مصر: الحرب على “داعش” يجب ان تشمل “الاخوان” وجماعات اخرى

154

News-1-110780

حصاد نيوز -قالت الرئاسة المصرية في بيان أمس السبت إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أبلغ وزير الخارجية الأمريكي الزائر جون كيري إن أي تحالف عالمي ضد الارهاب يجب ألا يحارب تنظيم الدولة الإسلامية فقط وإنما الجماعات الخرى أيضا.

وقال مسؤولو أمن مصريون إن تنظيم الدولة الإسلامية أقام اتصالات مع جماعة أنصار بيت المقدس وهي أخطر الجماعات المتشددة في مصر والتي قتلت مئات من رجال الأمن منذ أن أطاح الجيش بالرئيس محمد مرسي العام الماضي بعد إحتجاجات شعبية ضده.

وسترحب مصر بالتأكيد بالقيام بعمل ضد جماعة أنصار بيت المقدس بالاضافة إلى جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي.

وقالت الرئاسة في بيان إن السيسي أوضح إن أي إئتلاف دولي لمكافحة الإرهاب لابد وأن يكون شاملا ولا يستهدف فقط تنظيم معين أو القضاء على بؤرة إرهابية معينة.

وبدلا من ذلك لابد من توسيع الائتلاف ليشمل مكافحة الارهاب حيثما وجد في منطقتي الشرق الأوسط وافريقيا.

وأبدى السيسي أيضا قلقه خلال محادثاته مع كيري بشأن المقاتلين الأجانب في تنظيم الدولة الإسلامية والخطر الذي يشكلونه على بلدانهم بسبب جوازات السفر الغربية التي تمكنهم من اجتياز المطارات دون اكتشافهم.

وقال البيان إن السيسي حذر من تبعات تورط متشددين أجانب في الصراعات الدائرة في المنطقة.

وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قد قال في مؤتمر صحفي مع كيري في وقت سابق إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا يقيم علاقات مع جماعات متطرفة أخرى في المنطقة.

وقال شكري الذي أيد دعوة واشنطن للقيام بعمل دولي لمواجهة هذا الخطر إن الجماعات المتشددة في المنطقة تشترك في نفس الفكر ويتعين التعامل معها على أساس ذلك.

ويتناقض دعم مصر العلني للحملة الأمريكية ضد تنظيم الدولة الإسلامية مع رد متأرجح في أماكن اخرى بالمنطقة ويظهر إلى أى مدى وصلت القاهرة في استعادة مكانتها كأحد شركاء أمريكا الرئيسيين في العالم العربي .

وقال شكرى نحن ندعم كل الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب ونعمل على دعم هذه الجهود واتخاذ الإجراءات التى تؤدي إلى القضاء على الظاهرة بشكل كامل سواء كانت في العراق أو ليبيا أو في أي مكان من أرجاء العالم العربى.

وتعطي دعوة مصر للقيام بعمل دولي دعما مطلوبا لمحاولة كيري حشد دعم دولي لخطة الرئيس باراك أوباما لشن هجمات على جانب الحدود السورية العراقية وهزيمة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

وحصل كيري يوم الخميس على الدعم لحملة عسكرية منسقة ضد الدولة الإسلامية من عشر دول عربية هي مصر والعراق والأردن ولبنان ودول مجلس التعاون الخليجي الست وهي السعودية والكويت والإمارات والبحرين وقطر وسلطنة عمان.

لكن ليس من الواضح الدور الذي ستقوم به كل دولة. ولم يعلن أحد يذكر الالتزام بعمل عسكري أو خطوات خرى ولاسيما في سوريا حيث تحتدم حرب أهلية منذ ثلاث سنوات. وكان رد أوروبا متأرجحا.

ولكن تنظيم الدولة الإسلامية أثار غضبا جديدا أمس السبت ببث شريط مصور يزعم أنه يعرض قطع رأس موظف الإغاثة البريطاني ديفيد هاينز. ووصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ذلك بأنها جريمة قتل خسيسة ومروعة لموظف إغاثة بريء. وتوعد بجعل القتلة يمثلون أمام العدالة.

ويخشى مسؤولو الأمن المصريون من أن تكون بلادهم تواجه تهديدا من متشددين مصريين متمركزين عبر الحدود في ليبيا ومن جماعة أنصار بيت المقدس المتمركزة في سيناء.ويرتبط المتشددون المصريون في ليبيا وسيناء بالدولة الإسلامية أو يستلهمون أفكارها.

وقال شكري إننا نرصد العلاقة بين التنظيمات الإرهابية… في النهاية هذا فكر. من الناحية الأيديولوجية هو فكر مرتبط على مختلف الصور… إنها (أيديولوجية) تعبر حدود الدولة وتعمل على دحر فكرة الكيان القومي في الأوطان (التي تنشط فيها) والعمل على إزالة هذه الدول من أجل أن يسود هذا الفكر المتطرف الإقصائي.

وتريد الولايات المتحدة أن تستخدم مصر الأزهر من أجل نشر الوسطية عبر الشرق الاوسط لمواجهة الايدلوجية المتطرفة لتنظيم الدولة الإسلامية.

وأشار كيري خلال المؤتمر الصحفي إلى مصر باعتبارها عاصمة فكرية وثقافية للعالم الإسلامي مصر لها دور حاسم تلعبه عندما تستنكر علنا الفكر الذي ينشره تنظيم الدولة الإسلامية.

وجاءت رسالة كيري بعد يومين من حثه دول الخليج العربية على أن توقف التمويل لتنظيم الدولة الإسلامية بما في ذلك المال الذي يقدمه أفراد في دول مثل قطر والكويت اللتين تقول الولايات المتحدة إن الرقابة على تحويل الأموال منهما للمتشددين ضعيفة.

ودعت الولايات المتحدة كل الدول إلى العمل مع علماء الدين فيها لنقل رسالة تقول إن أفكار الدولة الإسلامية تتنافى والإسلام كما دعاها لاستخدام نفوذها على محطات التلفزيون فيها من أجل إذاعة برامج مناوئة للأفكار المتطرفة.

وتأخذ خطط أوباما لمحاربة الدولة الإسلامية في كل من العراق وسوريا في ان واحد الولايات المتحدة مباشرة إلى خضم حربين مختلفتين ولكل دولة تقريبا مصلحة فيهما في الوقت الذي تغيرت فيه التحالفات وهيمن عليها الصراع الممتد منذ 1300 عام بين السنة والشيعة.

ويضم تنظيم الدولة الإسلامية متشددين سنة يقاتلون حكومة يقودها الشيعة في العراق وحكومة في سوريا يهيمن عليها أعضاء إحدى فرق المذهب الشيعي.

وفي سوريا ساندت تركيا المعارضين السنة الذين يقاتلون الرئيس بشار الأسد. ورغم أن صعود تنظيم الدولة الإسلامية يقلق تركيا فإنها تخشى أن يؤدي أي عمل عسكري ضد هذا التنظيم إلى إضعاف أعداء الأسد كما أنها تشعر بقلق من تقوية الأكراد في العراق وسوريا .

وقال وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل لرويتز إن بعض الدول العربية اقترحت في محادثات جدة يوم الخميس توسيع نطاق الحملة على الدولة الإسلامية لتشمل محاربة جماعات إسلامية أخرى وهي خطوة يمكن أن تعارضها تركيا أيضا.

وسترحب مصر بأي تحرك يزيد من عزلة جماعة الإخوان المسلمين التي نحاها الجيش المصري عن السلطة العام الماضي.

وسيحضر كيري يوم الإثنين مؤتمرا في باريس يجمع بين السلطات العراقية ومابين 15 و20 طرفا دوليا. وتأتي هذه المحادثات قبل إجتماع على المستوى الوزاري في مجلس الأمن الدولي في 19 سبتمبر أيلول وقبل اجتماع رؤساء الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت لاحق من الشهر الجاري. رويترز

قد يعجبك ايضا