ربحي رباح… الصوت العذب وأغنية “كتاب حياتي يا عين” التي لامست القلوب
حصادنيوز – في ذاكرة الطرب العربي، تبرز أسماء طبعت حضورها بصوتها وإحساسها، ومن بين هؤلاء الفنان الأردني ربحي رباح، الذي يُعد أحد أبرز الأصوات في التسعينيات. بصوته المميز وأدائه المليء بالشجن، استطاع رباح أن يخطف قلوب المستمعين بأغنية “كتاب حياتي يا عين”، التي لا تزال حتى اليوم تُردد وتُطلب في الحفلات واللقاءات.
تُعد أغنية “كتاب حياتي يا عين” من أشهر أغاني ربحي رباح، وقد غناها بأسلوبه الخاص قبل أن يشتهر بها الفنان كاظم الساهر لاحقًا. الأغنية مأخوذة من قصائد الشاعر الكبير نزار قباني، وتحمل في طياتها الكثير من الألم والصدق، حيث تتناول قصة حب موجعة، تُروى من خلال تشبيه الحياة بكتاب مليء بالدموع والخيبات:
“كتاب حياتي يا عين، ما شفت زيه كتاب
الفرح فيه سطرين، والباقي كله عذاب…”
بهذه الكلمات الموجعة، نجح رباح في إيصال المعنى العميق للقصيدة، مما جعل الأغنية تُلامس قلوب المستمعين وتُخلّد في ذاكرتهم. الأداء العاطفي للأغنية كان سببًا رئيسيًا في رواجها، واعتُبر من أجمل ما قُدِّم في فترة التسعينيات من غناء شعري.
بعد غياب طويل عن الساحة الفنية تجاوز 25 عامًا، يعود ربحي رباح ليُحيي حفلاً جماهيريًا ضخمًا ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون 2025. وتُعد هذه العودة المنتظرة حدثًا مهمًا لعشاقه الذين لطالما طالبوا بعودته إلى المسرح.
سيقدم رباح في جرش مجموعة من أشهر أعماله، على رأسها “كتاب حياتي يا عين”، وسط أجواء مفعمة بالحنين والذكريات، على خشبة المدرج الروماني التاريخي. ومن المتوقع أن يشهد الحفل حضورًا جماهيريًا كبيرًا من مختلف الأعمار، نظرًا للمكانة التي يحتلها الفنان في قلوب جمهوره.على الرغم من ابتعاده الطويل، بقي صوت ربحي رباح حيًا في الذاكرة الفنية. فقد احتفظ محبوه بأغانيه، وتناقلوها عبر الأجيال، معتبرين إياها جزءًا من التراث الموسيقي الأردني والعربي. وتمثل أغنية “كتاب حياتي يا عين” أحد أبرز محطات هذا الإرث، لما تحمله من صدق وشجن لا يُنسى.
ربحي رباح ليس مجرد فنان غاب ثم عاد، بل هو حالة فنية قائمة بذاتها، تمثل الأصالة والإحساس الراقي في زمن الطرب الجميل. وها هو اليوم يعود ليتوّج مسيرته بحفل منتظر في مهرجان جرش، في لحظة فنية تمزج بين الماضي والحاضر، وتعيد إحياء أغنية لا تزال تفتح أبواب الذكريات كلما سُمع مطلعها:
“كتاب حياتي يا عين…“