هآرتس: مئات الحريديم اقتحموا أراضي لبنان تحت حماية الجيش الإسرائيلي
حصادنيوز – قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، الأحد، إن مئات اليهود المتشددين من “الحريديم”، اقتحموا الأراضي اللبنانية، الجمعة الماضية تحت حماية الجيش، للصلاة على قبر يزعمون أنه يعود لأحد علماء الدين اليهودي.
وأوضحت الصحيفة أنه “رغم أن نصف المكان يقع في الأراضي اللبنانية، صعد مئات من الحريديم، الجمعة، للصلاة في مكان يزعمون أنه يضم قبر أحد أعظم علماء الدين اليهودي”.
وتابعت: “صباح الجمعة (أول أمس)، ورغم أن الوقت كان مبكرا، ومعظم النازحين من بلدتي منارة ومارغليوت (بشمال إسرائيل) لم يعودوا بعد إلى منازلهم، إلا أن مواكب الحافلات بدأت تتجه إلى المكان”.
وأضافت أن الحريديم “سجدوا من جميع الجهات على قبر يعتقد كثيرون أنه يعود لشيخ لبناني”.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه هي “المرة الأولى منذ بداية الحرب” في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، التي يدخل فيها الحريديم إلى أراضي لبنانية، لزيارة ما يقولون إنه قبر “الحاخام آشي”، دون صدامات مع الجيش الإسرائيلي “بل بتنسيق كامل معه”.
جدير بالذكر أن “الحريديم” يرفضون الخدمة العسكرية بالجيش الإسرائيلي، رغم قرار المحكمة العليا الإسرائيلية في 25 يونيو/ حزيران 2024 إلزامهم بالتجنيد، ومنع المساعدات المالية عن المؤسسات الدينية التي لا يمتثل طلابها للخدمة العسكرية.
ويشكل “الحريديم” نحو 13 بالمئة من سكان إسرائيل البالغ عددهم 10 ملايين نسمة، ويرفضون الخدمة العسكرية بدعوى تكريس حياتهم لدراسة التوراة، مؤكدين أن الاندماج في المجتمع العلماني يشكل “تهديدًا لهويتهم الدينية واستمرارية مجتمعهم”.
والجمعة، استنكر الجيش اللبناني، خرق إسرائيل لسيادة البلاد عبر إدخال مستوطنين يهود إلى مقام ديني مزعوم في الجنوب، معتبرا ذلك “انتهاكا للقرارات الدولية واتفاق وقف إطلاق النار” الأخير.
وقال في بيان، إنه “في سياق مواصلة العدو الإسرائيلي اعتداءاته وخروقاته لسيادة لبنان، عمدت عناصر من القوات المعادية إلى إدخال مستوطنين لزيارة مقام ديني مزعوم في منطقة العباد ببلدة حولا في الجنوب اللبناني”.
واعتبر الجيش أن ذلك “يمثل انتهاكا سافرا للسيادة الوطنية اللبنانية”.
ورغم أن البيان لم يحدد المقام الديني المذكور، فإن صحيفة “الأخبار” اللبنانية أشارت إلى أن الموقع المقصود هو “قبر العباد”، الذي تزعم إسرائيل أنه يعود إلى الحاخام “آشي”، بينما يؤكد لبنان أنه مقام “الولي الشيخ العباد”.
وأوضحت الصحيفة المقربة من “حزب الله” أن الخط الأزرق عند رسمه عام 2000، قسم القبر إلى جزأين، أحدهما في الأراضي اللبنانية والآخر في المنطقة التي تحتلها إسرائيل.
ومع مرور السنوات، أقامت قوات الاحتلال سياجا فوق الجزء المحتل من القبر، وبدأت بتنظيم زيارات للمستوطنين إليه، مع تجنب القسم اللبناني.
وخلال عدوانها الأخير، سيطرت القوات الإسرائيلية على القبر بالكامل وأزالت السياج الفاصل.
ومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، ارتكبت إسرائيل 1091 خرقا له، ما خلّف 84 قتيلا و284 جريحا على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية لبنانية.
وبدأ عدوان إسرائيل على لبنان في 8 أكتوبر 2023، وتحول لحرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، ما خلّف 4 آلاف و115 قتلى و16 ألفا و909 جرحى، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
وكان من المفترض أن تستكمل إسرائيل انسحابها الكامل من جنوب لبنان بحلول فجر 26 يناير/ كانون الثاني الماضي، وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار، لكنها طلبت تمديد المهلة حتى 18 فبراير/ شباط الجاري.
ورغم مضي فترة تمديد المهلة، واصلت إسرائيل المماطلة بالإبقاء على وجودها في 5 تلال داخل الأراضي اللبنانية على طول الخط الأزرق، دون أن تعلن حتى الساعة موعدا رسميا للانسحاب منها.
كما شرعت مؤخرا في إقامة شريط حدودي يمتد لكيلومتر أو اثنين داخل أراضي لبنان، وفق رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري.