ریف حلب الشرقي، و الأخبار
الواردة من ھذه المناطق توضح تماماً أن الجیش العربي السوري یستند إلى خطة وبرنامج عمل محكم یتم السیر وفق خطاه،
و القرار الأنسب بالنسبة لدمشق ربما سیأتي خلال أیام أو ساعات بالطلب رسمیاً من الجمھوریة الإسلامیة الإیرانیة أو من
روسیا أن تنفذ عملیات جویة في منطقة عین العرب و في ھذه الحال قد تنفذ ھذه القوات ( الإیرانیة أو الروسیة أو كلاھما
معاً )، عملیة إنزال في مدینة عین العرب لدعم القوات المقاتلة ھناك، على إن تؤمن روسیا الطریق للمقاتلین الأكراد
المتطوعین من تركیا بالدخول عبر الشریط الحدودي بموافقة أنقرة، لمساندة أبناء جلدتھم في عین عرب، مع تأمین المدد
اللوجستي لھذه العملیة وفق المعاھدات الموقعة بین دمشق و كل من موسكو و طھران، وھو أمر لا یخرج عن الشرعیة و
لا ینقص من سیادة الدولة السوریة على أراضیھا، وھذا إن حدث سیكون أولى المقدمات التي تنھي الأزمة في المناطق
الشمالیة و الشرقیة من سوریا، و لا یدلل ذلك على ضعف قدرة الجیش العربي السوري في شيء و إنما تودي إلى إن قدرة
الأسد على بناء ھذه التحالفات القویة و الحفاظ على عمق العلاقة مع كل من محور المقاومة و الدول الكبرى الحلیفة كروسیا
و الصین، نصر استراتیجي لا یمكن التقلیل من شأنھ، و یعكس فھم كبیر من الرئیس السوري لمجریات الحدث في عین
العرب، فلا یذھب باتجاه الانتحار السیاسي بغامرة عسكریة بمعركة ضد التحالف و داعش و بقیة المیلشیات في آن معاً، ولا
ینحر بلاده سیاسیاً من خلال تصویرھا على إنھا دولة سلطویة لا تفرق بین البقاء أو إحراق البلاد، كما إنھ لا یسترخص الدم
السوري إیاً كان عرقھ، بل یذھب باتجاه الحلفاء لیأخذوا دورھم السیاسي في الدفاع عن دولة تحفظ لھا بقاءھم السیاسي و
الاستراتجي في دائرة القرار السیاسي العالمي، ویترك للقوات السوریة أن تتم مھماھا القتالیة وفق ما مرسوم لھا، و یتروى
باتجاه عملیة عسكریة مشتركة مع الحلفاء كي لا یخلق عملیة صراع سیاسي مع كیانات ما یسمى “معارضة”.
وسط ھذا الصراع تخلص النتیجة إلى أن حسم المعركة في مدینة عین عرب سیكون خلال الـ 48 ساعة القادمة، إم أن
یخرج التحالف منھا منتصراً بسقوط المدینة تحت سطوة داعش لینفذ مذبحة تكون دمائھا الطریق الذي سیمر عبره التحالف
الأمریكي نحو أھداف أخرى في المنطقة و المتمثلة بشرعنة عملیة بّریة داخل سوریا الھف منھا إسقاط دمشق و تفكیك
محور المقاومة و حبس الدب الروسي في موسكو، أو أن یأخذ الرئیس الأسد الاحتمالات نحو مفاجأة أمریكا بموقف سیاسي
یقلب الطاولة على المجتمعین في واشنطن من خلال ما یخبأه التروي السوري عن جملة الأحداث السیاسیة المرافقة لما
یدور میدانیاً في عین عرب، فما الذي یخبأه الرئیس الأسد..؟
عربي برس

 

قد يعجبك ايضا