النائب أيمن أبوهنية يكتب:الذكاء الاصطناعي فرصة لإعادة رسم مستقبل العمل في الأردن عبرمبادرة“جيل رقمي 2030”
حصادنيوز – يشهد العالم اليوم ثورة تكنولوجية غير مسبوقة تقودها تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ولا سيما الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي غيّر ملامح سوق العمل وأعاد تعريف مفهومي المهارة والإنتاجية.
لم يعد الذكاء الاصطناعي خيارًا ترفيًّا أو نقاشًا أكاديميًا، بل واقعًا يفرض نفسه بقوة ويعيد تشكيل الاقتصادات في العالم، بما في ذلك الاقتصاد الأردني الذي يقف أمام منعطف حاسم في تاريخه الاجتماعي والتنموي.
تشير دراسة منتدى الاستراتيجيات الأردني الصادرة في تشرين الأول 2025 إلى أن أكثر من 40% من الوظائف في المملكة معرضة بدرجات متفاوتة للأتمتة والتحول الرقمي، إذ تواجه 7% من الوظائف خطر الاستبدال الكامل، بينما يُتوقع أن تتغير طبيعة 34% منها خلال السنوات المقبلة.
لكن هذه الأرقام — على أهميتها — لا ينبغي أن تُقرأ كتهديد، بل كفرصة لإعادة توجيه التعليم والسياسات الوطنية نحو مهارات المستقبل.
من هنا جاءت مبادرة “جيل رقمي 2030” التي أطلقتها في مجلس النواب الأردني، لتكون رؤية وطنية استباقية تسعى لإعداد جيل قادر على المنافسة في اقتصاد يقوم على المعرفة والذكاء الاصطناعي.
وتركّز المبادرة على أربعة محاور رئيسية:
دمج المهارات الرقمية في التعليم منذ المراحل الأولى، تطوير برامج تدريب مهني متقدمة لإعادة تأهيل العاملين في المهن المهددة بالأتمتة، تمكين الشباب والنساء من دخول الاقتصاد الرقمي، وتحفيز القطاع الخاص على الابتكار وريادة الأعمال التكنولوجية.
إن الذكاء الاصطناعي لا يُقصي الإنسان، بل يدفعه إلى تطوير قدراته. والتحدي الحقيقي لا يكمن في التكنولوجيا ذاتها، بل في مدى جاهزية الدولة والمجتمع لمواكبتها وتحويل الخوف من المجهول إلى تخطيط واعٍ واستثمار ذكي.
فالاقتصاد الأردني الذي يواجه تحديات البطالة بحاجة إلى مبادرات تحويلية مثل “جيل رقمي 2030” لإعادة بناء منظومة المهارات الوطنية وتوجيه التعليم نحو المستقبل.
إن إعداد جيل رقمي مؤهل ليس هدفًا تعليميًا فحسب، بل رسالة وطنية تؤمن بأن الإنسان الأردني هو الثروة الحقيقية للوطن.
ومبادرة “جيل رقمي 2030” تنسجم انسجامًا تامًا مع رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في بناء اقتصاد وطني قائم على المعرفة والابتكار، ومع دعم سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني الذي جعل من التحول الرقمي وتمكين الشباب محورًا رئيسيًا في مسيرة التحديث الشامل للدولة الأردنية.
إننا أمام فرصة تاريخية لتحويل التحدي إلى إنجاز، والذكاء الاصطناعي إلى حافز لبناء مستقبل أردني يقوده الإنسان ويصنعه العلم والإبداع لا الصدفة