تحالف الفوسفات الأردني التركي..أكبر استثمار مشترك بقيمة400مليون دولار يعيد رسم خريطة صناعة الأسمدة في المنطقة
حصادنيوز – ✍️ إعداد: أيمن راشد – عمّان -يشهد قطاع التعدين الأردني تحوّلًا استراتيجيًا مع الإعلان عن أكبر استثمار أردني – تركي مشترك في مجال الفوسفات والأسمدة بقيمة 400 مليون دولار أمريكي، في خطوة تعزز مكانة الأردن كمركز إقليمي لصناعة الأسمدة التحويلية وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الشراكات العابرة للحدود.
المشروع الجديد، الذي أُعلن عنه بعد مباحثات مكثفة بين شركة مناجم الفوسفات الأردنية وشركاء أتراك، يهدف إلى إنشاء مجمع صناعي متكامل لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية عالية القيمة باستخدام أحدث التقنيات الصديقة للبيئة، ما يُتوقع أن ينعكس إيجابًا على تنافسية الأردن في الأسواق العالمية.
⚙️ تحالف استراتيجي يعيد التموضع الصناعي
بحسب مصادر مطلعة في قطاع التعدين، يمثل المشروع أضخم استثمار أجنبي مباشر يدخل قطاع الصناعات الفوسفاتية الأردني منذ أكثر من عقدين، وهو خطوة تهدف إلى نقل الصناعة الأردنية من مرحلة الاستخراج إلى التصنيع المتقدّم.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة مناجم الفوسفات الأردنية، المهندس عبدالوهاب الرواد، إن المشروع “يشكل نقلة نوعية في مسار تطوير الصناعة الوطنية، ويُترجم رؤية الشركة في التوجه نحو الصناعات التحويلية ذات القيمة المضافة، بما يعزز قدرة الأردن على المنافسة عالميًا”.
وأضاف أن الشراكة التركية “ستُسهم في إدخال تقنيات متقدمة في الإنتاج والمعالجة، وتوسيع قاعدة الكفاءات المحلية من خلال التدريب ونقل المعرفة”.
🤝 البعد التركي: تكامل اقتصادي واستراتيجي
من جانبه، أكد السفير التركي في عمّان يعقوب جايماز أوغلو أن المشروع “يعكس الثقة المتبادلة بين البلدين، ويضع أسسًا لتعاون اقتصادي طويل الأمد”، مشيرًا إلى أن تركيا تنظر إلى الأردن بوصفه بوابة استراتيجية للأسواق العربية والإفريقية.
ويرى خبراء أن دخول المستثمرين الأتراك إلى قطاع الفوسفات الأردني يحمل بعدًا استراتيجيًا مزدوجًا؛
فهو يمنح تركيا وصولًا إلى مصادر خام مستقرة عالية الجودة، ويمنح الأردن بالمقابل قدرات صناعية وتقنية جديدة في مجال تصنيع الأسمدة وتطوير منتجاتها.
🌍 أثر اقتصادي وتنموي واسع
اقتصاديًا، من المتوقع أن يسهم المشروع في رفع الصادرات الوطنية بما يزيد على 600 مليون دولار سنويًا خلال السنوات الأولى من التشغيل، فضلًا عن توفير مئات فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، خصوصًا في المناطق الشرقية التي تُعد محور النشاط التعديني في المملكة.
ويأتي المشروع ضمن رؤية التحديث الاقتصادي التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني، والرامية إلى تعزيز الاستثمار في الصناعات التعدينية المتقدمة وتحويل الأردن إلى منصة إنتاج وتصدير إقليمية في مجالات التعدين والطاقة النظيفة.
🔋 أبعاد بيئية وتكنولوجية متقدّمة
المجمع الصناعي المزمع إنشاؤه سيعتمد على تكنولوجيا صديقة للبيئة تهدف إلى تقليل الانبعاثات وإعادة تدوير المياه الصناعية، ما يجعله من بين أكثر مشاريع الأسمدة استدامة في المنطقة.
كما سيتضمن المشروع مركزًا مشتركًا للبحوث والتطوير بين خبراء أردنيين وأتراك، لتصميم أنواع جديدة من الأسمدة عالية الكفاءة، ما يعزز الابتكار الصناعي المحلي ويرفع من مستوى القيمة المضافة للمنتج الأردني.
🔍 قراءة تحليلية: استثمار برؤية تتجاوز الاقتصاد
يرى مراقبون أن هذا الاستثمار لا يمكن قراءته فقط في بعده الاقتصادي، بل يُعبّر عن تطور نوعي في العلاقات الأردنية التركية، خاصة في ظل تشابه مصالح البلدين في مجالات الطاقة والغذاء والتصدير.
ويشير محللون إلى أن المشروع قد يكون نقطة ارتكاز لتحالف أوسع يشمل قطاعات الطاقة المتجددة والتجارة اللوجستية، ما يعزز من الموقع الجيوسياسي للأردن كجسر اقتصادي بين آسيا وإفريقيا، ويفتح أمام تركيا آفاقًا جديدة للتعاون في العالم العربي من بوابة عمّان.
الخلاصة :-
الاستثمار الأردني التركي الجديد في قطاع الفوسفات والأسمدة ليس مشروعًا اقتصاديًا فحسب، بل تحالف استراتيجي طويل الأمد يرسّخ مكانة الأردن على خريطة الصناعة العالمية، ويمنح الشركاء الأتراك منفذًا واعدًا نحو الأسواق الإقليمية.
إنه مشروع يؤسس لمرحلة جديدة من التحوّل الصناعي الأردني، عنوانها:
“منجم الفوسفات الأردني.. بوابة الصناعة التركية نحو الشرق، وجسر الأردن إلى المستقبل.”