اليهودي لقيط بلا تاريخ…سيدة المدن ” البترا ” مدينة عربية أردنية ام اسرائيلية ؟!

104

84292_1_1410247189

حصاد نيوز -بسام الياسين

( اسرائيل تُروّج البترا معلماً سياحياً اسرائيلياً ” بعد ان هودت القدس، وسرقت نصف الحرم الابراهيمي، فيما تسعى جاهدة لإقامة الهيكل المزعوم مكان المسجد الاقصى الشريف مربط براق سيدنا محمد.في العقيدة اليهودية لا اسرائيل بدون القدس ولا قدس بدون الهيكل.الاشكالية اللغز هل هناك حدود “لاسرائيل” على ارض الواقع ام ان حدودها لم تزل مرسومة على جنازير دباباتها كما تبجح ذات انتصار “موشيه ديان” . مقالة مهداة للسياسي المخضرم “سامي شريم” الذي عمل طوال عمره،و ما زال يعمل على مدار الساعة من اجل : اردن اقوى و ابقى و انقى من دون ضجيج،ليظل هذا الاردن هو الاحلى و الاغلى و الاجمل، والظهير الاقوى لفلسطين الاكمل من البحر الى النهر والجدار الصلب في التصدي لاطماع اليهود في وطن بديل ) .

*** إخلع نعليكَ إنك بـ “السيق” المُفضي الى البترا مدينة الحضارة.فضاء الثقافة. ميلاد النقش على الصخر.جذور الهوية النقية. إمشِ على رؤوس اصابعك حافياً حتى لا توقظ الحصى الغافية على رمل الطهارة ،فانت على بضعة انفاس من دُرة تاج العالم جمالاً، وصولجان العزة ً.انت امام لحظة دهشة فائقة امام عجيبة من عجائب الدنيا كلها فرادةّ متفردةَ،صنعةً مبدعةً،هندسة رائعةً، حرفة إحترافيةً ، مكاناً ومكانةً. انت في البترا العربية النبطية بخيولها المتراكضة،ريحها المتصاهلة.تاريخها المكتوب بحروف باهرة نافرة.

*** هي البترا سيدة المدن. حاضرة الحواضر. استاذة الجغرافيا، ذاكرة التاريخ،تلميذة الوطنية النقية،مُعلمة القومية الرحبة.هي الزاهية بالوانها الوردية، المحصنة بافكارها البدوية الطاهرة التي لم تتلوث سماؤها بمداخن الاسمنت،او تصطبغ شوارعها بعوادم السيارات الخانقة،و زعيق الحافلات المزعجة.تجنباً لضجيج المدن وقذارة الارصفة نأت بنفسها بعيداً في قلب الصحراء لتظل في حالة تأمل ابدي وعشق سرمدي.

***هي المدينة السيدة التي جاءت ولادتها قيصرية في بيئة قاسية موغلة في العطش. فاجترحت الايدي الماهرة فكرة عبقرية،ببناء شبكة ري محكمة الاغلاق،شديدة السرية لتشرب السيدة على اقل من مهلها وترتوي من دون ان ينغص الاعداء متعتها او مصادر ينابيعها، وكي لا يسرق مياه الشعب لصوص الماء من اكابر القوم.فاجتمع في البتراء روعة البناء و اعجوبة الماء لتشكيل معادلة الحياة..

*** البترا : سيرة الحب الراسخة على ارض المستحيل، تلك المنقوشة بازميل نبطي عربي و مخيال شعري الى ان نطق الحجر بالقصيدة والجمال حكى عن حُسنه، في مزج كيميائي تلاقح فيه اللون بالكلمة، الروعة بالاعجاز، الحلم بالانجاز،الواقع بالاسطورة،الخرافة بالحقيقة، الارض بالسماء، الحجر بالانسان ،الفراشة بالزهرة.فكانت سمفونية متجددة،بروحية فنية نادرة.فعلى بوابتها الوردية،تزاوجت الرؤيا الخلاقة، باللوحة الناطقة،فيما خزانتها تنفتح على كل الاحتمالات الخارقة.في بوتقة البترا السحرية تمت تفاعلات غير المسبوقة، نتج عنها تركيبة غير مألوفة….فكانت المدينة المستحيلة.

*** البترا… اللثغة الاولى في ابجدية الجمال الانساني، المنحوت باصابع من ذهب، وخيال من لهب، حاملاً في خطوطها بطولة الفكرة، وفي خيوطها ملحمة البطولة،داخل اطار منسوج من صحراء ملهمة صاخبة، ذات سكون خادع، وقلق دائم.جسدها متناغم مرسوم بصخور انثوية تشتهي فحولة الغيم الماطرة،تحلم بشبق الانهار الهادرة لتتمدد عارية في حضن الشمس الكاوية على طرواة الاعشاب الطالعة من ثنايا رملها في غير مواسمها،لان لهذه المدينة خصوصياتها التي لا تشبه غيرها، لها فصولها الخاصة بها،و “روزنمتها” الُمتفردة فيها.

*** البترا… لها حكمة الوردة العاشقة.لوعة اشتعالات العطور المجنحة.انكسارات الضوء الرومانسية الخافتة. اسرار خيالات الطفولة المراهقة عند البوح بمكنونات لواعجها المؤرقة، وما يعتور خلجاتها الجريئة ساعة اللقاء من إنكسار و تأتأة.هي حكاية تحكي بلاغة الايدي العربية حين تنطلق من عقلها، لا يلجمها حاكم ظالم و لا جهاز امن قامع، فتبدع في الابتكار والخلق والتجديد، وترسم اجمل الصور على عروق الصخر و اهداب الحجر، حاشدة معها موسيقى ايقاع حبات المطر على الارض البكر،وهبة نسائم الصبا عند اطلالة الفجر..لتُشبع غرور احلام اليقظة عند المتفوق على ذاته و على الاخرين.

*** البترا… بصمة العروبي الانباطي.سجله المنقوش على رخام الصخر. ومضة ابداعه الباهرة المبهرة لسعة الالم الابداعي اللذيد في ذروة تجلياته ابتكاراته الجمالية، واقتحاماته الهندسية، لحظة فك ارتباطاته بالاوراق المصقولة و الاحبار الملونة، كي ينحت بريشة ازميلة العبقري لغة فنية غير مطروقة من قبل، وغير قابلة للطرق فيما بعد،يجسّد فيها لوحة خالدة تتصدى لتآكل الزمان، وتقاوم قانون التعرية المحكوم بالمكان، حاملة في دواخلها فنيات عالية تشي باستحالة تقليدها وتزويرها.لتعلن لكل من يقف حضرتها: ان ابرز سمات التاريخ هي ان التاريخ يبدأ مع العربي وينتهي عنده .

*** كل الحضارات العظيمة قامت حول الانهار العظيمة النيل و الفراتين و الاردن وبردى،فنبتت مدن عظيمة على ضفافها لم تزل محفورة في ذاكرة التاريخ : اوغاريت، بابل، مارب،دمشق، القاهرة،عمّان البلقا،اريحا، سومر،آشور،يبوس”القدس”، ثم طلع في هذه المدن يسوع الناصري،ومحمد العربي القرشي، ميشع الاردني الملك الموآبي، فيليب العربي الغساني الحواراني امبراطور روما،حمورابي القانوني الاول ، سرجون العراقي الذي هز عروش العالم قبل الاسكندر المقدوني، عمر بن الخطاب المكي الحاكم الاعدل في التاريخ، المتنبي الشاعر الاشعر في الدنيا وشاغل الناس،ابن النفيس الدمشقي،ابي عمرو الكرجي البغدادي،زرياب،ابن الهيثم الفارابي الخوارزمي البروني وغيرهم ممن يتصّدرون صفحات التاريخ وعناوين الحكمة والبطولة والعدالة والعلوم .

*** البترا… سر دفين.كنز عجيب. غابة حجرية وردية وسط صحراء بكر قاحلة. مصدر وحي و تامل للنظر والاصغاء لعظمة الانسان العربي السوبرمان الذي وصل الى سور الصين العظيم، الى عجائب الهند العجيبة،الى الاندلس بوابة اوروبا العجوز العتيقة.حاملاً في قلبه اشراقة العقيدة الاسلامية السمحة، وحصانه العربي الصحراوي الاصيل مثقل بالبخور والبهار والكتب الثمينة وما طاب من وجبات ثقافية سريعة وزاد حضاري، وما بينهما من كشوفات علمية و اشراقات صوفية و اسرار طبية وهندسية وفلكية هي حصيلة عمره وخلاصة تجربته ليستفيد منها من ينشد المعرفة.

*** البترا … اسطورة عربية اقرب الى الخرافة. مفخرة لا يدانيها في الدنيا مفخرة . فيها وقار التاريخ وجلال الجغرافيا حملت كغيرها من شقيقاتها المدن العربية رسائل العلم والفن والتصوف والدين. الرسالة العربية الاسلامية الحضارية تستحق التبجيل الاممي والاعتراف بالجميل لانها توغلت في كل اصقاع الدنيا، وعملت بقانون الازاحة المعروف فيزيائياً، فازاحت ما كان قبلها من خرافة الاعتقاد وحلت مكانها باعتمادها فطرة الانسان و ارقام الحساب، ومنطق الفلسفة وعقلية المفكر، ومنظار الفلكي الباحث عن الحقيقة بالبرهان لرفع سوية انسانية الانسان والسمو به ” و كرمنا بني آدم على العالمين”. المخجل هذه الايام ان الانظمة العربية المعاصرة هدفها النهائي تدمير الانسان ومحاربته في لقمة عيشه لشل قدراته، للحفاظ على كرسي السلطان / الشيطان.

*** البترا …نشيد سماوي غامض. لحن صحراوي مزوبع.سمفونية إلهية تهطل ابهة وبهاءً. اسطورة عربية من صخر جلمود ظلت تدور مع الزمان والمكان من دون ان يطويها النسيان. الفراعنة برعوا في مقاومة الفناء بتحنيط ملوكهم،انما العرب كانوا اكثر براعة حين برعوا بتخليد مدينة كاملة بشوارعها و انفاس المارة فيها،وعطر اهلها وسط صحراء جرداء قاحلة. رغم ما يُقال ان الخوف من الآخر دفع مبدعها لااختيار صمت العزلة، ووعورة الدرب داخل متاهة رملية حتى لا يصل اليها من يريد بها شراً.

*** البترا… مزواجة فريدة بين الخيال والممكن والمستحيل. كسر للمألوف من المكتوب والمقروء والمحكي والمنقوش…فيها استنطاق مذهل لصمت الحجر. وحجة من المبدعين على اهل البدع من حواة اللعب بالبيضة والحجر او اصطناع الخوارق بالتحايل على النظر لكنها هنا في المدينة الوردية جسد من حجر يحكي بلغة عربية فصحى ليس فيها عوج او كسر.هؤلاء هم اجدادنا الانباط فدلوني على اجدادكم ايها اللقطاء اليهود…

***البترا مدينتنا منذ بدء التاريخ،عندما كانت اوروبا تتنفس تحت الماء، واليهود حفاة عراة في رحلة التيه الى فلسطين،يستجدون رب موسى قطرة ماء في صحراء سيناء. ” و اوحينا الى موسى اذ استسقاه قومه ان اضرب بعصاك الحجر فإنبجست منه اثنتا عشر عيناً قد علم كل اناس مشربهم..”. و يستصرخونه ما يسد امعاءهم الخاوية “وإن قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يُخرج لنا مما تنبت الارض من بقلها و قتائها و فومها وعدسها وبصلها…” صدق الله العظيم.

*** اليهود عبر التاريخ معروفون بفساد الذمة و الاخلاق ونكران الجميل ونقض العهود والعقود، ولا مكان للقيم المثالية عندهم . اليهودي شغله الشاغل التجارة للكسب ولان المال لا وطن له ولا دين ينتهجه،فقد ادار اليهودي ظهره للدين واشتغل بالبورصة والبنوك الربوية والمضاربات، وتبديل العملات،و انشاء المصارف لخصم العمولات والمتاجرة بالجنس و افلام الدعارة . كان المثال الحي للانتهازي .ركب على ظهر الماسونية التي جذبت الى شباكها طبقة الحكام والنبلاء و الاغنياء وذوي المناصب الرفيعة. و فيما كان العرب ينشرون العلم ويشتغلون بالفن ،ويعملون بالترجمة.ساعد اليهود الحلفاء في حروبهم فكافئتهم بريطانيا بفلسطين،وبرعوا في التجسس وقاموا بنقل المعلومات من دول المحور الى الامريكان،فرد ترومان جميلهم بالاعتراف بدولتهم،ثم سرق اليهود اسرار القنبلة الذرية و قدموها ” مقشرة” للامريكان مقابل تقديم الدعم الدائم لاسرائيل.

*** ذات التاريخ من المكر والخداع والتآمر مارسه بنو قنيقاع اول قبيلة يهودية تنقض العهد مع رسول الله، وتتآمر عليه بعد ان داست المواثيق المكتوبة بينهم .واقام بنو النضير الاحتفالات وشربوا الانخاب حتى الثمالة فرحا بهزيمة المسلمين في معركة احد، وتطالوا على رسل رسول الله الذين يمرون بالقرب من مساكنهم. فقتلوا اثنين،وسلموا الباقي لقريش لقتلهم .حقدهم على الدين الوليد لم يتوقف عند ذلك بل اتفقوا على قتل صاحب الرساله للتخلص منه ومن رسالته كي لا تنسخ رسالتهم المزورة تطيح برسالتهم المزورة.اما بنو قريظة فانقلبوا على المسلمين في غزوة الخندق،وما ان غادرت الاحزاب حتى جرّد لهم الرسول جيشاً دك حصونهم في خيبر.

*** الثابث الوحيد ان ليس لليهود حضارة حقيقة، فلم يجدوا على امتداد فلسطين رغم حفرياتهم على مدار سبعه عقود قطعة فخار تثبت وجودهم.يعرف المثقفون انه لا يوجد شيء اسمه الفن اليهودي،خاصة في الموسيقى والهندسة، و انتاجهم في هذين الحقلين قاصر على التقليد او السرقة وهم يجيدون تقليد الموسيقى العراقية والموشحات الاندلسية، وقد سرقوا خلطة الفلافل العربية وسوقوها اوروبياً على انها يهودية،وسرقوا فن التطريز الفلسطيني والبسوه لمضيافات شركة طيران العال الاسرائيلية، وخلعوا اشجار الزيتون الرومانية المعمرة من المزارع القديمة، وزرعوها في حدائقهم للايحاء بقدمهم فوق هذه الارض العربية، لكنهم خسئوا .

*** لا يخفى على احد ان اليهودي كاللقيط بلا تاريخ.هو دائم البحث عن ارض لانه طحلبي جذوره فوق الماء .فاليهودي الاصلي كما ورد في التلمود وطنه رصيده .لذلك لا يعرف الاستقرار و لا يعترف بوطن. وكما تلاعب الحاخامات بالتوراة وكتبوه بما يتفق مع اهواءهم ومصالحهم ،اخذ علماء الاثار اليهود بالتلاعب بالتاريخ و الاماكن الاثرية، حيث قام السياح اليهود بالتسلل الى مناطق نائية في الدول العربية المجاورة في محاولة “طمر” بعض الحفريات للعودة اليها بعد فترة من الزمن والادعاء انها بقايا تاريخهم،بينما تم ضبط بعضهم في الدول العربية وهم يحفرون او يرسمون على مواقع اثرية متعددة شارات وحروف توحي ان اليهود كانوا هنا. اذاً لا عجب ادعاؤهم بان عجيبة الدنيا البترا هي لهم و لا ضير عندهم في تسويقها كمعلم سياحي يهودي تماما كما فعلوا بمغطس السيد المسيح الذي تسوقه اسرائيل من جانبها على انه المغطس الحقيقي، مع ان البابا دشنه في الطرف الاردني بمراسم دينية تحت انظار العالم .فالذي يسرق وطناً لا يستحي ان يسرق مغطساً او مدينةً.

*** اليهودي طفيلي،من هنا نقمت عليه كل شعوب الارض وحاربته بكل المبيدات الحشرية، لانه اينما حل يفتك بالزرع كالسوسة ،ويمتص خيرات الضرع كالقرادة.فالعقيدة اليهودية تحض على المحافظة على الدم اليهودي النقي، و تنظم علاقة اليهودي باليهودي و بالاغيار، لكنها تُسقط القيم الاخلاقية من حساباتها،فهي تتناول الجوانب المادية والاقتصادية و لا تعترف بحياة ثانية، فالجنة والنار بالنسبة لليهودي هي حياته القائمة و لا دخل له بعد الموت، وهذا التكوين ولدّ لديه روح الدناءة للحصول على ما يرغب ما دام حياً على ظهر الارض،اما القيم الروحية و الاخلاقية فلا مكان لها في قاموسه طالما ان صنمه من ذهب.

*** بعدها تتبجح انظمة العرب المستعربة باتفاقيات السلام، كامب دايفيد، اوسلو،عربة،وان هذه الاتفاقيات تهدف الى درء التمدد الاسرائيلي،وحماية الدول الموقعة عليه. فهل استطاعت هذه الدول مجتمعة، منع اسرائيل الادعاء ان اليهود هم البناة الحقيقون للاهرامات،وان القدس عاصمة اسرائيل الابدية وبناء المستوطنات في الضفة الغربية حق تاريخي، و الاغوار منطقة عسكرية غير قابلة للنقاش.واليوم وصلت النار الى ثوبنا الاردني،بادعائها ان البترا مدينة عبرية…!!!. فهل يصدق المثل العربي “اول الرقص حنجلة” ؟!.

*** الانظمة العربية ممزقة وتخوض حروبا اهلية وطائفية،والجيوش العربية القوية خرجت من اللعبة “المصري العراقي السوري”، بينما الدول الاخرى شبه المستقرة ،اقتصادها منهار، و اوضاعها مهلهلة وهي على وشك الانفجار لانها لا تجد ماءً للشرب،لذلك اصبح واجب الوجوب التصدي لليهود ،كل فرد من موقعه وحسب امكانياته المتاحة،و الا اصبحنا كخصيان القصور الذي يأْتمنهم السلطان على حريمه.
مدونة بسام الياسين

قد يعجبك ايضا