ندوة علمية تسلط الضوء على أهمية التبرع بالقرنيات
حصادنيوز – نظم مستشفى الزرقاء الحكومي الجديد، ندوة علمية بعنوان “امنح النور لغيرك”، على مدرج المستشفى، برعاية مديره الدكتور ناصر حسين، تناولت أهمية التبرع المحلي بالقرنيات.
وشهدت الندوة مشاركة فاعلة من بنك العيون الأردني، وجمعية أصدقاء بنك العيون الأردني، ونادي روتاري عمان عمون، إلى جانب دعم كريم من نادي روتاري ألين هايدنهايم الألماني، ومؤسسة الروتاري الدولية، في إطار تعزيز التوعية المجتمعية بأهمية التبرع بالقرنيات كوسيلة لاستعادة البصر وتحسين جودة حياة المرضى.
وحضر فعاليات الندوة مساعد مدير المستشفى للشؤون الفنية والطبية الدكتور سامر أبو غزالة، والمساعد لشؤون التمريض خلود مكحول، ومساعد المدير للشؤون الإدارية والمالية الدكتور أحمد رسمي، إلى جانب رئيس قسم العيون الدكتور موسى الهندي، وجمع من المختصين والمهتمين.
وأشار الدكتور ناصر حسين إلى أن التبرع بالقرنيات يعد ركيزة إنسانية في محاربة فقدان البصر داخل المملكة، مؤكدا أن نشر ثقافة التبرع ما بعد الوفاة، من شأنه أن يعيد الأمل لمئات المرضى، ويعيد إليهم نعمة البصر والحياة الكريمة.
وقدم ممثل جمعية أصدقاء بنك العيون الأردني، الدكتور خالد عايش، مداخلة شدد فيها على ضرورة تعزيز الشراكة بين المؤسسات الصحية والمجتمع المدني لتوسيع دائرة الوعي وتشجيع التبرع.
من جانبها، عرضت مديرة مشروع محاربة فقدان البصر، الصيدلانية لبنى الفاخوري، أبرز محاور الحملة الوطنية التوعوية للتبرع بالقرنيات، مبينة نتائجها الإيجابية وخططها المستقبلية، فيما قدمت عرضا مرئيا توضيحيا من إعداد نادي روتاري عمان عمون، يبين الإجراءات الطبية والإنسانية المتبعة في التبرع بالقرنية.
وفي محاضرة علمية مؤثرة، تحدثت أخصائية العيون الدكتورة شذى حمدان عن أهمية زراعة القرنية في استعادة البصر، موضحة آلية العمليات وأثرها المباشر في تحسين جودة الحياة للمصابين بعتامة القرنية ومشاكل القرنية الحادة.
وألقى والد المرحوم محمد أبو ركبة كلمة مؤثرة امتزجت فيها الدموع بالفخر ، روى فيها كيف كان قرار التبرع بقرنية ابنه الراحل شعلة نور أنارت عتمة حياة مريض آخر، قائلا “رأينا في هذا التبرع استمرارا لروح ابننا في جسد آخر، ولمسة حياة نهديها لمن لم يعد يرى النور”.
من جانبه، أكد سماحة المفتي الدكتور فادي ربابعة، من دائرة الإفتاء العام (مديرية الدراسات والبحوث)، أن التبرع بالقرنيات عمل إنساني عظيم تجيزه الشريعة الإسلامية ضمن ضوابط محددة، مشددا على أن حفظ حياة الإنسان وإعادة نعمة البصر له يعد من أعظم القربات إلى الله.
و أكد المتحدثون أن التبرع بالقرنيات ليس مجرد عمل تطوعي، بل هو نداء إنساني عميق يتجاوز حدود الجسد ليمس جوهر الرحمة والتكافل، حيث ان آلاف المرضى يقفون على عتبة الأمل بانتظار متبرع يمنحهم النور بعد أن غشيت أعينهم ظلمة المرض، مشيرين إلى أن التبرع بالقرنية بعد الوفاة لا ينتقص من كرامة الجسد، بل يخلد إنسانية المتوفى ويهب الحياة من جديد.
وفي ختام الندوة، جرى تكريم القائمين والداعمين والمساهمين والمشاركين في هذه المبادرة النبيلة، تقديرا لدورهم في نشر الوعي وزرع بذور الأمل في نفوس من فقدوا نعمة البصر.