حصادنيوز – تجري المملكة العربية السعودية وسوريا محادثات متقدمة لإنشاء خط سكة حديد يربط بين البلدين مروراً بالأردن، في خطوة قد تمهد لتعاون اقتصادي واسع النطاق بعد سنوات من القطيعة.
وقالت وكالة “رويترز” إن شركات سعودية كبرى تستعد لضخ مليارات الدولارات في مشاريع داخل سوريا، ضمن توجه المملكة لدعم تعافي الاقتصاد السوري عبر الاستثمار، غير أن العقوبات الأميركية وتداعيات الحرب الطويلة ما تزال تمثل أبرز العقبات أمام تدفق رؤوس الأموال.
وأكد عبد الله ماندو، الرئيس التنفيذي لمجلس الأعمال السعودي–السوري، أن شركات سعودية رائدة مثل أكوا باور والاتصالات السعودية (STC) تدرس دخول السوق السورية، في مجالات الطاقة والاتصالات وإعادة تأهيل البنية التحتية، مشيراً إلى أن الخطة تستهدف جذب مليارات الدولارات من الاستثمارات خلال السنوات الخمس المقبلة.
وتأتي هذه التحركات بعد التقارب السياسي بين الرياض ودمشق، ولقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نظيره السوري أحمد الشرع في الرياض، حيث أعلن ترامب نيته رفع العقوبات المفروضة على سوريا.
ومع ذلك، تبقى عقوبات “قيصر” أبرز العقبات القانونية، إذ لا يمكن إلغاؤها إلا بقرار من الكونغرس الأميركي، المتوقع أن يُبتّ فيه قبل نهاية العام الجاري.
وتسعى الرياض إلى جعل انخراطها في سوريا جزءاً من رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز التكامل الإقليمي. ويرى محللون أن عودة الاستثمارات السعودية إلى سوريا تعكس قناعة بأن “ازدهار المملكة مرتبط باستقرار جوارها”.
وقدّر البنك الدولي تكلفة إعادة إعمار سوريا بنحو 216 مليار دولار، فيما أعلنت السعودية عن استثمارات بقيمة تتجاوز ستة مليارات دولار في قطاعات العقارات والبنية التحتية والاتصالات، بالتوازي مع مباحثات بين شركات سعودية وسورية لتطوير مواقع تاريخية وسياحية داخل البلاد.
وختم الرئيس السوري أحمد الشرع كلمته خلال مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض بالقول:
“اخترنا طريق الإعمار عبر الاستثمار، لا عبر المساعدات.”