الأردن يحذر من تراجع في مؤسسات السلطة و «يعارض بشدة» إنتفاضة ثالثة

32

76881_1_1404806241

حصاد نيوز –  الإعلان عن وقفات احتاجية في الشارع الاردني من قبل الاخوان المسلمين تضامنا مع الشعب الفلسطيني خطوة لا تنطوي على تكتيك سياسي ويمكن ان ينتج عنها عودة بإيقاع اسرع لاجواء الارتياب وغياب الثقة بين التنظيم الاخواني والحكومة الاردنية.

 فرع جبهة العمل الاسلامي في منطقة الشمال سارع للاعلان عن وقفة احتجاجية تنديدا بجريمة قتل الشهيد محمد أبو خضير في الوقت الذي اصدرت فيه جماعة الاخوان بيانا شديد اللهجة أعاد التذكير بالبيانات الشهيرة التي كانت تصدر وصدرت في الماضي عن الاسلاميين وغيرهم تضامنا مع الانتفاضتين الاولى والثانية. اخر ما يريده الاردن الرسمي مرحليا وخصوصا في ظل الازمة العراقية الحالية هو اندلاع انتفاضة ثالثة في الجوار الفلسطيني وأسوأ ما يمكن ان يحصل في الحسابات السياسية والامنية الاردنية الداخلية هو حصول عملية تجاوب سريعة بالنسبة للداخل الاردني مع الحدث الفلسطيني. لذلك تم تحويل 13 شابا يافعا الى محكمة امن الدولة بعدما اغلقوا طريقا عاما خلال وقفة احتجاجية ضد اسرائيل في الوقت الذي بدأت فيه غرف العمليات تستعد للاحتمالات والسيناريوهات الامنية التي تثيرها بوادر انتفاضة الشهيد محمد أبو خضير خصوصا على الداخل الاردني وفي الوقت الذي بدأت فيه المملكة للتو فقط بتنفس الصعداء بعدما انتهت مظاهر الحراك الشعبي. رسائل مباشرة من السلطات الاردنية وصلت مبكرا الى قادة الاحزاب والقوى والمنظمات في مخيمات اللاجئين الفلسطينين في الاردن على اساس التحذير من العودة لقواعد النشاطات الجماهيرية تفاعلا مع الحدث الفلسطيني خصوصا وان العلاقات الاردنية الاسرائيلية تشهد مزيدا من التنسيق في المستوى الاقليمي مقابل ضمور واضح في التواصل على اساس الملف الفلسطيني نفسه. 

تقييمات الاردن الداخلية حتى اللحظة سلبية جدا فيما يخص سلطة الرئيس عباس والاوضاع الداخلية لحركة فتح غير الموحدة خصوصا بعد اخفاق المصالحة مع حركة حماس والتقارير التي تحصل عليها الحكومة الاردنية من أصدقائها الفلسطينين تشير الى تراجع حاد في مصداقية وسمعة وحضور ونفوذ مؤسسات السلطة الفلسطينية مع تحذير من انفلاتات خارجة عن المألوف في منظمات حركة فتح الشبابية. في الوقت نفسه يعتبر الأردن نفسه معنيا بصورة مباشرة بالتحالف مع الرئيس عباس بل وتقديم خدمات سياسية وغير سياسية دائمة له بإعتباره الشريك الأقل كلفة في الواقع الفلسطيني مما يبقي المؤسسات الأردنية على صلة بكل المفاصل والتفاصيل المتعلقة بالزوايا الإقليمية أو الأمنية أو حتى بالوضع الداخلي لحركة فتح بإعتبارها عماد السلطة ومؤسساتها. 

وطوال الايام العشرة الماضية سعى الاردن بثقله الدبلوماسي خلف الكواليس للضغط على اسرائيل وتخفيف اجراءاتها حتى لا تولد فعلا انتفاضة ثالثة في الوقت الذي ساهمت فيه عمان مبكرا بتقديم نصائح وارشادات للجانبين الاسرائيلي والفلسطيني مباشرة بعد حادثة اختطاف المستوطنين الثلاثة. هذه النصائح لم تغير في الواقع شيئا وعمان الحكومية تعتبر نفسها طرفا في إستراتيجية الحيلولة دون العودة إلى إيقاع الإنتفاضات في الشارع الفلسطيني وهي إستراتيجية لديها أيضا أصدقاء كبار في إسرائيل والأهم أنصار أقوياء جدا وكثر في مؤسسات السلطة الفلسطينية. 

وقد أثار بيان الأخوان المسلمين التساؤل حول أسباب تجاهل وضعف الموقف الرسمي الأردني من مسارات ما يحصل في الضفة الغربية وقطاع غزة وهو ما ألمح له أيضا أعضاء بارزون في البرلمان وسط حيرة عامة من خلفيات الصمت الحكومي رغم ان مجمل الأحداث التي تحصل تنطلق من مدينة القدس حصريا التي يفترض الجميع أن للأردن دور مهم في رعايتها ورعاية مقدساتها. 

الأردن بطبيعة الحال لا يريد الخضوع لإختبارات قوة في توقيت حساس للغاية مع تعقيدات المشهد الفلسطيني خصوصا في القدس ومع الإسرائيليين الذين يمكنهم التلاعب بكل الوقائع إقليميا ودوليا. لذلك تبدو أعصاب عمان السياسية مشدودة ومتوترة ولا ترحب بما يجري فيفلسطين المحتلة ولا بولادة تداعيات أو إنتقال الحدث للشارع الأردني الذي غادر منذ سنوات ساحة التأثر العاطفي بإيقاع الإنتفاضة الفلسطينية.

قد يعجبك ايضا