الإنتاج الوطني هو الحل!
حصادنيوز -عصام قضماني : لا يستطيع الأردن ان يكون منقطعا عن التجارة العالمية ليس لان اقتصاده هو اقتصاد السوق وليس لأنه مرتبط باتفاقيات تجارية وشراكات عالمية وليس لأنه ملتزم بانظمة التجارة العالمية، بل لكل ما سبق وزيادة على ذلك ان اقتصادا صغيرا وهشا يعتمد على المساعدات والمنح والقروض مثل الاقتصاد الأردني لا يستطيع ان ينسلخ عن فلك الاقتصاد العالمي الذي لا زال يسير بإدارة اكبر اقتصاد عالمي وهو الولايات المتحدة. يستطيع الأردن ان يخفف من الرسوم الجمركية التي اعلن عنها الرئيس الاميركي ترامب لكنه لا يستطيع شطبها لان هذه السياسة في مواجهة?العالم اجمع على قاعدة المظلومية !. تصوروا ان اكبر اقتصاد في العالم يرفع شعار المظلومية باعتبار انه مظلوم في مواجهة العالم الذي يدور من حوله ويرتبط به بورقة خضراء اسمها الدولار.
يفترض ان تدفعنا هذه الرسوم إلى تعظيم الإنتاج المحلي او الصناعة الوطنية ونذهب إلى خفض تكاليف الإنتاج لنهوض الصناعة الوطنية التي تنتج سلعا اقل تكلفة وباسعار مناسبة،
الصناعة الأساسية التي توظف أعلى نسبة من العمالة، ما زالت تعاني، بينما كانت في ظل ازمة وباء كورونا اكثر نشاطا وانتاجية، التي كانت يفترض بها ان تكون سنة سيئة.
الحكومة لم تتجاهل الصناعة وخفضت تكاليف الطاقة.
ما زالت الصناعة تعاني منافسة قوية من المنتجات المستوردة التي تتمتع باعفاءات عدا انها قليلة التكاليف، وايضا بفضل اتفاقيات الشراكة كما في الحالة الاوروبية.
كنا حثثنا على مراجعة هذه الاتفاقيات التي بلا شك ان الاردن هو الطرف الخاسر او الضعيف فيها وكان يقال لنا ان مثل هذا الظلم تعوضه المساعدات والمنح الاوروبية لكن هل هي كافية.
وكنا اقترحنا ان تتحول هذه المنح والمساعدات الى منح صناعتنا التكنولوجيا الثمينة واقترحنا ايضا ان تفتتح بعض المصانع الاوروبية الكبيرة فروعا لصناعاتها الفرعية في الاردن لكن ذلك لم يحدث بل بالعكس فرضت اوروبا قواعد منشأ صعبة خففتها لاحقا لكن السلع التي قبلت ان تستوردها من الاردن هي لصناعات في معظمها غير موجودة!.
الأنظمة الراهنة تمنع دعم الصناعة الوطنية بشكل مباشر، والمنتجات الأوروبية والتركية والخليجية تدخل الأردن بدون قيود معفاة من الرسوم الجمركية، والانفتاح التجاري تام، مما أدى الى اجتياح السلع المستوردة لأسواق الأردن وتراجع فرص الصناعة الوطنية، حتى مبدأ المعاملة بالمثل، لا يتم تطبيقه كما يجب وقد لاحظنا مدى الصعوبات التي تواجهها السلع الاردنية في اهم اسواقها الاستراتيجية وهي العراق.
هل من المفيد التدخل بموجب مبدأ الحماية الانتقائية والحماية الإغلاقية لبعض السلع ومراجعة الاتفاقات التجارية التي لا تتجاوز بصادرات الأردن ثلث مستورداته.
طالما ان الواقع الراهن على هذه الصورة فان الاستثمار في القطاع الصناعي مهدد، سيبقى محدودا وغير جاذب.
بالمناسبة يجب ان نستعد لتناقص المنح والمساعدات خصوصا الأوروبية، فأوروبا اليوم ليست في افضل أحوالها فقد أنهكتها الحرب الروسية الاوكرانية وهي اليوم في مواجهة رسوم ترامب الجمركية في نزيف آخر جديد