أيمن سماوي… “رجل المعادلات الصعبة” الذي أعاد رسم ملامح المهرجان العربي الأعرق
حصادنيوز – ✍️ بقلم: أيمن الراشد-جرش -خاص …. في وقتٍ تتقلص فيه المساحات المخصصة للفن والثقافة في عالمنا العربي، يبرز مهرجان جرش للثقافة والفنون كمنارة مستمرة، محافظة على ألقها وتفرّدها، وهو ما لم يكن ليتحقق لولا وجود شخصية استثنائية تقف خلف الكواليس بحكمة وإصرار. إنه أيمن سماوي، المدير العام للمهرجان، الذي استحق عن جدارة لقب “رجل المعادلات الصعبة”.
استلم سماوي مسؤولية إدارة مهرجان جرش في مرحلة مليئة بالتحديات، فكانت رؤيته واضحة: إما أن يعود المهرجان إلى مكانته الطليعية على الخارطة العربية، أو لا معنى للاستمرار. ومنذ اللحظة الأولى، بدأ الرجل بتفكيك العقد، ومعالجة التحديات، بروح القائد الحقيقي الذي يجمع بين الحزم، والإبداع، والقدرة على العمل الميداني المتواصل.
حضور ميداني ورؤية ثقافية
ليس من الغريب أن تجد سماوي قبل بدء أي حفل بساعات يتنقّل بين أروقة المدرج الجنوبي، أو يراجع ترتيبات المسرح الشمالي، يُشرف بنفسه على تفاصيل الإضاءة والصوت، ويحرص على راحة الفرق الفنية. فهو مدير لا يُدير من مكتبه، بل من قلب الحدث، مؤمن بأن النجاح لا يأتي من التوجيه فقط، بل من التفاعل المباشر مع كل عنصر في هذا المهرجان العملاق.
أما من حيث المحتوى، فقد حافظ على هوية المهرجان الوطنية، من خلال دعم الفرق الشعبية والفنانين الأردنيين، دون أن يغفل عن البعد العربي، فاستقطب نخبة من كبار النجوم في الغناء والمسرح والفنون، ليبقى جرش ملتقى حقيقيًا للفن العربي المتنوع.
فلسفة متكاملة ونهج وطني
يعتمد أيمن سماوي على فلسفة ثقافية تؤمن بأن الفن رسالة قبل أن يكون ترفًا، وأن للمهرجان دورًا مجتمعيًا وتربويًا لا يقل عن دوره الفني. لذلك لم تقتصر فعالياته على السهرات الكبرى، بل شملت أمسيات شعرية، وعروضًا مسرحية، ومعارض للحرفيين، ومبادرات للأطفال والشباب.
كما نجح في مدّ جسور التعاون مع المؤسسات الرسمية والخاصة، وخلق شراكات استراتيجية أعادت للمهرجان بعده الوطني، ودعّمت استقراره الإداري والمالي.
من قلب جرش إلى العالم
لم يكن مهرجان جرش في عهد أيمن سماوي مجرد تظاهرة موسمية، بل أصبح واجهة حضارية للأردن أمام العالم. وها هو اليوم، يُذكر في عواصم الفن والثقافة، وتُترجم فعالياته بلغات عدّة، ويُصنَّف ضمن المهرجانات الرائدة في المنطقة.
والفضل في ذلك يعود إلى قائد آمن بأن جرش ليس مجرد مهرجان، بل “رسالة وطنية وثقافية”، كما يصفه دائمًا في تصريحاته.
كلمة أخيرة
بكل هدوء، وبأفعال لا أقوال، أثبت أيمن سماوي أنه قادر على الجمع بين أصعب المعادلات: الهوية والانفتاح، الفن والإدارة، الرؤية والتنفيذ. فكان بحق “رجل المعادلات الصعبة”، وصانع النجاح المتجدد في مدينة التاريخ والإبداع.
له كل التقدير، ولجرش أن يزدهر دائمًا بعزيمته وروحه الثقافية