حصادنيوز – عمان –إعداد وكتابة أيمن الراشد – يرى خبراء اقتصاديون أن الجولة الآسيوية التي يقوم بها جلالة الملك عبدالله الثاني، خصوصاً إلى باكستان وإندونيسيا، تشكّل محطة محورية في مسار انفتاح الأردن على أسواق واعدة، وتوسيع شبكات التعاون التجاري والاستثماري مع دول تمتلك قوى صناعية وسكانية كبرى.
وتأتي هذه الجولة في مرحلة تشهد تحولات اقتصادية عالمية عميقة، وإعادة توزيع لمراكز القوة، الأمر الذي يمنح الأردن فرصة استراتيجية لإعادة تموضعه اقتصادياً، وبناء تحالفات جديدة قائمة على التكنولوجيا والاستثمار النوعي والقطاعات الصناعية المتقدمة.
وأكد خبراء، في تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن الجولة الملكية تمثل نقلة حقيقية في السياسة الاقتصادية الأردنية، وتفتح المجال أمام القطاع الخاص للوصول إلى أسواق غير تقليدية، وتعزيز دور الأردن كبوابة محورية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة آفاق الدولية، الدكتور خلدون نصير، إن زيارة جلالة الملك إلى إندونيسيا وباكستان تعد خطوة استراتيجية لإعادة وضع الأردن على الخارطة الاقتصادية العالمية، لافتاً إلى أن هذه الأسواق، التي يتجاوز تعداد سكانها 380 مليون نسمة، توفر فرصاً واسعة للصناعات الأردنية التنافسية، خصوصاً في الأدوية والكيميائيات والغذاء والملابس.
وأشار نصير إلى أن تعزيز الربط الاقتصادي المباشر مع هذه الدول يسهم في تخفيف العقبات أمام التصدير، ويتيح بناء شراكات عملية جديدة، مؤكداً أن موقع الأردن السياسي والجغرافي يؤهله ليكون مركزاً للوصول إلى الأسواق الإقليمية، ومنصة جذابة للمستثمرين الآسيويين.
من جهته، أكد نائب رئيس غرفة صناعة عمان، تميم القصراوي، أن الجولة الملكية تعكس توجهاً استراتيجياً لبناء تحالفات اقتصادية مع دول تمتلك ثقلاً صناعياً كبيراً، مشيراً إلى أن مشاركة وفد اقتصادي رفيع المستوى دليل على جدية الأردن في فتح أسواق جديدة بعيداً عن الاعتماد على الأسواق التقليدية.
وأضاف القصراوي أن إنشاء صناديق استثمار مشتركة مع الجانب الإندونيسي يمثّل خطوة نوعية، وأن الأردن قادر على مواءمة منتجاته مع احتياجات تلك الأسواق خلال فترة زمنية قصيرة.
وفي الجانب التقني، أوضح رئيس قسم علم الحاسوب في الجامعة الأردنية، الدكتور محمد العتوم، أن التعاون مع الدول الآسيوية المتقدمة في الأمن السيبراني يشكّل قيمة استراتيجية عالية، نظراً لتقدم تلك الدول في الابتكار الرقمي والتشريعات السيبرانية. وأكد أن هذا التعاون يعزز قدرات الأردن في الذكاء الاصطناعي، وأمن إنترنت الأشياء، والحوسبة السحابية، إضافة إلى بناء قدرات بشرية متخصصة عبر شراكات أكاديمية مع جامعات آسيوية رائدة.
من جهته، أكد خبير الطاقة هاشم عقل أن الجولة الملكية سلطت الضوء على توجه الأردن الجديد نحو التعاون مع الدول الآسيوية في الطاقة والتعدين، مشيراً إلى أن المملكة أصبحت بيئة جاذبة للشركات التي تبحث عن مشروعات نوعية في الطاقة المتجددة والهيدروجين والمعادن.
وأشار إلى ضرورة الإسراع في إطلاق نافذة استثمار مشتركة مع اليابان والدول الآسيوية، والتركيز على مشاريع ذات قيمة مضافة في سلاسل الإنتاج والمعالجة.
كما أكد الخبير الاقتصادي منير ديه أن زيارة جلالة الملك إلى سنغافورة تحمل بعداً اقتصادياً مهماً، خاصة في ظل تواضع حجم التبادل التجاري الحالي مقارنة بالإمكانات المتاحة، موضحاً أن هناك فرصاً كبيرة للتعاون في مجالات السياحة والاتصالات والطاقة والمياه والاقتصاد الرقمي.
وأشار ديه إلى أن الجولة الملكية تأتي في وقت يحتاج فيه الاقتصاد الأردني إلى فتح أسواق جديدة وتعزيز حضوره على خريطة الاستثمار العالمية، مؤكداً أنها تمهد لشراكات استراتيجية مع دول آسيوية كبرى.