لواء احتياط إسرائيلي: خطة احتلال مدينة غزة كارثية ولن تهزم حماس

13٬255

اللواء إسحاق بريك في مقال بصحيفة “معاريف” العبرية:
– خطة احتلال مدينة غزة بالكامل “بعيدة المنال” وحماس ستنقل مراكز سيطرتها خارج المدينة ووجود الجيش لن يؤثر على نشاطها
– الجيش لن يتمكن من البقاء في المنطقة كحكومة عسكرية فحماس ستلاحقه من تحت الأرض وليس لديه ما يكفي من القوات للبقاء في قطاع غزة لفترة طويلة
– السيطرة على غزة قد تكون كارثية: نزوح مليون فلسطيني من المدينة والقتال داخلها سيتسبب في ضحايا بين المدنيين الذين سيبقى الكثير منهم في المدينة
– الجيش لن يهزم حماس وكل القصص الخيالية عن أننا دمرنا كتائبها وبنيتها التحتية العسكرية هي كليشيهات سخيفة 

حصادنيوز – وصف اللواء احتياط بالجيش الإسرائيلي إسحاق بريك، الخميس، خطة احتلال مدينة غزة بأنها “بعيدة المنال”، وحذر من أنها ستؤدي إلى “نتائج كارثية” ولن تهزم حركة حماس.

ومساء الأربعاء، أطلق الجيش الإسرائيلي عدوانا باسم “عربات جدعون 2″، لاحتلال مدينة غزة بالكامل (شمال)، ما يصّعد من كارثية أوضاع الفلسطينيين اللاإنسانية الراهنة.

وقال بريك وهو قائد سابق بلواء المدرعات والقائد السابق للكليات العسكرية، في مقال بصحيفة “معاريف” العبرية، إن خطة احتلال مدينة غزة بالكامل “بعيدة المنال”.

ولفت إلى أن الخطة “فرضها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على الجيش، بعد معارضة قوية من رئيس أركان الجيش إيال زمير”

وأشار إلى أن “زامير قال لمجلس الوزراء إنها فخ موت لجنود الجيش والمختطفين”، في إشارة إلى الأسرى الإسرائيليين.

وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها نحو 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

** ماذا سيحدث؟

بريك قال إنه “عندما يدخل الجيش إلى مدينة غزة، سيتم نقل جميع مراكز سيطرة حماس إلى مناطق أخرى خارجها، ولن يؤثر وجوده في أجزاء من المدينة على استمرار نشاط حماس”.

وأردف: “من ناحية أخرى، سيتكبد الجيش ضحايا (من عناصره)، وسيموت المختطفون في الأنفاق”.

واستطرد: “كما لن يتمكن الجيش من البقاء في المنطقة بشكل دائم كحكومة عسكرية، فحماس ستلاحقه من تحت الأرض، وليس لديه ما يكفي من القوات للبقاء في قطاع غزة لفترة طويلة”.

و”يمكن أن تكون السيطرة على غزة كارثية: نزوح مليون فلسطيني من المدينة، والقتال داخلها سيتسبب في ضحايا بين السكان غير المتورطين، الذين سيبقى الكثير منهم في المدينة”، كما زاد بريك.

وحذر من أن “ذلك سيؤدي إلى توقف آخر مؤيدي إسرائيل، بمَن فيهم الجمهوريون في الولايات المتحدة، عن مساعدتها”.

وزاد بأن “إسرائيل لن تهزم حماس وفي الوقت نفسه ستواصل السيطرة على معظم قطاع غزة”.

واستطرد: “إسرائيل قد تخسر آخر مؤيديها في العالم (…) وسيزداد التطرف في المجتمع الإسرائيلي، وسيتدهور وضع التعليم والطب والاقتصاد”.

وحذر من أن “أولئك الذين لا يدركون حدودهم وبالتالي لا يعالجونها، يدفعون ثمنا باهظا كما دفعتها الولايات المتحدة في (حرب) فيتنام”.

** خسائر فادحة

بريك اعتبر أن “الحل الوحيد للقضاء على حماس هو زيادة القوات البرية التي يمكن أن تبقى في الأراضي التي احتلتها لفترة طويلة”.

وتابع: “وزيادة عدد الوحدات والتقنيات والذخائر الجديدة والفعالة لتفجير مئات الكيلومترات من الأنفاق. عندما تكون لدينا هذه القدرات، سنكون قادرين على هزيمة حماس”.

واستدرك: “لكن بسبب صغر حجم الجيش البري، لا يمكنه البقاء في المناطق التي احتلها لفترة طويلة، لأنه لا توجد قوات إضافية لتحل محل القوات المقاتلة”.

وأضاف: “لذلك تحول الجيش إلى الغارات التي تكررت مرات عدة في الأماكن نفسها، وهذا المسار لم يفشل في هزيمة حماس فحسب، بل تسبب أيضا في تكبد الجيش خسائر فادحة”.

** قصص خيالية

و”لتبرير استمرار الحرب، بدأ المستويان السياسي والعسكري يروون للجمهور قصصا خيالية”، بحسب بريك.

وعدّد من هذه القصص “أننا دمرنا أكثر من 50 بالمئة من الأنفاق، وأغلقنا الأنفاق التي تمر عبر سيناء تحت طريق فيلادلفيا (جنوبي قطاع غزة)، وقضينا على 20 ألف مقاتل من حماس، ودمرنا بنيتها التحتية العسكرية وبالتالي هزمناها”.

وأردف أنه “على عكس الأكاذيب التي غمرت الجمهور طوال الحرب، حدث ما يلي: تم تدمير أقل من 24 بالمئة من الأنفاق، وفي الواقع أقل من 10 بالمئة”.

واستطرد: “قتل أقل من 10 آلاف مقاتل من حماس وليس 20 ألفا، فلا توجد مواجهات وجها لوجه تقريبا في القتال ضد حماس، التي تعمل كحرب عصابات: الخروج سرا من الأنفاق، وزرع المتفجرات على الطرق وداخل المنازل، والعودة إلى الأنفاق”.

وشدد على أنه “لم يُهزم “جيش حماس”، كما تقول قيادة الجيش للجمهور، فحماس لا تملك بنية تحتية عسكرية، لأنها ليست جيشا ولم تبن نفسها على هذا النحو”.

و”كل القصص الخيالية عن أننا دمرنا كتائب حماس وبنيتها التحتية العسكرية هي كليشيهات سخيفة”، وفقا لبريك.

قد يعجبك ايضا