حصادنيوز – أكدت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في الأردن، شيري ريتيسما-أندرسون، أن مهرجان أسبوع أفلام المرأة يمثل “مساحة تُروى فيها قصص النساء بصدق وشفافية”، مشيرة إلى أن هذه القصص تُروى “دون فلترة، دون تسطيح، بل تُروى بكلماتهن، ولغاتهن وبعدساتهن”.
وقالت ريتيسما-أندرسون، في كلمتها الافتتاحية خلال حفل إطلاق النسخة الثالثة عشرة من أسبوع أفلام المرأة، والذي جرى بحضور سمو الأميرة بسمة بنت طلال وعدد من كبار المسؤولين والسفراء، إن “الأفلام المعروضة مرآة للواقع” تعكس “الأفراح، والأحزان، والقوة، والنضالات التي تُعرّف حياة النساء حول العالم”، مؤكدة أنها “تحفز نقاشات مهمة حول أبرز التحديات التي تواجه النساء اليوم، وتُطلق دعوة للعمل”.
وأضافت أن أسبوع أفلام المرأة لهذا العام يتزامن مع 3 محطات عالمية مهمة، وهي الذكرى الثلاثون لإعلان ومنهاج عمل بيجين، والذكرى الخامسة والعشرون لقرار مجلس الأمن رقم 1325 حول المرأة والسلام والأمن، إلى جانب الذكرى الخامسة عشرة لتأسيس هيئة الأمم المتحدة للمرأة. وقالت “تُذكرنا هذه المحطات بمدى التقدم الذي أحرزناه ـــ ولكن أيضًا بمدى هشاشة هذا التقدم”.
وأشادت المنسقة الأممية بالتطورات التي شهدها الأردن خلال العام الماضي، خصوصًا في توسيع مشاركة النساء في الحياة السياسية.
وقالت “تجاوز الأردن الآن المعدل الإقليمي لتمثيل النساء في البرلمان، حيث يشكلن 20% من أعضائه”.
وتابعت “تلك إنجازات يجب أن نحميها ونبني عليها. فهي تعكس فهماً متزايدًا بأن لا مجتمع يمكن أن يزدهر بحق دون المشاركة الكاملة والمتساوية لجميع أفراده – بمن فيهم النساء”.
ورغم ذلك، لفتت ريتيسما-أندرسون إلى وجود “تراجع مقلق” في أوضاع النساء والفتيات في المنطقة والعالم خلال العام الماضي. وقالت “نشهد تهديدات لحقوق وحريات النساء والفتيات تُنذر بتقويض المكاسب التي ناضلت من أجلها أجيال. من حظر التعليم، إلى الإقصاء السياسي، وتصاعد العنف ضد النساء في مناطق النزاع – فإن تآكل هذه الحقوق ليس مجرد أمر نظري، بل هو واقع ملموس وملحّ”.
وأضافت “في مواجهة هذه التحديات، هناك حقيقة واحدة لا تقبل الشك: مستقبل حقوق النساء يعتمد علينا. علينا جميعًا أن نعمل معًا، وألا نتراجع، وألا نتوقف”.
وأكدت أن المهرجان يشكّل إعلانًا حيًا من مختلف أطياف المجتمع بأن “قصص النساء مهمة، وأن أصوات النساء يجب ألا تُسمع فقط، بل يُنصَت إليها، وتُترجم إلى أفعال، ويُسمَح لها بالقيادة”.
وقدمت تحية خاصة لصُنّاع الأفلام المشاركين في المهرجان، وقالت “إن عملكم ومساهمتكم شهادة على التزامكم الراسخ بالنهوض بحقوق النساء والفتيات”، مضيفة “وفي زمن يسعى فيه البعض لإسكات النساء، وتقييدهن، ومحو وجودهن، فإن دعمكم يمثل إصرارًا وأملًا لا يتزعزعان. إنه إعلان يقول: لا، لن نهزم. لن نتراجع. ولن نقبل بأقل من المساواة الكاملة”.
وخاطبت الحضور بالقول “فإن حضوركم بحد ذاته هو إيمان – إيمان بأن أصوات النساء تستحق أن تُسمع، بأن الحقيقة مهمة، وبأن الثقافة قادرة على تغيير العالم. وأنكم تدعمون المساواة في الحقوق للنساء والفتيات”.
وتوجهت بالشكر إلى هيئة الأمم المتحدة للمرأة في الأردن على “قيادتهم ورؤيتهم”، كما شكرت الهيئة الملكية للأفلام على “وقوفهم إلى جانب السردة، وإلى جانب النساء والفتيات في الأردن، وفي المنطقة، وفي العالم”.
وخصّت بالشكر “صديقتها غادة”، قائلة “إن تفانيكِ على مدى 13 عامًا هو ما ضمن استمرار هذا المهرجان وتطوره”.
واختتمت المنسقة الأممية كلمتها بالقول “دعونا نغادر هذا المساء ونحن نشعر بالإلهام – ليس فقط من خلال ما شاهدناه على الشاشة، بل مما يمكننا تحقيقه معًا. ولتذكرنا هذه الأفلام بأنه رغم أن التقدم قد يكون بطيئًا أو مهددًا، إلا أنه لا يزال ممكنًا – حين نختاره، وحين ندافع عنه. لأنه حتى خلال أطول الليالي، نعلم أن الضوء سينتصر في النهاية على الظلام”.