حصاد نيوز – أكد السفير الأميركي لدى عمان ستيورات جونز أنه لا يوجد حاليا خطة، لزيادة أعداد القوات أو المعدات الأميركية العسكرية في الأردن، ولكنه لم يستبعد “أي خيار” بهذا الخصوص لاحقا، وقال إن هذا” يعتمد بالكامل على ما تطلبه منا الحكومة الأردنية”.
جاء ذلك في رده، على سؤال حول امكانية زيادة العناصر والعتاد الأميركي في حال تعرض المملكة لأي تهديد أو خطر، وأضاف، في لقاء مع صحفيين في منزله بعمان أول من أمس، أن “الوحدة الأميركية العسكرية الصغيرة ما تزال في الأردن، الى جانب الباتريوت وطائرات الـ” اف 16″ منذ العام الماضي”.
كما أن “المخططين العسكريين في السفارة الأميركية، يتعاونون وينسقون مع المسؤولين العسكريين الأردنيين”، وأكد في هذا الشأن، أنه “لا يوجد أي قوات اميركية على الحدود الأردنية مع العراق، فيما أشار إلى “مهمة تدريبية مشتركة مع القوات المسلحة الأردنية تجري حاليا في الأردن، لرفع قدرات القوات الأردنية، وكجزء من المساعدات العسكرية المعتادة”.
أما بخصوص طلب الادارة الأميركية من الكونغرس، تخصيص نصف مليار دولار لدعم وتدريب “المعارضة السورية المعتدلة”، وفيما اذا كان هذا التدريب سيجري في الأردن، اكد جونز ان “الوثائق التي قدمها البيت الأبيض للكونغرس، لا تحوي اية اشارة للأردن”، وانها تحوي فقط اشارة الى “تدريب وتزويد بمعدات، ولكنها لم تحدد المكان”.
وبينما شدد السفير على ان هذا الدعم للمعارضة المعتدلة يأتي “ضمن مكافحة الارهاب ايضا”، بيّن ان القرارات الخاصة بموقع التدريب “لم يتم اتخاذها بعد”، وانه “من المؤكد انه لا يمكن اخذ مثل هذه القرارات بدون سماح الأردن ودعمه وترحيبه بذلك”.
ونفى، في السياق، تقارير تداولت ان الأردن هو المكان الذي ستجري فيه التدريبات، معتبرا أن “لا أساس لها من الصحة”، كما أوضح أن برامج التدريب هذه “ستكون معروفة وسيفهم الناس تماما كيف سيسير الأمر، ولكن لم يتخذ قرار بهذا الصدد، لا من قبل أميركا ولا الأردن (..)”.
وتابع أن الخطوة الأولى هي موافقة الكونغرس، والحصول على الأموال، “ثم نرى كيف تسير الأمور”، واضاف “اذا طلبنا حينها من الأردن، فستكون المملكة هي صاحبة القرار”.
وعلى ذات الصعيد، وفي رده على سؤال حول كيف ستحدد أميركا المجموعات التي ستدعمها في سورية، قال جونز، ان الولايات المتحدة تدرك أن المجموعات “مختلطة ببعضها البعض”، وأنه “وحتى إن كان أحدهم محاربا علمانيا معتدلا فقد يتحول في يوم من الأيام للقتال مع النصرة، واليوم الثاني مع القاعدة”.
واعتبر ان هذا جزء من العملية، وان على الولايات المتحدة ان تعرف “من يريدون العمل معنا، وكذلك مستوى الالتزام و
الاستعداد لمستقبل معتدل علماني لسورية، وان عليهم نبذ الارهاب”.
وزاد “ندرك أنه من الصعب جدا أن نقرر كيف نختار من ندعمه بين هذه الجماعات”، ومن منها “لن يشكل خطرا وتهديدا لدول الجوار”، وقال “رغم أننا ماهرون جدا، ولا تنقصنا المهارات ولا القدرات في هذا الشأن ولكنها ستكون عملية حذرة جدا”.
وأكد أن أميركا لا تزال تعتقد أن الحل الوحيد لأزمة سورية هو السياسي، إلا أنه اعتبر أنه “لا بد من دعم الجماعات، التي هي ليست جزءا من (داعش) ولا النصرة لتدافع عن نفسها، وأيضا لتمنع (داعش) من الدخول إلى دول أخرى في المنطقة أو على الأقل المساهمة بهذا المنع”.
بخصوص العراق، أكد جونز دعم بلاده لعراق “موحد ولعملية سياسية”، ولـ”تشجيعها الحكومة للتواصل مع المجموعات السياسية المختلفة، والوصول الى اجماع سياسي، ولعزل الجماعات الارهابية”.
وقال إن بلاده تراقب الوضع في العراق عن كثب، كما هي تراقب الوضع في سورية كذلك، وان الوضع “مقلق بالنسبة لأميركا التي لديها مصالح بالعراق، وكذلك مصالح مهمة جدا” في الأردن.
على صعيد عملية السلام، أكد جونز، الذي سيغادر المملكة قريبا، ليتولى مهامه كسفير لبلاده في العراق، أن “وزير الخارجية جون كيري لم يتخل عنها، ويبقى ملتزما بها، ومن الواضح أن اللحظة الحالية ليست لحظة نشاط كبير في عملية السلام، لكن المبادئ التي يقدمها كيري وإطار عمله، بشكل عام، لا يزالان صالحين”، وأكد دعم بلاده المستمر للعملية ولحل الدولتين.
وعن عمله في الأردن للأعوام الثلاثة الماضية في الاردن، عبر جونز عن سعادته لخدمته في المملكة، وقال انه رأى الكثير خلال سنوات عمله هنا، وانه عند تعيينه في العام 2011، كان الحدث الأكبر هو الربيع العربي، ومدى تأثيره على الأردن، و”لكن كان واضحا منذ البداية ان الأردن استجاب لحركات الربيع العربي، بطريقة مختلفة عن دول اخرى في المنطقة” بحسبه.
وشرح قائلا “في الأردن الاخوان المسلمون، جزء مرحب به في العملية السياسية، والأمن تعامل بطريقة مختلفة مع التظاهرات”، واضاف انه مع التغييرات في المنطقة، فان ما يراه “هو ان الأردنيين يتقاربون معا ويظهرون تضامنا ودعما للاستقرار في بلدهم، وذلك تزامنا مع استجابات الأردن لما يحصل في المنطقة، وأهمها تدفق اللاجئين السوريين بوجود أكثر من 600 ألف، 20 % منهم فقط في المخيمات والباقي في المجتمعات المحلية”.
وعبر عن احترام بلاده الكبير لكرم الشعب الأردني في استقبال هؤلاء اللاجئين، وقال “اعلم كم هو العبء الذي يضعه وجود هؤلاء اللاجئين على هذه المجتمعات، كما أدرك التضحيات اليومية، التي يقدمها الأردنيون لناحية مدارسهم ومستشفياتهم، ومن المثير للأعجاب أن نسبة العنف قليلة جدا بين الأردنيين والسوريين”.
واعتبر، في هذا الصدد، أن على المجتمع الدولي “التزام كبير بدعم الأردن”، مشيرا الى الدعم النقدي الاضافي الاميركي والبالغ 200 مليون دولار العام الماضي، مباشرة الى خزينة المملكة، للتعامل مع تحديات اللجوء السوري، وذلك الى جانب المساعدات الثنائية السنوية، بحيث وصل المجموع الى اكثر من مليار دولار.
ولفت الى ان بلاده هي الدولة الوحيدة التي تقدم للأردن “مساعدات نقدية مباشرة في هذا الشأن”، كما انها اكبر مانح للمساعدات الانسانية للأزمة السورية، بأكثر من 2 مليار دولار في المنطقة ككل.
كما كشف عن مساعدات نقدية مباشرة هذا العام، ستكون اكبر من العام الماضي، وقال ان بلاده تعمل مع الحكومة لتطبيق برامج ومشاريع اميركية، في المجتمعات المتأثرة بشكل اكبر باللجوء السوري، ويستفيد منها السوريون والأردنيون.
اقتصاديا، أشاد جونز بالنمو الاقتصادي الأردني، الذي وصل في الربع الأول إلى 3.2 ، ووصف ذلك بـ”الرائع في ظل هذه الظروف”، وتحدث في هذا الشأن عن “تحدي الطاقة الناتج عن انقطاع الغاز المصري”، وقال إن الحكومة تعاملت مع هذا التحدي بـ”طريقة مرنة”، وإنها تتطلع لـ”تنويع مصادر المملكة النفطية”.
وقال انه يدرك ان بعض الاصلاحات، وخصوصا رفع اسعار المحروقات، “غير شعبية، لكنها حسنت فعلا من اداء الحكومة، وهذا ما ترونه بنتائج النمو الاقتصادي”، وعبر عن إعجابه بالطاقم الاقتصادي في الحكومة وعلى رأسهم رئيس الوزراء عبدالله النسور.
وأكد أن الولايات المتحدة “ستقف إلى جانب الأردن تحت أي ظرف كان، وستستمر بدعم المملكة اقتصاديا وعبر المساعدات الأمنية، وبطرق اخرى عديدة متاحة، لتحسين ظروف الحياة ورفاهية الشعب الأردني”، وقال “نفتخر بشراكتنا مع الأردن”.
وتحدث عن إصدار وزير المالية أمية طوقان الأسبوع الماضي، سندات أردنية بمليار دولار في نيويورك، وهي السندات التي
تتمتع بضمانة حكومية أميركية، والتي “قللت بفعالية من نسبة الفائدة من 7 % إلى أقل من 2 %”.
وأوضح أن “هذه سندات لخمسة اعوام، ونقدّر ان طوال فترة هذه السندات فان الضمانات الأميركية ستوّفر على الأردن 250 مليون دولار، وهي المرة الثانية التي نقوم بها بهذا، فالمرة الأولى قدمنا ضمانات قروض بمليار وربع دولار للسندات، لسبعة أعوام”.
وأخيرا، أشاد جونز بالسفيرة الأميركية الجديدة لدى الأردن اليس ويلز، التي ستتولى مهامها نهاية الصيف، وقال إنها على دراية كبيرة بالوضع في الأردن، وأنها جاهزة لعملها ومتحمسة للقدوم إلى هنا.
القادم بوست