أمي والتلفزيون الاردني ..

13٬676
حصادنيوز – المحامي بشير المومني – دعوني أعرفكم على والدتي ( الحاجة أم تميم ) هذه الإنسانة العظيمة التي تجاوزت الخامسة والثمانين وأشعر في حضرتها بأنني لا زلت كالطفل تماماً .. حتى في المعرفة .. في كل جلسة هنالك ما تفيض به علي مما لديها وفي كل لحظة أحاول أن استقي منها بالغ الحكمة واتأمل في هذا الجيل العظيم الذي بنى حياته على فلسفة الرضى والوفاء فبنى الدولة ..
أمي يا سادة ( الحاجة أم تميم ) جالت بها الحياة وجالت بها وما من موقف او حدث او أمر او حالة إلا وتحفظ لها في ذاكرتها مثلاً قالته العرب من أمثال الحكمة وما آلت اليه تجارب المجتمع لدرجة أنني أوثق أمثالاً لم اسمعها من قبل ولم اقرأ عنها في كتاب وثق لهويتنا الحضارية .. كثير ما تحدثني عن أحوال الناس كيف كانوا وكيف هم اليوم ولا تزال تؤمن بأن المجتمع الأردني طيب وفيه الخير .. تحب الملك وتدافع عنه بشراسة وتغضب ممن يتحدث ولو بلمز عن الامن العام والمخابرات .. كلما شاهدت أغنية عن الجيش تقول ( عفية النشامى ) ببساطة شديدة أرى فيها كيف تكون أردنياً ..
قبل مدة جلست الى جوارها .. كانت تتابع التلفزيون .. طلبت مني تغيير المحطة ( يمة حط على عمان ) .. نظرت الى الشاشة فوجدتها مثبتة على قناة أردنية فقلت لها ( يمة هذه عمان كمان ) .. قالت لي مقولة أذهلتني وجعلت اعيد التفكير في عمق المشهد الاعلامي وعمق ما طرأ علينا من تغيير وتفكير تجاه مؤسساتنا.. قالت لي ( يمة هذي موش عمان الأم .. حط على عمان الأم ) .. بصمت تناولت ( الريموت ) وقمت بتغيير المحطة الى التلفزيون الأردني ..
التلفزيون الأردني ( عمان الأم ) كم هي عظيمة هذه العبارة غزيرة المعنى عميقة الدلالة قطعية الثبوت ممن أقام الوفاء وفهم معنى المجتمع والدولة ولا يزال لليوم يحكي قصص الاجداد ويروي لنا رواية البناء .. عمان الأم !
البارحة كنت في فعالية اطلاق الدورة البرامجية الجديدة ل ( عمان الأم ) .. باستعراض التاريخ انتج التلفزيون الاردني قيمة وجودية ثابتة وشكل مشهدا في الوعي والوجدان وساهم في صناعة الهوية الوطنية الاردنية .. كنت اتابع بدقة وأسأل عن الفئة العمرية التي يستهدفها البرنامج الفلاني والعلنتاني .. أدقق في الجهد المبذول .. بالرغم من كل ما يقال وصلت الى نتيجة اعتقد انها منصفة .. سأختصرها .. كان ولا يزال وسيبقى التلفزيون الاردني ( عمان الأم ) ..
المحامي بشير المومني

قد يعجبك ايضا