سهرة كشفت اسرار …صفقة «أبو قتادة» كلفت بريطانيا 150 مليون دولار دفعتها للأردن
حصاد نيوز -سهرة طويلة حضرتها «القدس العربي» جمعت قيادات ورموز التيار السلفي الجهادي في الأردن مع الداعية والمفكر الإسلامي عمر محمود عثمان الشهير بـ»أبو قتادة»، بعد يوم واحد من الافراج عنه من السجن وقرار براءته من تهمة التخطيط لتنفيذ هجمات ارهابية.
وحضر السهرة، التي امتدت لثلاث ساعات في مكان اقامة أبو قتادة بالعاصمة عمان، كل من منظر التيار السلفي الجهادي الشيخ أبو محمد المقدسي والقيادي في التيار أبو سياف ووكيل التنظيمات الاسلامية موسى العبداللات وعدد من أعضاء التيار، بالاضافة إلى أهالي وأصدقاء أبو قتادة الذين جاءوا بقصد التهنئة بمغادرته للسجن.
وفي البداية رفض أبو قتادة الاجابة عن سؤال «القدس العربي» حول موقفه من التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية، لافتا إلى انه لن يتحدث بأي تصريح في هذه المرحلة.وبعد أن تناولنا أطراف الحديث معه، تحدث أبو قتادة عن قضيته من الجانب القانوني، والفرق ما بين المعاملة التي لمسها داخل السجون البريطانية والسجون الأردنية.
وقال «فوجئت لحظة دخولي إلى السجن الأردني من أن رجال الأمن لم يسلموني الملف الخاص بقضيتي، وأن المساجين ليس لديهم الملفات الخاصة بقضاياهم ولا يستطيعون رؤيته، حتى انني قمت بالاعتراض على ذلك، فقد كنت في بريطانيا احتفظ بملفي الخاص داخل السجن بل وكان رجال الأمن هناك يوفرون للسجين جهاز كمبيوتر يستخدمه خلال فترة معينة كل يوم لقراءة الأخبار ومتابعة المحامي ومعرفة تفاصيل القضية».
وضحك أبو قتادة عندما تذكر أن رجال الأمن في بريطانيا لا يتحدثون أبدا خلال نقله من مكان إلى آخر، مبينا انهم يعرفون طريقهم ولا يتحدث أحدهم مع الآخر ولا حتى من خلال الهاتف فكل شيء مخطط له مسبقا.
أما في الأردن عندما يتم نقله من مكان إلى آخر يركب بجانبه شخصان عن اليمين وعن الشمال بالإضافة إلى شخص بجانب السائق والكل في هذه المرحلة يكون «خبير قيادة»، فالكل يدلي برأيه حول أي طريق يسلكون وكيف.
وقضى أبو قتادة معظم وقته داخل السجن في الأردن بتعليم السجناء الشباب بتعاليم الدين الاسلامي الحنيف- حسب ما أوضح للحضور- مبينا انه وجد نموذجا رائعا في رفقته داخل السجن والتي وصفها بـ(الانسانية).
وكيل التنظيمات الاسلامية موسى العبداللات أكد من جانبه لـ»القدس العربي» أن الحكومة البريطانية سلمت أبو قتادة للأردن بموجب «صفقة» دفعت خلالها 150 مليون دولار أمريكي للحكومة الأردنية بعد أن أصبح الرجل يمثل عبئا كبيرا على حكومة بريطانيا.
وأبو قتادة شخصية ذكية وحادة جدا ومرجع يقتدى به في التيار السلفي الجهادي، كما ان لديه الكثير ليقوله بعد خروجه من السجن، فيما كان الصمت أبلغ من الكلام في هذه المرحلة كما يلمح.
في الأثناء أكد أبو قتادة أن صحيفة «القدس العربي» هي أقرب صديق له داخل السجن في بريطانيا، وعندما كان يتحدث أبو قتادة أثناء السهرة كان جميع الحضور منصتا ولا يجرؤ أحد على الحديث في مقابله.
حلويات بمعية المقدسي
حضر القيادي في التيار السلفي أبو سياف متأخرا للتهنئة، وذلك بسبب المسافة الطويلة التي قطعها للوصول إلى منزل أبو قتادة قادما من محافظة معان (جنوبي البلاد). وتم توزيع الحلوى والمشروبات الغازية بالإضافة إلى القهوة المرة «السادة» احتفالا بخروج أبو قتادة.
من خلال تداعيات النقاش في السهرة «السلفية» يمكن الاستنتاج بتطور موقف منظر التيار السلفي الجهادي في الأردن أبو محمد المقدسي تجاه الدولة الاسلامية وباقي الفصائل المسلحة بعد أن استغلت وسائل الاعلام الغربية وجهة نظره ورسائله الحادة ضد التنظيم في بدايات ظهوره في العراق والشام.
وصادف وجود المقدسي عند الداعية والمفكر الإسلامي «أبو قتادة» بقصد التهنئة بمغادرته للسجن، بوجود «القدس العربي».وأوضح المقدسي انه تم اعتقاله في صباح هذا اليوم من قبل الأجهزة الأمنية لعدة ساعات وذلك للتحقيق معه بخصوص رسالة خاصة نشرها قبل أيام طالب فيها بتبادل الأسرى بين «تنظيم الدولة الاسلامية» و»جبهة النصرة» في سوريا، داعيا إلى توحيد الصفوف في ساحات الجهاد لمواجهة قوات الحلف الدولية التي وصفها بـ»الدول المرتدة».
وفي رسالته الأخيرة التي اطلعت عليها «القدس العربي» والتي نشرها موقعه الالكتروني الخاص «منبر التوحيد والجهاد» تحت عنوان «اللهم انصر المجاهدين وأنج المسلمين المستضعفين واهزم الصليبيين والمرتدين»، قال المقدسي «فقد بدأت الحرب الصليبية على الإسلام والمسلمين في سوريا والعراق بمشايعة من المرتدين، وذلك بعد طول عمل استخباراتي جرى وسط ارتخاء أمني وسط شرائح المجاهدين، جرهم إلى استعمال وسائل التواصل بمختلف أنواعها، بعد أن كان إخوانهم من قبل في منأى عن استخدامها، ولذلك فنحن نتخوف على كثير من إخواننا المجاهدين وعلى قياداتهم، وندعو الله أن يحفظهم ويكلأهم برعايته، ونوصيهم بالصبر والثبات فله حِكَم فيما يجري، قد ندرك بعضها وقد لا ندرك البعض، ما نظنه من الحكم، تنقية الصفوف من أهل النفاق وغيرهم، وإظهار المتحيز لله ولرسوله ولعموم المؤمنين وتمييزه من المتحيز للصليبيين والطواغيت «.
وأوضح المقدسي أن «ذلك زيادة في تكشف وتعري الطواغيت وأنظمتهم وجيوشهم المرتدة، مما يصب في رصيد الوعي الإسلامي العام، الذي هو أحد مستلزمات التغيير».وفضل المقدسي عدم الاجابة على تساؤلات «القدس العربي»، مبينا أنه لن يقدم أي تصريح في هذه المرحلة التي وصفها بـ»الدقيقة والحساسة».