شركة مناجم الفوسفات الأردنية.. نموذج وطني في الرؤية والنهضة والإدارة الحكيمة
حصادنيوز – ✍️ إعداد: أيمن الراشد
– في زمن تتسارع فيه التحديات الاقتصادية وتتشابك فيه أبعاد السوق العالمية، تبرز شركة مناجم الفوسفات الأردنية كواحدة من القصص الوطنية الملهمة التي تستحق التوقف عندها طويلاً، ليس فقط لأنها رافعة اقتصادية بارزة، بل لأنها تعكس بصدق فكر القيادة المؤسسية الأردنية حين تتلاقى الرؤية مع العمل، والإرادة مع التخطيط.
من يتتبع مسار الشركة في السنوات الأخيرة، يلحظ تحوّلاً نوعياً في أدائها وإدارتها، يكشف عن نضج فكري وإداري قادها إلى تجاوز مراحل دقيقة، وتحويل التحديات إلى فرص حقيقية للنمو والتوسع.
هذا التحول لم يأتِ من فراغ، بل من قيادة واعية مثّلها الدكتور محمد الذنيبات، الذي قاد مجلس الإدارة برؤية استراتيجية عميقة تقوم على مبدأ “الاعتماد على الذات، والانفتاح على العالم”، مستنداً إلى فهم دقيق لمعادلة الاقتصاد الوطني واحتياجات المرحلة.
الذنيبات لم يتعامل مع الفوسفات كمجرد شركة إنتاجية، بل كمؤسسة وطنية ذات رسالة تنموية شاملة. فإلى جانب الأداء المالي المتميز، عملت الشركة في عهده على تعزيز البعد الاجتماعي والبيئي في عملياتها، لتصبح شريكاً في التنمية وليس مجرد مصدر دخل.
وبالعمل المتكامل مع المهندس عبد الوهاب الرواد، الرئيس التنفيذي للشركة، تجسدت هذه الرؤية واقعاً ملموساً، حيث تمكّن الفريق الإداري من رفع كفاءة التشغيل، وتطوير البنية الإنتاجية، وتحقيق قفزات في حجم الصادرات وجودة المنتج، بما يعزز سمعة الفوسفات الأردني في الأسواق العالمية.
اليوم، أصبحت الشركة واجهة مشرقة للاقتصاد الأردني، تترجم إرادة الدولة في بناء قطاع تعدين متطور ومستدام، قائم على العلم والتكنولوجيا، ومنفتح على الشراكات الإقليمية والدولية.
وتكفي الإشارة إلى حجم المشاريع الجديدة التي أطلقتها الشركة، واستراتيجياتها في التوسع الصناعي والاستثماري، لتتضح الصورة الكاملة عن مؤسسة تتحرك بثقة نحو المستقبل، وتؤمن بأن النجاح لا يقاس فقط بالأرقام، بل أيضًا بالأثر المجتمعي والبعد الوطني لما تقدمه.
إنّ فلسفة العمل التي تنتهجها شركة مناجم الفوسفات الأردنية اليوم تعبّر عن مدرسة إدارية فريدة، تقوم على قيم الانضباط، والكفاءة، والمساءلة، والالتزام بالوطن قبل كل شيء.
فقد باتت الشركة مثالًا على التوازن بين الربحية والمسؤولية، بين التطوير الداخلي والانفتاح الخارجي، وبين ما هو اقتصادي بحت وما هو وطني وإنساني في جوهره.
لا شك أن الإنجازات التي تحققت لم تكن لتُثمر لولا الانسجام بين مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية، ولولا روح الفريق التي عمّقت الإيمان بأن التعدين ليس مجرد استخراج للثروة، بل صناعة مستقبل، ومسار يضع الأردن في مصاف الدول التي تحسن استثمار مواردها بحكمة.
واليوم، ونحن نقرأ في أرقام الشركة وتوجهاتها المستقبلية، نرى بوضوح أن الفوسفات الأردنية تسير بثبات نحو مرحلة جديدة من النمو المستدام، تستند فيها إلى خبرة الماضي ورؤية الحاضر وطموح المستقبل.
هي قصة وطنية بامتياز، تروي كيف يمكن للفكر والإدارة أن يصنعا مجداً اقتصادياً حقيقياً، وكيف يمكن لمؤسسة وطنية أن تكون عنواناً للثقة والتميز في آن واحد.
إنّ شركة مناجم الفوسفات الأردنية لم تعد مجرد شركة، بل أصبحت رمزاً لنهج الدولة الأردنية في التحول نحو الإنتاجية والاعتماد على الذات، وصورة حية لما يمكن أن يتحقق حين تتجسد الكفاءة في الإدارة، والإخلاص في الأداء، والإيمان بالوطن في كل تفصيل من تفاصيل العمل.