بعد إقرار بقتل مجوعين.. اعتراف إسرائيلي بدفع أموال لهدم منازل بغزة

5٬004

 

حصادنيوز – كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية، أن كل مقاول خاص يستعين به الجيش الإسرائيلي يتقاضى مبلغ 5 آلاف شيكل (نحو 1474 دولارا) عن كل منزل يهدمه بقطاع غزة.

ونقلت الصحيفة عن أحد الجنود الإسرائيليين بالقطاع، قوله إن “كل مقاول خاص يعمل في غزة باستخدام معدات هندسية، يتقاضى 5000 شيكل عن كل بيت يهدمه. إنهم يجنون الكثير من المال”.

وأضاف الجندي، ضمن تقرير موسع للصحيفة، الجمعة، أن “كل وقت لا يهدمون (المقاولون) فيه بيوتا هو خسارة مالية، والقوات (الإسرائيلية) يجب أن تؤمّن أعمالهم”.

وبحسب الجندي: “حملة التدمير التي ينفذها المقاولون تُقرّبهم وقواتهم الأمنية الصغيرة نسبيا من نقاط توزيع المساعدات، أو طرق مرور الشاحنات”.

وأوضح أنه “من أجل حماية أنفسهم، تتطوّر حوادث إطلاق نار تسفر عن قتلى (فلسطينيين مجوعين)”.

وتابع: “من أجل أن يجني المقاول 5.000 شيكل إضافية، يتم اتخاذ قرار بأن من المقبول قتل أشخاص يبحثون عن طعام”.

**استهداف مباشر للمجوعين

وقال ضابط في الفرقة 252 لـ”هآرتس”، إن “العميد يهودا فاخ قائد الفرقة، قرر تفريق تجمعات الفلسطينيين بالشمال، والتي كانت تنتظر شاحنات المساعدات التابعة للأمم المتحدة بواسطة إطلاق النار”.

وأضاف أن “هذه سياسة فاخ، لكن الكثير من القادة والجنود تقبلوها بتفهّم”.

وقال جندي احتياط في سلاح المدرعات، خدم في الفرقة ذاتها: “الفتيان الذين ينتظرون الشاحنات يختبئون خلف تلال ترابية، وينقضّون عليها عندما تمر أو تتوقف عند نقاط التوزيع”.

وأضاف: “نراهم عادة على بُعد مئات الأمتار، ولا يشكلون خطرا حقيقيا علينا”.

وفي إحدى الحالات، طُلب من الجندي إطلاق قذيفة على تجمع للفلسطينيين المجوعين قرب الشاطئ، وقال: “في الأساس، يُفترض أن يطلقوا نيرانا تحذيرية لإبعادهم أو منعهم من التقدم، لكن في الآونة الأخيرة، أصبح إطلاق القذائف أمرا روتينيا”.

وتابع: “في كل إطلاق قذائف من هذا النوع يوجد مصابون وقتلى (فلسطينيون)”.

وأفاد الجندي في شهادته: “في تلك الحادثة، بدأ بعض الأشخاص بالفرار بعد إطلاق القذيفة، لكن قوات إضافية أطلقت النار باتجاههم ردا على ذلك”.

وقال ضابط كبير على دراية بتفاصيل على القتال في غزة للصحيفة: “هناك تدهور إضافي في تآكل القيم الأخلاقية للجيش الإسرائيلي”.

وحسب قوله: “أكبر مخاوفي هو أن إطلاق النار واستهداف المدنيين في غزة ليس ضرورة عملياتية ولا خطأ في التقدير، بل أيديولوجيا لدى القادة في الميدان تُمرَّر إلى القوات كأنها خطة عملياتية”.

وسبق أن كشف جنود إسرائيليون أنهم يطلقون النار عمدا ووفقا لتعليمات قادتهم على الفلسطينيين العزل منتظري المساعدات الإنسانية قرب مواقع التوزيع بقطاع غزة، ما يؤدي إلى سقوط قتلى وجرحى، وفق “هآرتس”.

وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تنفذ تل أبيب وواشنطن منذ 27 مايو/ أيار 2025 خطة لتوزيع مساعدات محدودة بغزة، حيث يقوم الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على الفلسطينيين المصطفين لتلقي المساعدات ويجبرهم على المفاضلة بين الموت جوعا أو رميا بالرصاص.

يأتي ذلك بينما تغلق إسرائيل منذ 2 مارس/ آذار الفائت بشكل محكم معابر غزة أمام شاحنات إمدادات ومساعدات مكدسة على الحدود، ولا تسمح إلا بدخول عشرات الشاحنات فقط، بينما يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى 500 شاحنة يوميا كحد أدنى.

وخلفت الإبادة المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 نحو 189 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.

قد يعجبك ايضا