حصاد نيوز– لم يعد تأثير ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام هامشيا بالنسبة لبعض قطاعات الاقتصاد الأردني؛ فقطاع النقل خسر إرسال 485 شاحنة يوميا من أصل 500 إلى العراق.
وبعد تمدد سيطرة “داعش” على مناطق واسعة من العراق وسورية، بات كثير من السائقين يتخوفون من أن يصابوا بالأذى، فيما توقف كثيرون بسبب تجنب التجار إرسال البضائع إلى هناك.
وبحسب تقديرات نقابة أصحاب السيارات الشاحنة، فإنّ عدد الشاحنات التي تذهب للعراق انخفض من حوالي 500 شاحنة كانت تذهب بشكل يومي للعراق ليصل الآن الى حوالي 15 شاحنة يوميا.
وأشارت النقابة إلى أنّ 4500 شاحنة كانت تعمل بشكل فاعل على خط العراق، إلا أنها حاليا متوقفة وعاد هذا العدد من الشاحنات ليعمل معظمه على النقل الداخلي.
السائق منذر أحمد “أبو ناصر” توقف عن النقل للعراق منذ حزيران(يونيو) الماضي.
أبو ناصر توقف عن الذهاب بعد أن لمس من “داعش” بأنه “غير مرحب بالسائق الأردني”، خصوصا أنّ السائق العراقي أصبحت له أولوية في المرور علىالسائقين الأردنيين، وبات نقل البضائع يأخذ فترة أطول بسبب “تأخير الأردنيين”.
حدود الدولة الإسلامية تبدأ من منطقة “الرطبة”، بحسب أبو ناصر؛ حيث يتم دفع مبلغ يحدد “بحسب الحمولة” لكنّه آخر مرة دفع 300 دولار بدل جمارك للدولة الإسلامية.
وكان أبو ناصر ينقل عادة بضائع ومواد مختلفة من مواد أولية وأجهزة كهربائية وحلويات وغيرها، وكان يقوم برحلتين شهريا بالمعدل، لكنه اليوم بات يبحث عن بدائل أخرى من ضمنها النقل الداخلي بعد أن اتخذ قرارا بالتوقف عن النقل للعراق خوفا من أن يصاب بأذى.
وطالب أبو ناصر بأن يتم تفعيل منطقة التحميل والتنزيل التي كانت معتمدة قبل سنوات، حتى يتم إيجاد حلول للسائقين.
غير أن سائق كنيته “أبو راشد”؛ طلب عدم ذكر اسمه تخوفا من “داعش”؛ أشار إلى أنه ليس هناك ما يمنعه من الذهاب الى العراق، لكنّ المشكلة في عدم وجود بضائع كالسابق تصدّر للعراق؛ حيث إنّ “التجار حولوا وجهاتهم لتصدير بضائعهم”. وقال أبو راشد إن تنظيم “داعش” لا يؤذي المواطنين العاديين، وأشار الى أن تعاملهم خلال الفترة الماضية كان “جيدا جدا”.
ويروي أبو راشد أنه في رحلته الأخيرة “التي كانت في رمضان” أوقفه أحد الأشخاص التابعين للتنظيم وسأله عن وجهته فأجابه وطلب منه دفع 300 دولار بدل الحمولة التي يحملها والتي كانت زيت زيتون.
وأضاف أنّه عندما عرف الشاب بأنه صائم وأنه من الطائفة السنية، قال له “إفطارك اليوم على حساب الدولة الاسلامية” وهكذا كان؛ إذ أعطاه 30 ألف دينار عراقي؛ أي حوالي 18 دينارا أردنيا بدل إفطار”.
سائق آخر؛ رفض كشف هويته؛ أكد أنه توقف عن النقل للعراق بسبب عدم وجود بضائع تنقل أصلا؛ حيث إن معظم التجار باتوا ينقلون بضائعهم الى تركيا وإيران والبصرة.
وأشار السائق إلى أنه بعد أن كان يقوم بـ4 إلى 5 رحلات شهريا للعراق، لم يعد يذهب إلى هناك. وذكر السائق؛ الذي لا يمانع الذهاب للعراق لعدم وجود بديل أفضل لديه؛ أنّ هناك تعقيدات أخرى بالنسبة للذهاب إلى السعودية في ما يخص التأشيرات، ما يجعل البديل هو العراق وإن كان أصعب وأخطر.
وذكر السائق أنه يدفع لـ”داعش” حسب الحمولة، في ما أنّ حدود الدولة الإسلامية تبدأ بعد 130 كيلومترا من الحدود الأردنية في منطقة “الرطبة”.
نقيب أصحاب السيارات الشاحنة محمد الداوود، أكد أنّ النقل للعراق شبه متوقف حاليا؛ إذ كان في الفترة الأخيرة نشيطا، ويقدر عدد الشاحنات التي تعمل على خط العراق بين 400 و500 شاحنة يوميا.
لكنّ هذا الرقم انخفض قبل أشهر ليصل الى حوالي 30 الى 50 شاحنة يوميا، في ما حاليا لا يزيد عدد الشاحنات التي تذهب للعراق على 10 الى 15 شاحنة يوميا، ومعظم هذه الشاحنات تكون بشكل “فردي” بهدف الحصول على أجور عالية.
وحذّر الداوود السائقين من الذهاب والمخاطرة بالأرواح والأموال؛ مشيرا الى أنّ هناك خطورة في الطرق والمناطق المؤدية الى بغداد والأنبار والموصل.
ودعا الداوود الى عدم المخاطرة خوفا من الوقوع في أيدي “الجماعات الارهابية” و”مسلحين” خشية على الأرواح والأموال؛ إذ إنّ الشاحنات تقدر بآلاف الدنانير أو خوفا من الوقوع في الأسر وبالتالي دخوله كجزء من المساومة.
وأضاف الداوود “انّ 4500 شاحنة كانت تنقل للعراق لكنها تحولت للنقل الداخلي”.
وأشار إلى أن الأسعار تبقى داخليا ضمن الكلف التشغيلية، خصوصا في ظل العرض الكبير للشاحنات مع الطلب المنخفض خصوصا في “نمط الحاويات”.
وأشار الداوود الى أنّ منطقة التحميل والتنزيل موجودة وعاملة وهي مفعلة أصلا.
ويقدر عدد الشاحنات الأردنية العاملة على أشكال النقل كافة بحوالي 16 ألف شاحنة.