فيدان يدعو لاستبعاد المتورطين في أنشطة إرهابية من المعادلة السورية
** وزير الخارجية التركي في مقابلة متلفزة:
ـ لا نعتقد أن يكون هناك أي تنازلات في سوريا بشأن مساعي الحكم الذاتي
– مقترحنا للإدارة الجديدة هو إعطاء الأكراد السوريين حقوقهم ونولي أهمية لذلك
– على تنظيم “بي كي كي” الإنصات إلى دعوة أوجلان واعتبارها فرصة تاريخية والاعتماد عليها أساسا لعملية حل نفسه
حصادنيوز – دعا وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الجمعة، إلى استبعاد جميع العناصر المسلحة المتورطة في أنشطة إرهابية من المعادلة في سوريا.
وفي مقابلة متلفزة، قال فيدان: “من الضروري إخراج جميع العناصر المسلحة المتورطة في أنشطة إرهابية من المعادلة، وعودة جميع السكان إلى حياتهم الطبيعية في سوريا”.
وأشار إلى بدء حقبة جديدة في سوريا اعتبارا من 8 ديسمبر/ كانون الأول، وأن هذه المرحلة جلبت معها الكثير من الفرص التاريخية للشعب السوري والمنطقة، وفي نفس الوقت الكثير من المشاكل.
وأوضح أن الإدارة السورية الجديدة تسلمت البلاد من النظام المخلوع وسط حالة كبيرة من تفشي الفقر والعجز والجوع، وتحاول الآن بناء البلد مجددا يدا بيد مع الشعب.
وأشار إلى حاجة سوريا الملحة للدعم من المجتمع الدولي وتركيا، مؤكدا أن هذا الأمر يعد مسؤولية تاريخية.
ولفت فيدان إلى زيارته إلى العاصمة دمشق في 13 مارس/ آذار، قائلا “لدينا في تركيا مصالح حيوية، لا سيما في مجال الأمن. هناك تنظيمات إرهابية تستغل الظروف التي تمر بها سوريا، وكان لا بد من مناقشة هذه القضايا ومراجعة التطورات الحالية”.
وأردف: “ناقشنا أيضًا القضايا الأخرى التي يجب أن تكون على جدول الأعمال بين البلدين، مثل الطاقة والمساعدات وغيرها من الملفات المهمة”.
وشدد على أهمية عودة الحياة إلى طبيعتها في سوريا، ما يعد ضروريا أيضًا لعودة اللاجئين المقيمين في تركيا والدول المجاورة.
وقال: “بدون استعادة الحياة الطبيعية، لن يكون من الممكن عودة اللاجئين سواء في تركيا أو في البلدان المجاورة. نرى بعض التطورات الإيجابية ولو بشكل محدود، لكن الأهم هو ضمان الأمن والاستقرار”.
وتطرق فيدان إلى زيارته الأخيرة للأردن، حيث شارك في اجتماع “سوريا ودول الجوار”، قائلا: “تم وضع أسس آلية جديدة لمكافحة تنظيم داعش، وهي مبادرة كانت تركيا قد اقترحتها سابقا. وتعد سوريا جزءا أساسيا من هذه الجهود، لأن منع ظهور داعش مجددا في سوريا والعراق أمر بالغ الأهمية. لقد ناقشنا التفاصيل الفنية لهذه الآلية الجديدة والمعايير التي يمكن أن تتبعها”.
– التوترات في سوريا
وحول التوترات في بعض المناطق السورية، قال فيدان: “سبق أن حذرنا من حدوث استفزازات، وللأسف هذه ليست الأولى ولن تكون الأخيرة. المهم هو اتخاذ التدابير الإدارية والسياسية لمواجهة مثل هذه الاستفزازات”.
وأشار فيدان إلى أن الاستفزازات تستهدف الطائفة العلوية في المنطقة، مؤكدًا أن الاشتباكات الأخيرة نشأت نتيجة قيام فلول النظام المخلوع بنصب كمين لقوات الحكومة السورية وقتل عدد من الجنود، ما أدى إلى تصاعد التوتر ومشاركة عناصر مدنية من كلا الطرفين في المواجهات.
وأضاف: “في منطقة حساسة تضم نسيجا متنوعا من العلويين والسنة، وتاريخها القريب شهد بعض الآلام، فمن الواضح أن هناك جرحا ما زال مفتوحا ويجعلها عرضة للاستفزازات”.
ولفت إلى أن المنطقة “عانت كثيرا، ومن غير المقبول أن تظل البنادق تريق الدماء على الجانب الآخر من حدودنا، بينما يعيش الجميع بالسعادة والرخاء في المنطقة والعالم”.
– “مقترحنا للإدارة الجديدة إعطاء الأكراد السوريين حقوقهم”
وردا على سؤال بشأن ما إذا كان منح الحقوق المتساوية للأكراد في سوريا يعتبر امتدادا لمطالب الحكم الذاتي التي يطالب بها تنظيم “بي كي كي/ واي بي جي” الإرهابي، قال فيدان: “لا نعتقد أن يكون هناك أي تنازلات في سوريا بشأن مساعي الحكم الذاتي أو الإدارة الذاتية”.
وعن الاتفاق الموقع بين الرئيس السوري أحمد الشرع وفرهاد عبدي شاهين قائد ما تعرف بقوات “قسد” واجهة تنظيم “بي كي كي/ واي بي جي” الإرهابي، قال فيدان: “مقترحنا للإدارة الجديدة هو إعطاء الأكراد السوريين حقوقهم، وهذا يحظى بأهمية كبيرة لدى تركيا”.
وأشار إلى أن الاتفاق فرصة تاريخية ومن المهم للإدارة الجديدة في سوريا أن تمنح حقوقا متساوية للأكراد وترفع عنهم الاضطهاد والظلم التاريخي الذي تعرضوا له”.
والاثنين، قالت الرئاسة السورية إنه جرى توقيع اتفاق يقضي باندماج ما تعرف بقوات “قسد” ضمن مؤسسات الجمهورية العربية السورية وتأكيد وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم.
– على “بي كي كي” الإنصات لدعوة أوجلان
من جهة أخرى، دعا فيدان تنظيم “بي كي كي” الإرهابي إلى الاستجابة لدعوة زعيمه عبد الله أوجلان، لإلقاء السلاح وحلّ نفسه.
وقال: “على التنظيم الإنصات إلى الدعوة، واعتبارها فرصة تاريخية، والاعتماد عليها أساسا لعملية حل نفسه”.
وتابع: “في حال استغل التنظيم الفرصة، فسيكون هناك انفتاح بالنسبة لتركيا والمنطقة، إذا تعرضوا للإغواء فهذا شأنهم، ونحن مستعدون لكافة السيناريوهات”.
ونهاية فبراير/ شباط الماضي، دعا أوجلان، المسجون مدى الحياة في تركيا، إلى حلّ جميع المجموعات التابعة لتنظيم “بي كي كي” وإنهاء أنشطته الإرهابية المستمرة منذ أكثر من 40 عاما.
وبشأن الحرب الروسية الأوكرانية، أشار فيدان، إلى أن الحرب فرقت الأطراف عند بدايتها في أوكرانيا وتفرقهم الآن مع مساعي إنهائها.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة تردد الآن ما كانت تقوله تركيا في بداية الحرب.