سعودي: ظُلمت في الأردن..وهذه قصة سجني وتعذيبي
حصاد نيوز – “عذاب”.. هكذا تنهد أحد أبناء مدينة تبوك (شمال السعودية)، واصفا ما مر به في الأردن من اتهام باطل بتعاطي مخدر الحشيش، تعرض على أثره للحبس والتعذيب ومصادرة جواز سفره لمدة تزيد على الخمسة أشهر.
شرح الشاب السعودي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، لصحيفة ”الوئام” السعودية، التفاصيل التي تعرض لها في الأردن، قائلا: “ركبت مع سائق أردني لتوصيلي بعد أن تعطلت سيارتي، وأثناء ذلك توقفنا عند حملة تفتيشية على إحدى الطرق السريعة.
وبعد أن تم تفتيش السائق، عثر معه على قطعة (حشيش)، ثم اتجهوا نحوي وفتشوني، فبينت لهم أن لا علاقة لي بالأمر، وأظهرت جواز سفري السعودي كإثبات هوية لي، ولكن تعاملهم معي تغير للأسوأ، فاتهموني بأن قطعة الحشيش تخصني مع أن السائق معترف بأنها تعود له من دون أن يبدي أي إنكار للأمر, فقال لهم: (السعودي ليست له علاقة وهي لي!), لكن لم تنفع تلك التوسلات فبدأت مرحلة الضرب بلا رحمة ومن دون أن يستمعوا لأقوالي بأنني بريء”.
أضاف: “نقلونا لوحدة المخدرات في (الطفيلة)، وأدخلت مبنى لا تُسمَع فيه سوى صيحاتي، التي لم تجد من يسمعها سوى عسكري أردني سمعته يقول لكل من يضربني: (إنه بريء والسائق معترف بالقضية فلِمَ الضرب؟)، ثم وضعوني على نافذة المبنى وتركوه مفتوحا لأتعرض لموجات البرد القارسة مع الإمساك بقدميَّ من قبلهم خوفا من سقوطي، وهي منطقة مرتفعة جدا لا أرى أسفلها.
وكنت لا أرتدي ملابس ثقيلة، فكانوا مصرين على ضرورة اعترافي بأنني متعاط، فكنت أقول لهم بأنني بريء، ثم يلقى علي ماء بارد جدا أدخل على أثره في غيبوبة تامة لا أعلم ما يحصل بي على هذه الحال، من الساعة الخامسة عصرا وحتى الثانية عشرة ليلا”.
وأكمل قائلا: “السائق الأردني لم يتعرض للضرب مثلي؛ لأنه معترف بالقضية، وقد اكتفي بتحويله إلى السجن من دون أن يعذب. وعند سؤالي لهم عن هذا التصرف، كان ردهم علي: (إنكم في السعودية تقطعون رؤوس الأردنيين)”, مضيفا: “كنت أُسحَب على بطني من شدة الإهانة، وأجبر على مشية (البطة)”.
وأسهب الشاب حديثه للصحيفة السعودية، قائلاً: “بعد ذلك، حوّلت إلى سجن السلط (الياسمينة)، فرفض استقبالي لوجود ضربات خطيرة وآثار تعذيب بالجسم بعد الكشف الطبي عليّ, ومشاهدة الطبيب علامات الضرب وآثاره الواضح على جسمي, قبل أن يعد تقريرا بذلك ويسلمه لوحدة المخدرات”.
وأضاف: “أُودعْت في سجن أشبه ما يكون تحت الأرض, الدور العلوي به عدد من الضباط الذين يُبدون احترامهم لك ولكن بعد نزولك الدور السفلي لا تجد من يلتفت لك! فوضعت في زنزانة صغيرة جدا بها (13) مسجونا، فكنا ننام على أرجل بعض. وكانت تصرف لنا وجبتان يوميا؛ عبارة عن ساندويتش بالصباح وبالليل فقط، والوجبة ليست مجانية وإنما بمبالغ مالية. وعند طلبك توفير غير ذلك من الطعام يقولون: (إحنا نوكلك بكيفنا ما هو بكيفك) مع منع شرب المياه نهائيا”.
وعن سؤاله ما إذا كان قد وكل محامياً، قال الشاب لـ”الوئام”: “وكّلت محاميا، ودفعت له مبلغا كبيرا من المال لإخراجي من السجن، والدفاع عني في هذه القضية. وبعد اثني عشر يوما أخرجوني من السجن لحين انتهاء جلسات المحكمة، التي أجلت عشرات المرات بحجة أن العسكري الذي ضبط (الحشيش) لم يحضر لإدلاء بشهادته لمدة خمسة أشهر بعد أن تحفظوا على جواز سفري عندهم”.
مكملاً: “باجتهادات شخصية من عدد من قبائل الأردن، توصلنا لرجل الأمن الذي باشر القضية ليدلي بشهادته عند القاضي وترك الأعذار التي يعتذر بها بانشغاله وبعد المسافة إلى العاصمة عمان. وعلى الفور، توجه في اليوم التالي للمحكمة وأدلى بشهادته وخرجت ببراءة من التهمتين (تعاطي وحرز)”.
وفي سؤال عن أسباب عدم طرقه أبواب السفارة السعودية، رد قائلا: “كانت الفكرة واردة لدي، لكن خشيت أن تحول القضية ضدي كنوع من الانتقام من قبلهم”.
وفي نهاية حديثه للصحيفة السعودية، بين الشاب أن هناك شبابا كويتيين مسجونين لمدة أربعة أشهر، حالتهم يرثى لها دون الانتهاء من حل قضاياهم العالقة.