قاسم يحذّر من “فخّ سياسي” في خطة ترامب لغزة: إسرائيل تريد بالسياسة ما فشلت في تحقيقه بالحرب
حصاد نيوز – بيروت – حذّر نائب الأمين العام لـ “حزب الله” اللبناني، الشيخ نعيم قاسم، من “أخطار جسيمة” تتضمّنها خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامية إلى إنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة، معتبراً أنها محاولة إسرائيلية جديدة لتحقيق مكاسب سياسية بعد عجزها العسكري خلال حربٍ مستمرة منذ عامين.
وقال قاسم، في كلمة متلفزة السبت خلال إحياء ذكرى قياديَّين في الحزب قُتلا خلال المواجهات مع إسرائيل العام الماضي، إن “الخطة الأمريكية مليئة بالأخطار، وتأتي في سياق مشروع إسرائيلي يسعى لانتزاع ما لم يتمكّن من فرضه بالقوة والعدوان والإبادة والمجاعة”.
وجاءت تصريحات قاسم بعد يوم واحد من إعلان حركة “حماس” موافقتها على الإفراج عن المحتجزين في غزة وتسليم إدارة القطاع لهيئة فلسطينية من المستقلين، بموجب خطة ترامب التي تحظى بدعم إسرائيلي، في حين تمسّكت الحركة بضرورة التفاوض حول تفاصيل تتعلق بمستقبل القطاع.
وتنص الخطة على وقفٍ لإطلاق النار خلال 72 ساعة، وإطلاق سراح الرهائن، وانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من غزة، إلى جانب نزع سلاح “حماس” ومغادرة مقاتليها، وهي النقطة التي لم تتطرّق إليها الحركة في ردّها.
وأشار قاسم إلى أن “القرار في نهاية المطاف بيد المقاومة الفلسطينية والفصائل، فهم من يقرّرون ما يناسبهم”، مؤكداً أن الحزب لن يخوض في “تفاصيل الخطة أو شروطها”.
ومنذ اندلاع الحرب في غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، فتح “حزب الله” جبهة دعم ميدانية للقطاع، قبل أن تتطوّر المواجهة مع إسرائيل إلى حرب مفتوحة في أيلول/سبتمبر 2024، تكبّد خلالها الحزب خسائر كبيرة، أبرزها مقتل أمينه العام السابق حسن نصرالله وخلفه هاشم صفي الدين.
وعلى الرغم من سريان اتفاق لوقف إطلاق النار منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2024، تواصل إسرائيل شنّ غاراتٍ على أهداف في لبنان تقول إنها “عسكرية تابعة للحزب”، فيما تُبقي قواتها في الجنوب اللبناني.
وأكد قاسم في كلمته ضرورة التصدّي لما وصفه بـ“مشروع إسرائيل الكبرى” الذي تحدّث عنه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والمتضمّن “حدوداً توراتية” تمتد لتشمل الضفة الغربية وأجزاء من الأردن ولبنان وسوريا.
وقال: “من يواجه إسرائيل عليه أن يدرك أن المشروع الصهيوني لا يتوقف عند حدود فلسطين… فحتى من لا يؤمن بعدالة القضية الفلسطينية، عليه أن يعي أن هذا الخطر سيصل إليه عاجلاً أم آجلاً”.
ويواجه “حزب الله” بعد الحرب ضغوطاً داخلية ودولية متصاعدة لتجريده من سلاحه، في وقت أعدّ فيه الجيش اللبناني خطة من خمس مراحل لتنفيذ ذلك، رفضها الحزب بشكل قاطع