شباب الاستقلال : “صناع المستقبل ومسؤولية الحاضر”

2٬121

 

حصادنيوز – بقلم : ممدوح أبو تايه – في الخامس والعشرين من آيار، يحتفل الأردنيون بعيد الاستقلال التاسع والسبعين، مستحضرين بفخر وامتنان لحظةً مفصلية في تاريخ الدولة الأردنية الحديثة، حين انبلج فجر الحرية، وانعتقت الإرادة الوطنية من قيد الانتداب، ليولد الأردن دولةً ذات سيادة، تستمد شرعيتها من التفاف شعبها حول قيادته الهاشمية الحكيمة، ومن تضحيات رجال آمنوا بوطن مستقل وعزيز .

إن الاستقلال لم يكن يوما محطة عابرة في سجل الوطن، بل كان بدايةً لمسيرة بناء طويلة، كتبت فصولها بعرق الأردنيين، وصبرهم، ووحدتهم، وتضحياتهم . واليوم، وبعد ما يقارب الثمانية عقود، فإن الحفاظ على منجزات الاستقلال وتجذير معانيه في وجدان الأجيال، مسؤولية جماعية يتصدرها الشباب الأردني، بما يحملونه من طاقات وقدرات وآمال .

من هنا، وجب علينا جميعا أن نسأل أنفسنا، ماذا نريد من شبابنا اليوم في عيد الاستقلال؟

الإجابة بكل بساطة، نريدهم أن يكونوا حراسا للهوية الوطنية، وسفراء للوعي والانتماء الحقيقي، لا انتماء الشعارات والمناسبات . نريد منهم أن يدركوا أن الاستقلال الحقيقي هو التحرّر من الجهل والاتكالية والسلبية وخطاب الكراهية والسير خلف دعاة الفتن ، وأن يكونوا على وعي بأن بناء الوطن هو مشروع تراكمي، يحتاج إلى جهدهم وتفانيهم وإيمانهم بدورهم .

لقد بات من الضروري أن ينخرط الشباب الأردني في عملية التنمية الشاملة . نريدهم مبادرين، يملكون أدوات العصر من علم وتكنولوجيا، أن يتسلّحوا بقيم الالتزام والصدق والانفتاح الواعي، وأن يرفضوا ثقافة التذمر والانتظار، ليكونوا شركاء حقيقيين في صياغة مستقبل هذا الوطن الذي ينتظر منهم الكثير .

وفي زمن يتسارع فيه التقدم العلمي والتقني، تتزايد الحاجة إلى تمكين الشباب بالمعرفة والمهارات، ليكونوا روادًا في شتى الميادين، فاستقلال الأوطان يتحقق عندما يصبح الشباب قادرين على المساهمة الفاعلة في صياغة القرار، وتحمل المسؤولية الوطنية بوعي وثبات .

من هنا، فقد كانت وزارة الشباب في طليعة المؤسسات الوطنية التي التقطت مبكرا أهمية تمكين الشباب الأردني، فعملت على إطلاق رؤية حديثة تستند إلى إشراكهم الفعلي في التنمية، لا باعتبارهم فئة مستهدفة فحسب، بل باعتبارهم شركاء حقيقيين في صناعة الحاضر والمستقبل . من هنا كان حرص الوزارة على تطوير منظومة العمل الشبابي من خلال تحديث البنية التحتية للمراكز الشبابية المنتشرة في مختلف محافظات المملكة، وتوسيع نطاق البرامج التي تعزز قيم الانتماء والمواطنة الفاعلة، وتدعم الريادة والابتكار، وتمكن الشباب من امتلاك المهاراتمتطلبات سوق العمل التي تجعله مؤهلا .

 

كما نجحت الوزارة في توفير مساحات آمنة للتعبير والمبادرة، عبر برامج متخصصة احتضنت طاقات الشباب ومهاراتهم، وربطتهم بالواقع المجتمعي والاقتصادي من خلال مشاريع ريادية ومبادرات مجتمعية نوعية . وحرصت على أن يكون صوت الشباب مسموعًا، من خلال لقاءات تشاورية أتاحت لهم أن يكونوا في موقع التأثير لا التلقي فقط .

وقد رسخت وزارة الشباب حضورها الميداني والوصول إلى مختلف شرائح الشباب في القرى والبادية والمخيمات، وهو ما انعكس إيجابا على توسيع قاعدة المشاركة، وزيادة ثقة الشباب بالمؤسسات الرسمية، وإيمانهم بأن لهم دورا حقيقيا في بناء الوطن، وصياغة مستقبله .

إن شباب الاستقلال قادة الغد الذين يحملون تطلعات وطنهم، ويقفون على خط المواجهة ضد التحديات كافة، وهم يستحقون أن يمنحوا الثقة .

وختاما، فإن عيد الاستقلال ليس مجرد احتفال نعلق فيه الأعلام ونردد فيه الشعارات، بل مناسبة لتجديد العهد مع الوطن وقيادته، ووقفة تأمل في ما تحقق، واستعداد صادق لما هو قادم . وإننا على يقين أن شباب الأردن، قادرون على حمل الرسالة، ومواصلة المسيرة بكل وفاء وإخلاص .

حفظ الله الأردن، قيادة وشعبا، وأدام استقلاله، وبارك في شبابه، ليظل كما كان دوما: وطنا حرا، منيعا، كريما بأهله .

قد يعجبك ايضا