بيان: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يمرّ بواحدة من أسوأ مراحله منذ عقود

11

 

حصادنيوز – شارك نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الجمعة، في اجتماعٍ تنسيقيٍّ للجنة الوزارية العربية الإسلامية المكلفة بالتحرك الدولي لوقف الحرب على غزة، واجتماعٍ عقدته اللجنة مع ممثلين عن كل من مملكة إسبانيا، وجمهورية سلوفينيا، ومملكة النرويج، والاتحاد الأوروبي، وروسيا الاتحادية، وجمهورية الصين الشعبية، والمملكة المتحدة، وفرنسا.

وأكّد الصفدي خلال الاجتماع ضرورة تكثيف الجهود لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، والتوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار، وتنفيذ اتفاقية التبادل التي أُنجِزَت بجهود مصرية وقطرية وأميركية.

وحذّر الصفدي من التبعات الإنسانية الكارثية لاستمرار إسرائيل في منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة في خرق فاضح للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

وشدّد على موقف الأردن الثابت في رفض تهجير الفلسطينيين من وطنهم، بما في ذلك من خلال حرمان الفلسطينيين من مقومات الحياة في غزة ودفعهم لمغادرة وطنهم.

وأكّد أن محاولات دفع الفلسطينيين خارج وطنهم من خلال جعل غزة غير قابلة للحياة لن يكون هجرة طوعية بل تهجير قسري مرفوض ومدان وخرق للقانون الدولي.

وتضم اللجنة العربية الإسلامية وزراء خارجية كل من، المملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، ودولة قطر، ومملكة البحرين، والجمهورية التركية، وجمهورية إندونيسيا، وجمهورية نيجيريا الاتحادية، ودولة فلسطين، والأمينين العامين لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.

وصدر عن اجتماع اللجنة العربية الإسلامية وممثلين عن أيرلندا، ومملكة النرويج، وجمهورية سلوفينيا، ومملكة إسبانيا، وجمهورية الصين الشعبية، وروسيا الاتحادية، البيان التالي:

نحن وزراء الخارجية وممثّلو اللجنة الوزارية حول غزّة التابعة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، بالإضافة إلى ممثلين عن أيرلندا، ومملكة النرويج، وجمهورية سلوفينيا، ومملكة إسبانيا، وجمهورية الصين الشعبية، وروسيا الاتحادية، قد اجتمعنا اليوم في أنطاليا لمناقشة تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة مع التركيز بشكل خاص على وقف الحرب على غزة، وإننا نسعى لاتخاذ إجراءات ملموسة لتطبيق حل الدولتين من أجل تحقيق السلام الدائم، بالإضافة للإجراءات العاجلة التي يتطلبها ذلك.

وبناءً على مداولاتنا خلال الاجتماع، فقد اتفقنا على ما يلي:

إن الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني يمرّ بواحدة من أسوأ مراحله منذ عقود؛ ممّا أدى إلى تقويض كافة الجهود الرامية لتطبيق حل الدولتين، وإلى تآكل القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة. ولقد شهدت المنطقة عدة جولات من المفاوضات والمبادرات الدولية والتصعيدات والحروب، إلّا أن حالة الجمود السياسي الراهنة، والكارثة الإنسانية القائمة لم يسبق لها مثيل في السوء.

ورغم عقود من المناقشات بين الأطراف المتصارعة وانخراط المجتمع الدولي، فقد تم تجاهل حل الدولتين، الذي يحظى بقبول دولي واسع بصفته الحل الوحيد القابل للتطبيق لإنهاء هذا الصراع.

كما أن جهود المجتمع الدولي ومناشداته من أجل تسوية عادلة ودائمة للصراع لم تُترجم إلى نتائج ملموسة على الأرض، وما الأحداث المأساوية القائمة حاليًّا إلّا مظهر لصراع طويل الأمد وليس مرحلة جديدة في النزاع.

إننا على قناعة بأن غياب التقدم نحو تطبيق حل الدولتين يؤدي بصورة أساسية إلى تغذية كافة أشكال التطرّف والعنف، وهو ما أثبتته التطورات الأخيرة من جديد، وإننا ندين كافة أشكال العنف والإرهاب.

وبناءً على التجارب السابقة، فإن ترك هذا الصراع دون حل لن يؤدي إلّا إلى تكرار اندلاع الحرب في المستقبل؛ ولذلك، فإن الأطراف المعنية تحتاج إلى حوافز جديدة للمشاركة في محادثات حقيقية وجادة، بما في ذلك من خلال وساطات إقليمية ودولية، وبهذه الأثناء، لا بدّ للمجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤوليته في مساندة جهود التوصل إلى حلٍّ سياسي وعادل يقود إلى إنهاء الاحتلال وإلى لَجْم موجات العنف في منطقة الشرق الأوسط.

كما أن هناك العديد من الجهود الجارية لدعم تطبيق حل الدولتين، ومن بينها جهود اللجنة الوزارية لمنظمة التعاون الإسلامي-جامعة الدول العربية، والتحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين، والاجتماع الوزاري لمجموعة الاتصال في مدريد في ٢٦ أيار، وكذلك المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين الذي سيُعقَد في نيويورك في حزيران برئاسة مشتركة من المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية، بهدف رئيسي يتمثل في تحديد الإجراءات المطلوبة من جميع الأطراف المعنية؛ لتحقيق إنهاء الاحتلال وتطبيق حل الدولتين، والعمل على التعبئة العاجلة للجهود والموارد الضرورية لتحقيق هذه الأهداف، وذلك عبر التزامات ملموسة ومحددة زمنيًّا.

وقد أكّد الاجتماع الوزاري في أنطاليا على أهمية هذه المبادرات في الحفاظ على الزخم المطلوب من أجل تطبيق حل الدولتين.

وإننا نعرب مجدّدًا عن بالغ قلقنا إزاء التطورات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وندين استئناف الأعمال العدائية على غزة، لا سيّما الهجمات العشوائية للقوات الإسرائيلية التي أسفرت عن خسائر كبيرة للغاية في صفوف المدنيين، والتدمير المُتعمَّد لما تبقى من البنية التحتية الحيوية، وندعو إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار بما يتوافق مع قرارات الأمم المتحدة، والتنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن/المحتجزين، والذي دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، بهدف وضع حد لإراقة الدماء وإيصال المساعدات الإنسانية، وبدء عملية التعافي وإعادة الإعمار. كما ندعو إلى توحيد قطاع غزة مع الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، تحت إدارة السلطة الوطنية الفلسطينية، ونؤكّد على أهمية تقديم الدعم السياسي والمالي للسلطة الوطنية الفلسطينية؛ لتمكينها من الاضطلاع بكافة مسؤولياتها في قطاع غزة وجميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.

قد يعجبك ايضا