الافراج عن “ابو قتادة” رسالة موقتة تماما للتيار السلفي بعد قصف الأردن لـ”داعش”

39

86432_1_1411628553

حصاد نيوز – مسألتان لا يمكن إغفالهما عند التحليل السياسي فيما يتعلق بالمشاركة الأردنية العسكرية العلنية في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيمات «داعش».

الأولى مسارعة قيادات بارزة في التيار الجهادي السلفي الأردني لإعلان «البراءة» من مشاركة بلادهم في النطاق العملياتي وتوصيف ما يجري على أنه «حرب صليبية» على الإسلام والمسلمين.

والثانية مسارعة السلطات الأردنية وفي توقيت مغرض وهادف قد لا يحقق أهدافه لمغازلة الجهاديين المقربين من «جبهة النصرة» تحديدا عبر الإفراج عن الشيخ «أبو قتادة» وإعلان قرار قضائي ببراءته من الإتهامات التي سلم لعمان على أساسها على أمل أن يمايز الشارع السلفي الجهادي المحلي ما بين نفسه وتنظيم «داعش».

في الحسابات السياسية لم يستتر الأردن وشارك في العمليات العسكرية مباشرة وبصورة علنية وضمن إستراتيجية تسعى لوقف اي إحتمال لعبور التشدد أو «الإرهاب» على رأي الناطق الرسمي الدكتور محمد المومني عبر الحدود.

وفي الحسابات العملية الأمنية لم تقدم السلطات الأردنية على خطوتها العلنية بدون غطاء برلماني أو نخبوي على المستوى السياسي وبدون إجراءات إحترازية إستهدفت على مدار شهرين من يتعاطف مع «داعش» والمتواصلين معها عبر المنابر الجهادية الإلكترونية في الوقت الذي إنشغلت فيه المؤسسة الحكومية بحملة شعبية وثقافية تحت عنوان مكافحة التطرف والتشدد.

لا توجد حتى اللحظة خريطة توضح طبيعة الثمن الذي حصل عليه الأردن إستراتيجيا وإقليميا ومع غياب التفاصيل في هذا السياق تتعاظم التحذيرات من كلفة المجازفة في الإشتباك العملياتي مع تنظيمات الدولة الإسلامية التي يحاجج بعض المحللين والنشطاء بأن لديها «حاضنة إجتماعية» في بلد كالأردن.

على مسار المستجد الأول تصدر قياديان في التيار السلفي الأردني هما الأبرز محليا وخصوصا في مجال مناصرة «جبهة النصرة» المتخاصمة مع «داعش» دعوات وحراك التبرؤ من التحالف «الصليبي» والمشاركة الأردنية في عمليات التحالف داخل الأراضي السورية والعراقية.

الأول هو المنظر الأبرز للتيار الجهادي عصام البرقاوي الشهير بأبو محمد المقدسي الذي تبرأ علنا رغم ملاحظاته على «داعش»- من الحملة الصليبية ومن يناصرها داعيا أنصار العمل الجهادي للتوحد ونبذ الخلافات منتقدا المجازفة التي يقدم عليها النظام الأردني.

المقدسي كان قد لوح أمام «القدس العربي» في وقت سابق بأنه سيقف إلى جانب الأخوة في «داعش» إذا ما إستهدفتهم حملة صليبية، مشيرا الى أنه «يختلف معها ويلاحظ عليها» لكنه لن يسكت عندما يتعلق الأمر بحملات أمريكية وصليبية. أمام أنصاره والجمهور السلفي وضع المقدسي في بيان مفصح نفسه في الإطار الأبعد عن تبعات الحملة الجديدة دون إعلان الولاء ل «داعش» أو مبايعة مجلسها وخليفتها أو الإدلاء بتعليقات إستفزازية يمكن أن تؤدي لتجديد إعتقاله في عمان. على الطريق نفسه سار الشيخ أبو سياف أحمد الشلبي في إظهار نفس المسافة من التباين مما يدلل على ان أشد المراجع السلفية المحلية المناصرة ل «جبهة النصرة» تباين نفسها وتبتعد عن مسارات التأزيم العسكري والعملياتي في سوريا والعراق.

مواقف السلفيين الأردنيين عند هذا الحد يمكن التعاطي معها أو إحتوائها ما دامت عملية البراءة من التحالف لم تصل لحد إعلان الولاء ل «داعش» أو مبايعتها حسب مصدر مطلع ومسؤول.

وهو خيار سعت السلطات لتعزيزه في سيناريو التوقيت الخاص بالإفراج عن الشيخ «محمد أبو قتادة» المنظر السلفي الشهير الذي سلمته بريطانيا للأردن في عملية مشهورة ومثيرة للجدل.

موقف «أبو قتادة» في الإتجاه المضاد ل «داعش» داخل السجن الأردني كان أشد من موقف المقدسي وأبو سياف وأكثر وضوحا فقد وصفها الرجل في آخر بياناته من داخل السجن بأنها «فقاعة هواء» وهو تعبير لم يعجب المقدسي في الواقع وإعتبره ينطوي على مبالغة.

بوضوح شديد أفرجت السلطات عن «أبو قتادة» بعد أقل من 48 ساعة على مشاركة الطائرات الأردنية في قصف مواقع ل «داعش» وهي رسالة موقتة تماما على خيار سياسي قوامه رسالة لأنصار التيار السلفي المعتدل قياسا ب «داعش» في الحسابات الأردنية وقوام هذه الرسالة يشير الى أن المشاركة في الحملة على «داعش» لا تشمل إستهداف أو إعتقال السلفيين الجهاديين في الأردن خصوصا من ناقدي «داعش» والرافضين لمبايعة خليفتها. –

بسام البدارين

قد يعجبك ايضا