مليون دينار اردني لعشيرة السليحات لقاء جريمة قتل كان طرفها شاب من عشيرة المهيرات
حصاد نيوز – دفعت عشيرة المهيرات مليون دينار لعشيرة السليحات، وهما من قبيلة عباد؛ نظير ما يسمى بالعرف والحق العشائري بـ”تقطيع الوجه” للأولى، في قضية قتل كان طرفاها من العشيرة الأولى.
وفي التفاصيل التي رواها الشيخ العشائري عبدالله أبوعبود الحياصات فقد قتل أحد أفراد عشيرة المهيرات شخصا من ذات العشيرة قبل سنوات، و”دخل أهل الجاني على عشيرة السليحات؛ الى حين اتمام الصلح”.
وأضاف الحياصات أن عملية الصلح تمت بين الجهتين، وبعدها تم “تقطيع” وجه عشيرة المهيرات بعد أن حدثت حادثة بين أقارب للمقتول مع القاتل، لافتا الى أن تقطيع الوجه في العرف العشائري يعني “دخول شخص على شخص أوعشيرة عندما يكون فاعلا لأحد الحوادث ليحميه، فاذا تم الاعتداء على الأول بأي طريقة فإن المُعتدى عليه هو الطرف الثاني”، وسمي بتقطيع الوجه (لأن فلان يقول للآخر أنا بوجهك)”.
وتابع ان هذه الحادثة دفعت المهيرات الى اجراء ما يسمى بـ”التبييض” وهو وضع القماش الأبيض في جوف بيت الشعر الذي تقدمت اليه الجاهة، عند السليحات، وقام أحد أفرادها تبعا للعادات وقال: “يا سليحات وجهكم أبيض أبيض أبيض”، وطلبت الجاهة مبلغ مليون دينار بدل عملية “تقطيع الوجه” لكنها وبعد وفاء المهيرات بالمبلغ، “تكرم السليحات بتفويت المبلغ (أي السماح به)”.
وفرضت السليحات حقها العشائري بحضور القاضي العشائري الشيخ ابراهيم الهرش “أبو كايد”، والشيخ عبدالله أبو عبود الحياصات.
وأشار الحياصات الى أن العرف العشائري يجعل من “كفيل الدفا” لأهل القاتل، ضامنا مدى العمر، وحتى بعد الاصلاح، وهذا تنويه لمن سيسأل لماذا بقيت الكفالة رغم أن الصلح قد تم بين أهل القاتل والمقتول.
وسامحت عشيرة السليحات بالمبلغ وحقها، اكراما لله ورسوله وجلالة الملك، وجاهة المهيرات.
ويطلق القضاء العشائري لفطة “كفيل الوفا” على ضامن حق أهل المقتول، ويعطي القضاء المدني فرصة كبيرة للقضاء العشائري في اخذ الحقوق، لما له من أهمية في الحفاظ على الصلات الاجتماعية في بلد كالأردن تشكل العشائر بنيته الأساسية، بحسب حقوقيين.
وأكد الشيخ الحياصات ان هذا الاجراء الذي تم بحق المهيرات جرى لردع الفاعلين عن فعلتهم، وضمان عدم وقوع الجرائم ان حصلت، والمعاقبة عليها ان حصلت.