«داعش» والأردن: تشكيك بجدية الإستراتيجية الأمريكية وتحذير «إخواني» من التورط في التحالف وإنقسام نخبوي في الآراء
حصاد نيوز -تعايش الأردن مع قرار صعب بعد الإعلان عن قيام تحالف دولي تشكله أربعون دولة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، حيث تعرضت الدولة الأردنية لضغوط خارجية وحسم الأمر فيما يبدو بعد سجال ونقاش ساخن بإتجاه الموافقة رسميا على الإنضمام لعضوية التحالف.
بدأ النقاش محليا عندما تبنى عدد من أعضاء مجلس النواب مذكرة نيابية ترفض إنضمام الأردن للتحالف الدولي ضد «داعش»، وتبع ذلك انقسام في الموقف بين أعضاء البرلمان الأردني الى نصفين واحد يؤيد إنضمامه والآخر يرى فيه مجازفة ومعركة تجر الأردن الى نهايات غير محسوبة.
النائب في البرلمان الأردني خليل عطية أكد انه لا توجد مصلحة للأردن في الإنضمام للتحالف الدولي ضد «داعش» مبينا بان ذلك يسمح بالتدخل في شؤون الدول الأخرى وإتاحة الفرصة لتدخل الأطراف الخارجية في الشؤون الأردنية.
وأشار عطية ان التحالف مبني على أساس مصالح مشتركة ما بين اسرائيل والأكراد لذلك لا توجد مصلحة أردنية في الإشتباك مع تنظيم الدولة الإسلامية خصوصا وان تفاصيل عمليات التحالف ما زالت غامضة، عدا عن ذلك تلبية مطالب المهمشين والذين تم إقصاؤهم في دولتي العراق وسوريا من قبل الدولة الإسلامية.
النائب جميل النمري عارض عطية مؤكدا انه مع مشاركة الأردن في التحالف الدولي باعتباره جزءا من ائتلاف العمل ضد «داعش».
وبدوره إنتقد عطية موقف النمري قائلا إنه كان ينوي الرد عليه، إلا أنه اكتفى برد رئيس الحكومة الدكتور عبدالله النسور على المذكرة النيابية التي طالبت بعدم تدخل الأردن وخوض حرب عن الآخرين على تنظيم الدولة الإسلامية.
النسور رد على المذكرة البرلمانية التي تبناها عدد من النواب في البرلمان الأردني «بأن الأردن لا يتدخل بشؤون الآخرين، ولن يخوض حربا مع الآخرين».
وأكد رئيس الوزراء عبدالله النسور بحضور «القدس العربي» «أن الأردن لا يستطيع إغماض عينيه عما يجري في المنطقة، كما أن الأردن يعاني من خطر الإرهاب».
وعن دور الأردن المحتمل في مواجهة تنظيم الدولة «»داعش»» قال «لو أراد أن يكون عضواً في التحالف لكان على غرار موقف تركيا، لكن الأردن ليس جزءا من أحلاف، سياسته حيادية».
وعبر عن قلقه قائلا «نحن قلقون من الوضع في الشرق الأوسط والإقليم، ومن كل الذي يجري، الذي يجري في سوريا ،العراق، اليمن ، ليبيا، وما يجري في فلسطين، كل القلق طبعا، نحن قلقون».
وعن اتخاذ أي استعدادات جديدة لمواجهة تحديات المنطقة أكد النسور: مستعدون لعدم التدخل في شؤون الغير، ولا نخوض حروب الآخرين، ندافع عن بلدنا واستعدادنا قوي بإذن الله سبحانه وتعالى، أجهزتنا الأمنية والعسكرية على أتم الاستعداد».
النائب عطية الرمز الأبرز الذي يحذر من الإنضمام للتحالف وعليه إقترح على زميله النمري ما يلي :»إذا أراد الزميل جميل ومن يؤيده أن يقاتل؛ فليذهبوا للقتال ويتركوا البلد بأمان بدلا من التنظير والحسابات غير المحسوبة، التي لا أريد ذكرها».
النمري تحدث عن استخدام النسور اللغة الدفاعية في رده معتبرا الأول، تنظيم «داعش» هو مشكلة وخطر إقليمي يعني الجميع بمن فيهم الأردن، مشيرا الى ان تصريحات وزير الخارجية الأردني ناصر جودة ووزير الإعلام الأردني محمد المومني واضحة وتؤكد على ان الأردن لم ينضم رسميا للتحالف الدولي لكنه مشترك في التحالف ضد «داعش» ومنخرط مع الأطراف المعنية لمواجهة «داعش» ولم يعلن عن الإنضمام رسميا.
وأضاف ان تنظيم «داعش» مشغول بالحرب والتوسع في الميدان معتقدا عدم قدرته على الدخول العسكري والتوسع باتجاه الأردن.
وفيما يخص تأثير إنضمام الأردن للتحالف الدولي ضد «داعش» على الساحة الأردنية، أكد النمري وجود تأثير سياسي محدود بسبب عدم رغبة بعض الدول الأخرى بان يكون الأردن شريكا في العمل مع التحالف، بالرغم من ان موقف الرأي العام مؤيد لانضمام الأردن للتحالف ضد «داعش»، ويعتقد الجميع بان خطره يمتد الى مختلف الأقطار.
الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي محمد الزيود يرفض إنضمام الأردن للحلف الدولي ضد «داعش» قائلا «نحن نرفض أي تدخل أجنبي في أي أرض عربية وندين هذه التدخلات» معتبرا ان الإرهاب الذي يتحدثون عنه هو استعمار أمريكي جديد مضيفا «اننا في الأردن لسنا جزءا من أي تحالف دولي ولا نسمح بان تكون الأراضي الأردنية منطلق نشاط لأي جهة، والجيش الأردني غير معني بهذه الأمور لانه وفقا للدستور من صلاحياته الدفاع عن أرض الوطن».
وفيما يتعلق بالارهاب، أشار الى أنه صناعة أجنبية وسببه التضييق الذي تمارسه الأنظمة العربية وكبت الحريات والعنف الرسمي المؤسسي هو الذي أوجد بيئة متطرفة خصبة ساهمت في نمو مثل هذه الأفكار.
وأدان الزيود عمليات القتل التي تقوم بها الدولة الإسلامية في العراق والشام مبينا بانه «ضد قتل المدنيين والإرهاب الذي يمارس على الأفراد» محملا الأنظمة العربية المسؤولية في إيجاد هذه البيئة المتطرفة.
المحلل السياسي الدكتور عامر سبايلة يعتقد ان الأردن جزء أساسي من أي تحالف أمريكي بسبب العلاقات الاستراتيجية الأردنية الأمريكية، كذلك ينطبق الأمر على حلف شمال الاطلسي، أما بخصوص «داعش» فموقع الأردن الجغرافي فعليا يجعله جزءا من أي تحالف يرتبط بأخطار التوسع الارهابي المقبل من سوريا والعراق.
أما بالنسبة للتخبط فهناك فعلا تخبط أمريكي واضح ينعكس أيضا على حلفاء أمريكا، ليست هناك استراتيجية أمريكية حقيقية لمواجهة «داعش»، بل هناك محاولة لإستثمار الوضع الحالي لتحقيق أهداف سياسية فشلت أمريكا في تحقيقها على مدار السنوات الماضية خصوصا في سوريا.
وأكد أنه في حال لم تتضح الرؤية لهذا التحالف لا بد ان يأخذ الأردن بعين الإعتبار خطورة استخدام هذا التحالف لتصفية حسابات سياسية حتى لا يقع في خطر دفع ثمن تداعيات هذه التصفيات و التجاذب.
وبين أن التحالف نفسه غير واضح ما يفسر قلق البعض في الأردن من غياب استراتيجية حقيقية لمكافحة الإرهاب لدى إدارة أوباما وخطورة الخطوات المقبلة التي تنوي الإدارة القيام بها إهمها الانتقائية في موضوع مكافحة الإرهاب وتداعيات التدخلات العسكرية.
أما النائب النمري أكد من الواضح أن دور الأردن تجاه التحالف الدولي ضد «داعش» سيكون إستخباراتيا لوجستيا.
إسلام أبو زهري